قصة البابا كيرلس الأول بطريرك الكنيسة الملقب بـ «عمود الدين»

كتب: مصطفى رحومة

قصة البابا كيرلس الأول بطريرك الكنيسة الملقب بـ «عمود الدين»

قصة البابا كيرلس الأول بطريرك الكنيسة الملقب بـ «عمود الدين»

يحيي الأقباط الأرثوذكس في صلواتهم بالكنائس، غدا السبت، بحسب السنكسار الكنسي، ذكرى وفاة البابا كيرلس الأول، البطريرك الـ24 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والملقب بـ «عمود الدين».

من هو البابا كيرلس الأول؟

وحسب التقويم القبطي، يوافق غدا السبت، 3 أبيب لعام 1737 قبطي، ويدون السنكسار، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 444 ميلادي، توفي البابا كيرلس الأول، البطريرك الـ24 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والملقب بـ عمود الدين.

ويذكر السنكسار، أن هذا البطريرك ولد ببلدة محلة البرج (محلة البرج: هي قرية تابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية)، وتتلمذ في حداثته على يدي خاله البابا ثاؤفيلس البطريرك (23)، ودرس بالمدرسة اللاهوتية العلوم والفلسفة واللاهوت ونبغ فيها، ومضى إلى برية شيهيت (وادي النطرون) وترَّهب على يدي القديس الأنبا سيرابيون.

وقال السنكسار، إن «كيرلس» استدعاه خاله ورسمه قساً بالإسكندرية، وخدم فيها بنشاط وجذب الكثيرين بتقواه وعفته، فأحبه الجميع. وبعد وفاة خاله اختاره الأساقفة والأراخنة بطريركاً وتمت رسامته عام 412 ميلاي، ولما جلس على الكرسي قاوم البدع والهرطقات، وألغى الحكم الصادر من خاله ضد القديس يوحنا ذهبي الفم، ووضع اسمه في مجمع القديسين.

قصة صراع البابا كيرلس الأول مع نسطور

وأضاف السنكسار، أن هذا البطريرك عندما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية تصدى لها، وأرسل رسالة لنسطور شرح له فيها العقيدة المستقيمة، وترجاه أن يرجع إلى صوابه، فلم يستجب نسطور لها، فأرسل له كيرلس رسالة أخرى ليوضح له فيها خطورة ما اعتقد به، كما بعث إليه بوفد ليتدارسوا مع نسطور عقيدته لكنه رفض مقابلتهم، فجمع البابا مجمعاً من أساقفة الكرازة المرقسية للنظر في هذه البدعة، وحكم على نسطور بالهرطقة، وأضاف مقدمة قانون الإيمان، وبعث بقرار المجمع المقدس إلى كنائس المسكونة، ومن بينها القسطنطينية.

ويشير السنسكار، إلى أن نسطور أرسل إلى «سلستين»، بابا روما، محاولاً أن يستميله إليه، ولكن كيرلس أرسل رسالة إلى بابا روما شرح فيها وجهة نظره، فعقد بابا روما مجمعاً حرم فيه نسطور، ورد على رسالة كيرلس برسالة ترك له فيها حرية التصرف لثقته في حكمته، وعَقَدَ كيرلس مجمعاً ثانياً في الإسكندرية، اتخذ فيه قراراً بالتمسك بقرارات المجمع السابق وبمطالبة نسطور بالتوقيع عليها، ولكن نسطور رفض التوقيع، فتدخل الإمبراطور ثيئودوسيوس، ودعا لانعقاد مجمع مسكونى بأفسس، رفض نسطور أن يشارك فيه، فبدأ المجمع بقراءة دستور إيمان نيقية والقسطنطينية ورسالة البابا كيرلس إلى نسطور وردود نسطور عليها، فحكم المجمع على نسطور بالهرطقة، وحرمه وخلعه من كرسيه وتم تجريده من الكهنوت، ونالت البابا كيرلس شدائد كثيرة بسبب هذا القرار، من يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين المناصرين لنسطور، ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك.

ويوضح السنكسار، أن الإمبراطور نفى نسطور سنة 435م إلى أخميم، فيما وضع البابا كيرلس بعض الإضافات لقداس القديس مار مرقس الرسول، وهو القداس المعروف حالياً باسم القداس الكيرلسى، كما وضع بعض الألحان عن العذراء مريم الثيئوطوكوس. وتوفي بعد أن قضى على الكرسي المرقسي 31 سنة و8 شهور و10 أيام.


مواضيع متعلقة