البابا شنودة البطريرك.. «40 سنة في خدمة الرب» وثاني أطول البطاركة جلوسا على الكرسي المرقسي

كتب: منى السعيد

البابا شنودة البطريرك.. «40 سنة في خدمة الرب» وثاني أطول البطاركة جلوسا على الكرسي المرقسي

البابا شنودة البطريرك.. «40 سنة في خدمة الرب» وثاني أطول البطاركة جلوسا على الكرسي المرقسي

على مدار أربعين عاماً تولى البابا شنودة الثالث زمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليكون ثانى أطول البطاركة جلوساً على الكرسى المرقسى، لتتطور الكنيسة تحت يديه بصورة كبيرة، بداية من انتشار مقراتها بالمهجر، مروراً برسامة عدد كبير من الأساقفة، وحتى زيادة أعداد كليات اللاهوت التابعة للإكليريكية.

فبعد وفاة البابا كيرلس، فى 9 مارس 1971، استعدت الكنيسة الأرثوذكسية لانتخاب خليفة الراحل على الكرسى المرقسى من خلال عدة مراحل، بدأت أولاها بترشيح المناسبين لهذا المنصب، ومن المعروف أن الشخص لا يرشح نفسه، بل يتم اختياره من قبَل 6 من أعضاء المجمع المقدس «الأساقفة»، أو 12 من أعضاء المجلس الملى العام لسائر الكنائس المصرية، كما يحق للمجالس الملية الفرعية بالأقاليم الاشتراك فى الترشيح، ووصل عدد المؤهلين لهذا المنصب إلى 9، منهم الأنبا شنودة أسقف التعليم.

ووفق اللائحة، فإنه بعد الاستقرار على المؤهلين يأتى دور لجنة الترشيح، وهى المختصة بـ«غربلة» هؤلاء المرشحين، وتنظر فى الشكاوى التى توجَّه للمرشحين، وتتأكد من عدم وجود معارضات، ثم يتم اختيار 5 من المؤهلين الذين يكونون الأفضل، ثم جاءت الانتخابات التى أجريت فى 29 أكتوبر 1971، والتى يحق فيها للمجمع المقدس والمجالس الملية وبعض الشخصيات العامة الانتخاب.

تم اختيار أعلى 3 مرشحين للاختيار من بينهم من خلال القرعة الهيكلية، وفى يوم 31 أكتوبر أقيم قداس للقرعة الهيكلية وسُجلت أسماء المرشحين الثلاثة على أوراق ووُضعت فى علبة صغيرة مختومة بالشمع الأحمر، وبعد الصلاة جاءوا بطفل صغير لم يتجاوز عمره وقتها 5 سنوات، وعصبوا عينيه واختار ورقة من الثلاث، ليعلن القائم مقام وقتها بأن الأنبا شنودة أسقف التعليم هو البطريرك رقم 117 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتم إعلان موعد تجليس البطريرك شنودة الثالث على كرسى مارمرقس بعد أسبوعين من القرعة، وتحديداً فى 14 نوفمبر، ولم يغير الأنبا شنودة اسمه بعد البطريركية، فهو قد أحبه، فالأنبا شنودة هو أحد مؤسسى الرهبنة فى الكنيسة وله دير يسمى الدير الأبيض فى سوهاج، وهو أبو الأدب القبطى، وكان قديساً شهيراً.

أما عن التطورات التى شهدتها الكنيسة القبطية، والتى يتحدث عنها البطريرك الراحل شنودة الثالث، فيقول: «إننا لا نتحدث عما فعلناه نحن، بل عما عمله الله على أيدينا».

ويعتبر البابا الراحل أن أهم الإنجازات التى تحققت للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هو الانتشار فى المهجر، فمع بداية خدمته كبطريرك لم يكن للكنيسة سوى كنيستين بأمريكا، أما فى عهد البابا شنودة فصار هناك أكثر من 60 كنيسة و3 أساقفة فى الولايات المتحدة.

أما فى البلاد العربية، فهناك كنيسة فى لبنان وكنائس فى الأردن والعراق، والبحرين وأبوظبى ودبى، والعين، و3 كنائس فى ليبيا لم تكن موجودة من قبل، وعدة كنائس بالكويت.

اهتم بالتعليم والرعاية والعلاقات المسكونية وقسّم الإيبارشيات الكبرى ودعم أسقفية الخدمات

أما الاهتمام بالشأن الكنسى، فقد قام البابا شنودة بتقسيم الإيبارشيات الكبيرة إلى أسقفيات أقل حتى يتمكن الأسقف من متابعة شعبه وزيارة كل قرية ومدينة، حتى وصل عدد المجمع المقدس «الأساقفة» من 24 عضواً إلى الـ100 عضو فى 2010.

وعلى المستوى التعليمى واللاهوتى، كانت الكنيسة تمتلك كلية لاهوت واحدة فى القاهرة، ثم صارت هناك 7 كليات فى القاهرة والإسكندرية وطنطا، وشبين الكوم، ودير المحرق، والمنيا، والبلينا، كما أن بعض المعاهد الدينية بدأت تتحول إلى كليات، منها فى دمنهور وشبرا الخيمة، وهناك كليات لاهوت فى المهجر، فى نيوجرسى، ولوس أنجلوس، وفى سيدنى بأستراليا وأنشأنا كلية فى لندن وفى منطقة استيفينيج.

أما على مستوى الرعاية والخدمة المسكونية فقد زار البابا شنودة أستراليا، وهو أول بطريرك يزورها.

 


مواضيع متعلقة