خبراء: استهلاك الفول يخضع للعرض والطلب.. والتوسّع في الزراعة يحقّق الاكتفاء الذاتي

خبراء: استهلاك الفول يخضع للعرض والطلب.. والتوسّع في الزراعة يحقّق الاكتفاء الذاتي
- الفول
- الإنتاج الزراعى
- شهر رمضان
- زراعة الفول
- استهلاك الفول
- الفلاح المصري
- الفول
- الإنتاج الزراعى
- شهر رمضان
- زراعة الفول
- استهلاك الفول
- الفلاح المصري
تزداد معدلات استهلاك الفول فى رمضان، كونه أحد الأطباق الغذائية المهمة على مائدة سحور المصريين، فهو من المواد التى تملأ البطن، «المشبعة»، قليلة التكلفة مقارنة بالأطعمة الأخرى، سواء من البقوليات أو غيرها.
«رشاد»: الوجبة الأساسية للمصريين
وفسّر خبراء الاقتصاد، ومنهم الدكتور رشاد عبده، أاستاد الاقتصاد، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، ارتفاع معدلات استهلاك الفول، بأنه أحد أهم عناصر الغذاء للشعب المصرى، لا يقتصر على فئة محدّدة من الفقراء أو الأغنياء أو طبقة معينة، فهو وإن كان يطلق عليه «بروتين الغلابة» لكون الفقير يعتمد عليه كوجبة أساسية، فالعمال والموظفون والأغنياء أيضاً لا يستغنون عنه فى إفطارهم: «ساندويتشين فول وطعمية يسندوا العامل لحد بعد الضهر»، وهو ما يساعده على الإنتاج وتوفير أمواله.
ومقارنة بأى «ساندويتش» أو وجبة أخرى فإن الفول غنى جداً، ولهذا يُستخدم فى رمضان للسحور مع الزبادى والأجبان وغيرها، لكن الفول هو الأساس فى السحور، حسب رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، الذى أوضح أنه من أرخص أنواع الحبوب، ولا يوجد بديل له، سواء كان العدس أو فول الصويا، مضيفاً: «مقارنة بالفول أسعارها عالية.. ورغم غلاء الفول فهو أرخص منها»، لافتاً إلى أن استهلاك الفول والطعمية أصبح على حدٍّ سواء، لكون الطعمية تُصنع من الفول، لذا بدأ الأغنياء يدللونهما بوصفات وأسماء متنوعة مثل «الطواجن» و«الجرين برجر».
ولم ينجُ «طبق الفول» من الأزمة الاقتصادية التى خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية كغيره من السلع المهمة، فقد تسبّب ارتفاع سعر الزيوت فى غلاء «ساندويتش وطبق الفول» فى شهر رمضان وغيره من أيام السنة، إلا أن المرأة المصرية لا تزال هى سيدة الموقف والمنقذ من الأزمات، فالكثير منهن يفضلن «تدميس» الفول فى المنزل، مما يوفر كثيراً من تكلفته، حسب «رشاد»: «الفول عملى جداً وفيه ناس بتوفر أكتر بتدميسه فى البيت»، لافتاً إلى أنه فى وقت ما كانت مصر مكتفية ذاتياً من الفول، إلا أن الإنتاج من زراعة الفول لا يكفى الاستهلاك المحلى، لذا تسد الدولة هذا العجز باستيراد كميات كبيرة منه، وتحاول التوسّع فى زراعة الفول والبقوليات والحبوب الاستراتيجية.
«الملاح»: الدولة تحاول توسعة الرقعة الزراعية
وقالت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن مصر حققت الاكتفاء الذاتى من الفول عام 1990، وكان هناك فائض فى الإنتاج، واحتلت المركز الثالث فى تصدير الفول بعد الصين، لكنها واجهت عقبات وإشكاليات فى زراعته، فلجأت إلى سد العجز بالاستيراد، بدءاً من عام 2007، لتلبية احتياجات السوق المحلية، مشيرة إلى أن المشكلات والعقبات التى أدت إلى تراجع إنتاج الفول، تمثلت فى عدم توافر المبيدات بالجمعيات التعاونية وأسلوب الرى وعدم وجود مختصين بالإرشاد للفول، إضافة إلى استيراد أسمدة أحياناً لا تكون مطابقة للمواصفات، واعتماد الزراعة على التكنولوجيا، فى ظل عدم وجود مختصين لدعم الفلاح ليواكب العصر الحديث، فقلت المساحة المنزرعة بالفول، وأصبح البديل هو الاستيراد.
وبسبب صعوبة الاستيراد وتكلفته العالية التى تنعكس على طبق الفول وتكون مكلفة بالنسبة لدخل المواطن، عقب الإصلاح الاقتصادى والحرب الروسية الأوكرانية، فإن الدولة المصرية تحاول توسعة الرقعة الزراعية بشكل عام، خاصة الحبوب والسلع الاستراتيجية، لكنها حتى هذه اللحظة تعتمد على البديل، وهو الاستيراد، حسب «الملاح»، التى أكدت أنه رغم تكلفة الاستيراد، إلا أنه لا يمثل عائقاً بسبب اعتراف روسيا بالجنيه المصرى أمام الروبل، واعتماده فى البنك المركزى الروسى، وهو ما يسهل عملية استيراد الحبوب والقمح والفول بالتحديد؛ لأننا نستوردها من روسيا، فالأزمة ليست صعبة، لافتة إلى أن الفول المستورد من حيث جودته لا يختلف عن البلدى سوى فى حجم «الفولة» والطعم والتسوية، وهذا يرجع إلى ذوق وتفضيلات المستهلك، الذى يُحدّد بشكل كبير طبيعة العرض والطلب.
ويرى الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، أنه كان لدينا اكتفاء ذاتى جزئى ظل يتضاءل تدريجياً لعدم تلبية طموح المزارع من الأموال، نتيجة الحصيلة الزراعية، فأصبح استيراده من الخارج هو الحل الأفضل بسبب التكلفة والمجهود، لافتاً إلى أن زراعة الفول تسهم فى جودة الأرض، لكونه يزودها بالنيتروجين وبعض المواد الطبيعية التى تُهيئها لموسم زراعى أفضل فى المحصول التالى، وهو «الذرة»، لذا كان يعتمد عليه عدد كبير من الفلاحين.
وأوضح أن الإقلال من زراعة الفول، أصاب التربة بالبكتيريا وغيّر طبيعتها، إضافة إلى دخول الأسمدة الآزوتية والكيماوى، فأصبح الفول زراعة تُصاب بأمراض، والإنتاجية غير مجدية للفلاح والدولة، ومكلفة جداً وتعود بخسارة على الفلاح المصرى فتخلى عنه، واعتمدنا على الاستيراد، نتيجة انخفاض سعره والوفرة والسرعة.
وأضاف «النحاس» أن الفلاح باعتباره أساس الإنتاج الصناعى، تغيرت طبيعته فأصبح يزرع ويربى ما يريد دون ربط ذلك بالاحتياجات الاقتصادية، لذا لا بد من دراسة الفلاح للوصول إلى الأسلوب الأمثل للتعامل معه لاستمرارية الإنتاج الزراعى، وبالتالى الصناعى، مع الوضع فى الاعتبار تدهو حاله بين وسطاء البيع والشراء الذين يتربّحون من ثمرة مجهوده: «الفلاح هو الأصل.. هو عربة القطار»، مشيراً إلى أن مصر تزرع الفول منذ قديم الأزل ولم تواجه فيه مشكلات بالنظر إلى أعداد السكان قديماً، إلا أنه مع زيادة عدد السكان وتفاقم مشكلات الزراعة، أخذت مشكلات الفول تظهر على السطح.