موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: الاستجابة لله ورسوله

كتب: حبيبة فرج

موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: الاستجابة لله ورسوله

موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: الاستجابة لله ورسوله

أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن موضوع خطبة الجمعة اليوم ومضمونها خاصة أنه يهم جميع المسلمين في مصر لما فيه من عظة وحكمة ودرس مستفاد للسامعين، وفي هذا التقرير، توضح «الوطن» موضوع خطبة الجمعة اليوم وفقا لما نشرته الأوقاف. 

موضوع خطبة الجمعة اليوم 

وجاء موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان «الاستجابة لله ورسوله»، وتبدأ الخطبة بـ: «الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: (اسْتَجيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمَ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَا يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ تكبر)، والقائل (عز وجل): لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن المتأمل في القرآن الكريم يجد دعوة صريحة للحياة السعيدة الطيبة والنجاة في الدنيا والآخرة بالاستجابة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ، ويقول سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بخَارِج مِنْهَا. ويقول تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». 

ويستكمل موضوع خطبة الجمعة اليوم: «ولا شك أن الاستجابة الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم) سبيل المؤمنين الصادقين، الموفقين لشكر نعم الله (عز وجل) باستعمال الجوارح التي وهبها الله إياهم في سماع الحق والاستجابة له، حيث يقول سبحانه: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ). كما أن الاستجابة شأن الأنبياء المصطفين والملائكة المقربين فعندما أمر الله عز وجل) نبيه نوحا (عليه السلام بصنع السفينة في الصحراء حيث لا أنهار ولا بحار استجاب لأمر ربه سبحانه، حيث يقول تعالى: {وَاصْعِ الْفُلكَ بأَعْيُنِنَا وَوَحْينًا وَلَا تُخَاطِنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْحُ الْفُلْكَ وَكَلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَا مِن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)، وعندما أمر الله نبيه إبراهيم (عليه السلام) أن يؤذن في الناس بالحج حيث يقول سبحانه: {وَأَذَنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ».

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف 

كما جاء في موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ كانت استجابته (عليه السلام) حين قال لربه (جل وعلا) رَبِّ وما يَبْلُغَ صَوْتِي؟ فقال سبحانه: (أذَنْ وعَلَي البَلاغ)، وكذلك حين أمره ربه سبحانه بذبح ولده فكانت الاستجابة والتسليم منه ومن ولده إسماعيل عليهما السلام) حيث يقول سبحانه فَبَشِّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعي قَالَ يَا بُني إني أرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنْ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ - وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }».

وتكمل: «وقد ضرب صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الاستجابة الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم، ففي يوم حمراء الأسد استجاب أصحاب نبينا (رضي الله عنهم لأمر الله (عز وجل) ورسوله (صلى الله عليه وسلم) رغم ما أصابهم من جروح وآلام - جراء ما حدث يوم أحد؛ لذلك جاء مدحهم في القرآن الكريم الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)، وفي حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كانت الاستجابة الفورية منهم (رضي الله عنهم، حيث استداروا في الصلاة وكانوا يصلون جهة بيت المقدس عندما جاءهم من يخبرهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) قد أنزل عليه الأمر باستقبال الكعبة في الصلاة، وكذلك كانت استجابتهم (رضي الله عنهم) حينما تغير وجه نبينا صلى الله عليه وسلم وبدا عليه الحزن من رؤيته قومًا فقراء حفاة عراة، ودعا أصحابه رضي الله عنهم إلى الصدقة قائلا: (تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينَارِهِ مِن دِرْهَمِهِ مِن تَوْبِهِ، مِن صَاعِ بُرِّهِ، مِن ضاع نمره، حتى قال: ولو بشق جل من الأنصار بضُرَّةٍ كَادَتْ كَفَهُ تَعْجِرُ عَنْهَا ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ في بذل صدقاتهم، حتى صار وَجْهَ رَسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ من البشر والسرور».

خطبة يوم الجمعة 

وأشارت خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف إلى سرعة استجابة الصحابة للنبي: «وكانت سرعة استجابة صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم في الانتهاء عن ما حرم كسرعة استجابتهم في طاعة الأوامر سواء بسواء؛ فلما نزل قول الحق سبحانه في تحريم الخمر بصورة نهائية قاطعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قال الصحابة رضي الله عنهم): انتهينا یا رب انتهینا یا رب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين. لقد أكرم الحق سبحانه أهل الاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالمغفرة التامة، والنجاة والجنة يوم القيامة، حيث يقول تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُحِرُكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، ولأن الجزاء من جنس العمل فإن الله سبحانه يستجيب دعاء من يستجيبون لأوامره، حيث يقول الحق سبحانه: {وإذا سألك عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ، ويقول سبحانه: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أَضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى، ويقول تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)».

ويختم موضوع خطبة الجمعة اليوم بـ: «فما أحوجنا إلى الاستجابة لله (عز وجل) ورسوله صلى الله عليه وسلم) فهذا سبيل المؤمنين الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). اللهم احفظ بلادنا مصر، وسائر بلاد العالمين». 


مواضيع متعلقة