شيوخ صنعة الفول.. يومهم يبدأ بعد صلاة التراويح: ياريت السنة كلها رمضان

شيوخ صنعة الفول.. يومهم يبدأ بعد صلاة التراويح: ياريت السنة كلها رمضان
- عربة الفول
- شهر رمضان
- الشهر الكريم
- سحور رمضان
- وجبات السحور
- باعة الفول
- عربة الفول
- شهر رمضان
- الشهر الكريم
- سحور رمضان
- وجبات السحور
- باعة الفول
أمثال شعبية وعبارات لطلب الزرق والتوكل على الله تزين واجهات عربات الفول التى تُضفى بألوانها بهجة خاصة على «طبق الفول»، سواء فى السحور أو فى الأيام العادية، تلك العربات الصغيرة التى لا يتجاوز حجمها مترين طولاً وعرضاً، تُشغِّل عدداً كبيراً من الصنايعية تحت يد «المعلم» أو «المعلمة»، فى ظل اقتحام الكثير من السيدات هذه المهنة، وتملأ بطون العاملين والصائمين، متخذة من قوله تعالى: «كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ» شعاراً لها، لينعم صاحبها بالزرق، والزبون بالطعام.
«شعبان» يجهّز المائدة للسائحين «فول بالسمن البلدي»
شعبان فولة، صاحب مطعم فول بشارع الأزهر، والذى يتميز بطابع خاص فى رمضان، كونه يمزج بين السياح وسكان المنطقة وضيوفها من قاصدى ومحبى هذا المكان، لذا حرص «فولة» على أن يتصدّر واجهة المحل «عربة فول حمراء» تحمل اسم «فول زمان» لتُعبر عن طلبات زبائنه، التى من أهمها طبق الفول البلدى بالسمنة البلدى، الذى يفضّله المصريون والسياح: «مش باشتغل غير بالفولة البلدى المزروعة فى أرضنا».
يستعد «عم شعبان» للسحور فى شهر رمضان بشكل مختلف عن عمله فى النهار، فهو يعمل فى حركة متصلة طوال اليوم، يبدأها عقب انتهاء وقت البيع فى الثانية ظهراً، يتوجّه لشراء الفول البلدى من السرجة، ثم تنقيته وغسله، وتبدأ رحلة التسوية بتعليق «قدرة الفول» على النار من الرابعة عصراً وحتى الثانية عشرة مساءً: «بعد الوقت ده القدرة بتكون داخلة على سِوا، بنهدّى عليها النار علشان الفولة ترص وتستوى براحتها»، مضيفاً: «إحنا خبرة أباً عن جد فى الفول بنعمله بإيدينا ومش بنوديه مستوقد»، لافتاً إلى أن قدسية المنطقة وتمازج المصريين والأجانب فيها يجعل لرمضان طعماً خاصاً «رمضان هنا حاجة تانية».
على مدار 25 عاماً يعمل «عم شعبان» فى صناعة الفول، التى اتخذها مصدراً لأكل عيشه ورزق أبنائه: «فاتحة بيتى وباعلم منها أولادى وأصرف عليهم»، طوال الوقت يبحث عن الأفضل ويحرص على الجودة ويقدم الجديد، قائلاً: «من 20 سنة كان طبق الفول العادى بالزيت الحار والطحينة والدّقة»، إلا أن الأمر تطور، حيث توجد لديه عدة أصناف، أحدثها «الفول بالزبدة والتقلية، إلى جانب أنواع الفول بالبيض والتوم والطماطم» حسب رغبة الزبائن.
«تامر» وأبناؤه خلية نحل تعمل حتى الفجر
«تامر عدلى» يعمل فى صناعة الفول منذ أن كان فى الـ13 من عمره، ولديه عربة فول منذ 9 سنوات فى الدقى، يكسر صيامه بالإفطار سريعاً مع أسرته المكونة من 6 أفراد، ويشرع هو وأبناؤه والعاملون معه من أقاربه فى نقل المعدات وقدرة الفول التى يسويها طوال اليوم من بولاق، حيث يقيم هناك إلى الدقى، التى اتخذ منها مقراً لعمله الذى يبدأه فعلياً عقب صلاة التراويح.
فى هذا التوقيت يتوافد عليه من يفضّلون شراء الفول وأكله بالمنازل فى ظل حالة من الهدوء النسبى سرعان ما يعقبها ضجيج السحور بأجوائه المميزة، التى يضفى عليها «تامر» طابعاً خاصاً بأغانى رمضان وأنواره: «جو رمضان حلو ورزقه حلو.. بنحب نعيش فرحته مع الناس»، لافتاً إلى أن الوضع خلال الشهر الكريم يكون مختلفاً، وبالتالى يغير من طريقة عمله بما يتماشى معه: «وقت السحور ضيق، فبنستخدم الأطباق الفويل فى الطلبات لتوفير وقت الغسيل».
يقدّم «عم تامر» أطباقه المعتادة من الفول حسبما يفضلها زبائنه، إلى جانب الأطباق الأخرى من البطاطس بأنواعها والطعمية والباذنجان والمخللات، التى يتميز بها عن غيره: «لينا زباين بتحب أكلنا مخصوص وطبق الفول بتاعنا المعمول بيتى من غير ما يروح المستوقد»، ويُنهى ليلته هو وأبناؤه الذين يعملون معه كخلية نحل لتجهيز الوجبات وخدمة الزبائن، بالسحور مع آخر زبون يأتى إليهم، ليبدأوا الصيام وإنهاء عملهم الشاق برفع «الفرش» وغسل الأدوات للاستعداد لليوم التالى.
«أم عبير»: المخللات «البيتي» تظبط الوجبة
«أم عبير» إحدى أشهر عربات الفول الموجودة فى شارع مصدق منذ كان طلب الفول بجنيهين ونصف، تديرها «أم عبير» التى سمتها على اسم ابنتها الكبرى، وتُشرف على مجموعة من الصنايعية الذين يختص كل منهم بمهمة محدّدة، فى ظل تنوع الأطباق والساندويتشات التى تقدمها، وتستقبل رمضان بأصناف جديدة من الطعام لم تكن تجهزها فى الأيام العادية، مثل «البطاطس الصوابع والبوريه والجبنه والبيض الأومليت»، وتحرص على تقديم الطعام ساخناً: «فى رمضان بنجهز أغلب حاجتنا هنا علشان تكون طازة، بيكون معانا بوتاجاز فى مكان الشغل مش موجود فى الأيام العادية».
أكثر ما يميز عربة «فول أم عبير»، هو الفول الإسكندرانى بالبصل والفلفل الأخضر والطحينة والزيت والليمون، ويفضّله الزبون مع المخللات «البيتى»، التى تجهزها «أم عبير» قُبيل الشهر الكريم. يقول محمد فتحى الذى يعمل على العربة: «عندنا الليمون المخلل المعصفر والمحوج والسادة ومخلل البتنجان المقلى أو المسلوق»، كما تتيح «أم عبير» للزبائن شراء أكياس فول جاهزة يبدأ سعرها من 5 جنيهات.