موضوع خطبة الجمعة اليوم.. التكافل المجتمعي واجب الوقت

كتب: كريم عثمان

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. التكافل المجتمعي واجب الوقت

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. التكافل المجتمعي واجب الوقت

موضوع خطبة الجمعة اليوم، أعلنته وزارة الأوقاف المصرية والذي يهتم المسلمون في مصر بها كونها تحمل عظة وحكمة ودروس مستفادة للسامعين، وفي هذا التقرير، توضح «الوطن» موضوع خطبة الجمعة اليوم وفقا لما نشرته وزارة الأوقاف، تحت عنوان «التكافل المجتمعي واجب الوقت». 

ويبدأ موضوع خطبة الجمعة اليوم بـ«التكافلَ المجتمعِيَّ قيمةٌ إنسانيةٌ نبيلةٌ، بهَا يعمُّ التآلفُ والتراحمُ بينَ الناسِ وفي ظلِّهَا يتحقَّقُ استقرارُ الأوطانِ وتماسكُهَا، والمجتمعاتُ الراقيةُ مترابطةٌ متعاونةٌ يشدُّ بعضُهَا بعضًا، كمَا عبَّرَ عن ذلك نبيُّنَا ﷺ بقولِهِ: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى)، ويقولُ ﷺ: (المؤمنُ لِلْمؤْمِنِ كالبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا،). شَبَّكَ ﷺ بينَ أصابعهِ، وللهِ درُّ القائلِ: كونُوا جميعًا يا بُنيَّ إذا اعترَى … خَطْبٌ ولا تتَفرقُوا آحَادَا.. تأبَى الرماحُ إذا اجتمعنَ تكسرًا … وإذا افترقنَ تكسرتْ أفرادَا

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وأضافت مضووع خطبة الجمعة اليوم: «وقد حثَّنَا الشرعُ الحنيفُ على التكافلِ المجتمعِي مِن خلالِ الدعوةِ إلى المسابقةِ في الخيراتِ بقضاءِ حوائجِ الناسِ، والسعيِ إلى تفريجِ كرباتِهِم، في إخاءٍ صادقٍ وعطاءٍ كريمٍ، وتعاونٍ على ما ينفعُ الناس، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)، ويقولُ سبحانَهُ: ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، ويقولُ جلَّ وعلَا: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)».

وأوضح موضوع خطبة الجمعة اليوم: «وقد دعانَا نبيُّنَا ﷺ إلى التكافلِ المجتمعِي وحثَّنَا عليهِ، حيثُ يقولُ ﷺ: (مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ الراوي: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ، حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ)، ويضربُ لنَا ﷺ أروعَ الأمثلةِ في التكافلِ المجتمعِي بالأشعريين، حيثُ يقولُ ﷺ: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)، فقد استحقَّ هؤلاء الكرامُ ثناءَ نبیِّنَا ﷺ ومحبتَهُ، حين استحضرُوا روحَ التعاونِ والأخوةَ الممزوجةَ بفضيلةِ المحبةِ والإيثارِ.

وأشار موضوع خطبة الجمعة اليوم إلى أنه لا شكَّ أنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ فضيلةٌ دينيةٌ ووطنيةٌ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبعانَ وجارُه جائعٌ  إلي جَنبِه وهو يَعلَمُ به)، ويقولُ ﷺ: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ، أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَن كظمَ غيظَهُ ولو شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمضاه، ملأَ اللهُ قلبَهُ يومَ القيامةِ رِضًا، ومَن مشَى مع أخيهِ في حاجةٍ حتى يَقضِيَهَا لهُ. ثبَّتَ اللهُ قدمَيهِ يومَ تزولُ الأقدامُ).

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وتابعت موضوع خطبة الجمعة اليوم: «ومِمّا لا شكَّ فيهِ أنَّ التكافلَ المجتمعِيَّ واجبُ الوقتِ، حيثُ يستقبلُ الناسُ في هذه الأيامِ شهرَ رمضانَ ضيفًا كريمًا يأتِي بالخيرِ واليمنِ والبركاتِ والنفحاتِ، ويشمرُ الجميعُ فيه عن ساعدِ الجدِّ في الطاعةِ والاجتهادِ في العبادةِ، ومِن أوجب ما يُستقبلُ به هذا الشهرُ الفضيلُ التكافلَ المجتمعي، بإطعامِ الجائعِ، وكساءِ العارِي، وإعانةِ المحتاجِ، حتى يطمئنَّ الناسُ، وتتفرغَ قلوبُهُم لاستقبالِ نفحاتِ وبركاتِ الشهرِ الكريمِ، وقد وعدَ اللهُ تباركَ وتعالَى أهلَ الفضلِ والخيرِ والإنفاقِ الجزاءَ الجزيلَ والأجورَ المضاعفةَ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ *الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، ويقولُ سبحانَهُ: { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) ، ويقولُ تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ».


مواضيع متعلقة