البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 أول من أرسل كهنة لتفقد أحوال الأقباط في الخارج

كتب: ماريان سعيد

البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 أول من أرسل كهنة لتفقد أحوال الأقباط في الخارج

البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 أول من أرسل كهنة لتفقد أحوال الأقباط في الخارج

خدمة بقلب محب، خدمها البابا كيرلس السادس، لكل أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، فلم يهمل ولا ينسى ابناً واحداً حتى لو بعد عنه وسافر خارج البلاد، فكان يتابعهم ويرسل لهم قساوسة لافتقادهم فدشن فى عهده أول خروج للكنيسة القبطية الأرثوذكسية للمهجر، فانتشرت تعاليم الكنيسة فى قارات العالم، بداية من أفريقيا حتى شملت أوروبا وآسيا وأمريكا.

قال عازر ميخائيل، ابن شقيق البابا كيرلس السادس، إن مع رسامة البابا كيرلس السادس فى عام 1959، بدأ تفقد أبنائه فى المهجر، إذ كانت هناك تجمعات مسيحية بسيطة، فكان يرسل لهم آباء كهنة لتفقدهم ومتابعتهم، وهو ما أظهر اشتياق الأقباط فى الخارج لهذه الخدمة، واحتياجهم للصلاة فى كنيستهم الأم لتضميد جراح الغربة.

ابن شقيق البابا كيرلس السادس: أرسل القس مينا كامل لتفقد أبناء الكنيسة لمدة عام

وأوضح لــ«الوطن» أن الأمر بدأ بمدرسة «ميناء الخلاص»، التى كان يشرف عليها وهو راهب، فكان يكلم الشباب التعاليم المسيحية السليمة، حتى يذهبوا إلى قراهم فى أقاصى الصعيد وينقلوا التعليم لأقاربهم بالقرى البسيطة، وكان التلاميذ الأفارقة بالمدرسة يعودون إلى بلادهم بالتعاليم المسيحية ليعرفوا الأهالى بالكنيسة الأرثوذكسية، ومن أفريقيا تطورت الخدمة وبدأت الخدمة فى أوروبا لرعاية الأقباط وأرسل القس مينا كامل لتفقد أبناء الكنيسة لمدة عام.

وتابع ابن شقيق «كيرلس»، أن الخدمة لم تتوقف عند ذلك بل انتشرت فى كل بلاد المهجر حيث أرسل آباء فى كل تجمع قبطى، وتحديداً فى 1961 بدأ الخدمة فى كنيسة الكويت ثم كندا والولايات المتحدة فى عام 1962 واستمرت الخدمة تنتشر حتى 1968، حيث سيم أول كاهن لأستراليا وهو القمص مينا نعمة الله، وفى 1969 أرسل البابا كيرلس القمص بيشوى كامل، إلى لوس أنجلوس لتفقد الأقباط فى أمريكا، كما أرسل 2 من الآباء الكهنة إلى أستراليا.

مفكر قبطي بأستراليا: ندين له بارتباط أبنائنا في الغربة بالكنيسة الأم

من جانبه يقول المفكر القبطى أشرف حلمى، أحد أبناء الكنيسة الأرثوذكسية فى أستراليا، إن الخدمة فى بلاد المهجر كان أساسها محبة الأقباط للبابا كيرلس السادس، فكان معظمهم قبل سفرهم يذهبون إليهم لمباركتهم والصلاة من أجل مستقبلهم ومستقبل أفضل لعائلاتهم، ولاحظ البابا تزايد أعداد المهاجرين الأقباط للخارج، فقرر الاهتمام بأبنائهم وخدمتهم ورعايتهم كنسياً وروحياً، وبالفعل بدأ بإرسال الآباء الكهنة لهم من حين لآخر، وأرشده الروح القدس بالكرازة فى هذه البلاد والقارات بتنظيم الخدمات الروحية.

ويرى «حلمى» أن الخدمة التى بدأها البابا، وطورها ورعاها من بعده، البابا شنودة الثالث، ثم البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مهمة جداً لكل قبطى سافر خارج مصر، نظراً لدور الكنيسة لدى الأقباط فى المهجر خاصة أبناء الأجيال الجديدة، ودورها فى الحفاظ على الهوية القبطية لأبنائنا مع المحافظة على علاقتنا الطيبة مع الكنائس والطوائف الأخرى، موضحاً أن الالتصاق بالكنيسة الأم فى مصر يساعد الشباب على مواجهة الاتجاهات التى تناهض الإيمان الأرثوذكسى مثل زواج المثليين، وتعرف أبناءنا بالعادات والتقاليد المسيحية التى تربينا عليها والمحافظة عليها من خلال الأنشطة الكنيسة الروحية والاجتماعية.

وتابع «حلمى» أن اهتمام الكنيسة الأرثوذكسية بأبنائها فى المهجر، من شأنه تعريف دول العالم على الحضارة القبطية وتاريخها من خلال كنائسنا القبطية بالمهجر، وأن جهود الكنيسة كانت وراء اليوم القبطى العالمى الذى احتفل به لأول مرة فى الأول من يونيو عام ٢٠١٩ بالتزامن مع احتفال دخول العائلة المقدسة أرض مصر، والذى كان لنيافة الحبر الجليل الأنبا يوسف مطران تكساس، وفلوريدا وجنوبى الولايات المتحدة، دور مهم لاعتراف العالم بهذا اليوم بمباركة البابا تواضروس الثانى.

وقال: «لابد أن نعترف نحن كشعب الكنيسة فى المهجر بأننا مدينون لمثلث الرحمات، قداسة البابا كيرلس السادس، الذى أسس كنائسنا القبطية، والمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، الذى نهض بالكرازة المرقسية وأنشئت فى حبريته المئات من الكنائس والإيبارشيات والمعاهد والكليات الإكليريكية، والمدارس القبطية ومراكز الشباب والقنوات المسيحية الفضائية، إلى أن تسلمها قداسة البابا تواضروس الثانى، الذى افتتحت فى عهده أيضاً الكثير من الكنائس.


مواضيع متعلقة