ورش تصنيع أدوات الحلوى في «المعز».. صواني وأساور وأقماع

كتب: تامر نادر

ورش تصنيع أدوات الحلوى في «المعز».. صواني وأساور وأقماع

ورش تصنيع أدوات الحلوى في «المعز».. صواني وأساور وأقماع

يزداد الإقبال فى شهر رمضان الكريم على تناول الحلويات الشرقية، خاصة الكنافة والقطائف، وهو ما يحفّز الحلوانية للبحث عن الجديد الذى يميز بضاعته، سواء على مستوى الجودة أو الشكل الخارجى، ويستعينون فى سبيل ذلك بوِرش تصنيع مستلزمات الحلويات من خام الألومنيوم، وأشهرها تلك الورش الموجودة فى شارع المُعز بحى باب الشعرية، وهذا المكان يتحول إلى خلية نحل قبل شهرين من استطلاع هلال الشهر الفضيل.

«بحبح»: تقطيع المواد الخام بالكمبيوتر ومهمة الصنايعية اللحام والصنفرة لضمان الجودة

تحدّث محمود بحبح، صاحب ورشة، مع الـ«الوطن»، موضحاً أنهم بدأوا فى تصنيع أدوات الألومنيوم منذ عام 1954، واقتصر عملهم وقتها على صناعة صوانى الألومنيوم المستديرة بمقاساتها المختلفة، التى تبدأ من 14 إلى 70 سنتيمتراً لطول القطر، ومع الوقت بدأوا فى تصنيع وإنتاج أغلب أدوات الحلويات، سواء الغربية أو الشرقية.

الاستعدادات لرمضان بدأت هذا العام منذ أوائل شهر رجب، عبر تصنيع الأدوات المختلفة للحلويات، والتى كان لأغلبها علاقة بالكنافة والقطائف؛ إذ إنهما الأكثر بيعاً طوال الشهر، فكان من بين أدوات الكنافة صاجات الألومنيوم بمقاساتها المختلفة، وأيضاً الصاج المفتوح بمقاساته المختلفة، منها 40×30 سنتيمتراً، و40×40 سنتيمتراً، و40×60 سنتيمتراً، ويُستخدم فى كبس الكنافة من خلال رصْ الصاجات فوق بعضها.

هناك أيضاً الأساور المُستخدَمة فى عمل كنافة «أساور عش البلبل»؛ إذ تُلف الكنافة حولها لتكون بشكل مستدير ومجوَّفة من الداخل، ليتم حشوها بحبيبات البندق، بالإضافة إلى كورنيه الكنافة، وهو أداة صغيرة جداً تُشبه القمع، تُستخدم فى عمل كنافة «الكونو»، التى يتم حشوها من الداخل بالكريمة أو النوتيلا.

من أدوات الكنافة التى تعمل الورشة أيضاً على تصنيعها وتجهيزها قبل شهر رمضان، التنور النحاس، سواء المربع أو المستدير، وفائدته أنه توضَع فوقه الصوانى والصاجات داخل فاترينة العرض فى محال الحلويات، لتعطى شكلاً جمالياً: «عندنا كمان مَرَش السمنة والعسل، ودول الحلوانى بيسقى بيهم الكنافة، ومَرَش السمنة بتكون فتحاته ضيقه شوية عن فتحات مَرَش العسل، لأن العسل سميك وتقيل، وكل واحد منهم بيشيل حوالى نص لتر»، حسب «بحبح»، مضيفاً أن الورشة تصنع أيضاً أدوات القطائف ومنها الكوز والسكين، إلا أنهما اختفيا الآن بعد ظهور ماكينات القطائف الآلية التى تُصنّعها الورشة بناءً على طلب الزبائن، وتتمكن هذه الآلة من إنتاج نحو 1000 قطعة قطائف خلال 5 دقائق.

وتحدّث «بحبح» عن مراحل مختلفة يمر عليها لوح الألومنيوم حتى يتحول فى النهاية إلى صاجات لعمل حلويات الكنافة والقطائف، تبدأ من تقطيعه على آلة يتحكم فيها جهاز أشبه بالكمبيوتر، وترك الحديث عن التفاصيل لـ«الأسطى صلاح»، باعتباره الصنايعى المختص بهذه المهمة، والذى قال إنه يستلم لوح الألومنيوم بطول متر وعرض مترين، ثم يبدأ عن طريق الجهاز فى تحديد المقاسات، لتتولى الآلة بعد ذلك مهمة تقطيعه: «بعد كده بيدخل فى مرحلة التسنين، وهى إننا بنقطع من خلال جهاز برضه الزوايا الأربع للصاج، وكل خطوة بتكون بمقاسات معينة ومظبوطة، بعدها بيدخل المرحلة التالتة وهى رفع الجناب الأربعة من خلال آلة اسمها الجسارة».

يتولى المراحل الأخرى من التصنيع الأسطى مصطفى بحبح، صاحب الـ49 عاماً، وأوضح أن مهمته تبدأ من تسلم لوح ألومنيوم مستدير ومتساوى، ليبدأ هو من ناحيته فى إدخاله على ماكينة أمامه ليتم تحويله خلال نحو 30 ثانية إلى صينية غاية فى الجمال، وأنه يستخدم خلال هذه المدة عصا خشبية لضبط اللوح فى منتصف الماكينة تماماً، ومن ثم دراع حديدية لثنى حواف اللوح وتحويله إلى صينية.


مواضيع متعلقة