«الأمانة وأثرها» موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف

كتب: حبيبة فرج

«الأمانة وأثرها» موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف

«الأمانة وأثرها» موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف

أعلنت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة اليوم، وجاء تحت عنوان «الأمانة صورها وأثرها في تحقيق الأمن المجتمعي»، وهنا نستعرض نص الخطبة.

خطبة الجمعة اليوم 

يبدأ موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف بـ«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهَدُ أَنَّ سيدَنا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين. وبعد فإن الشريعة الإسلامية الغراء حافلة بالدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة ومنها خلق (الأمانة)، فقد أمر الحق سبحانه به عباده المتقين، ووصف به أهل الفلاح من المؤمنين، حيث يقول سبحانه: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، كما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعُ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثِ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِقْةٌ فِي طُعْمَةِ). وللأمانة صور متعددة، ومعانٍ عظيمة، مناطها جميعًا شعور المرء بمسئوليته في كل أمر يُوكل إليه، فهي تشمل الأمانة في الأموال، كما تشمل أمانة الكلمة وأمانة الأسرار وأمانة النصيحة وأمانة البيع والشراء، وأمانة العمل والصنعة، يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمٍ يَلْقَاهُ، وَإِنْ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللهُ عَلَيْهِ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحديث ثم الْتَفَتَ فَهِي أَمَانَةٌ».

أهمية الأمانة وخطورة الخيانة في خطبة الجمعة اليوم

وأكمل موضوع خطبة الجمعة اليوم: «يقول صلى الله عليه وسلم: (المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَن)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأمينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ). ومن أهم صور الأمانة أمانة الدعوة إلى الله، وهي من أخص صفات الأنبياء والمرسلين، فقد أخبر الحق سبحانه عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام أن كل واحدٍ منهم قال لقومه: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}، ونحن نشهد أن أنبياء الله (عليهم السلام) أدوا الأمانة، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وكشف الله به الغمة. وأمانة الدعوة تقتضي الصدق مع الله بعيدًا عن البحث عن الغريب والشاذ من القول لفتًا للأنظار، أو جذبًا للمتابعة على مواقع التواصل، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يَلَقَّبُ بين قومه منذ صغره وقبل بعثته بالصادق الأمين، وضرب لنا صلى الله عليه وسلم أروع المثل في أداء الأمانة عند الهجرة، حينما ترك سيدنا عليًّا (رضى الله عنه) ليرد أمانات الكفار والمشركين الذين كانوا يتتبعونه (صلى الله عليه وسلم) محاولين قتله ولم يستحل أي شيء منها، لا لنفسه صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه رضي الله عنهم. وكما أمر ديننا الحنيف بالأمانة فقد حذر أشد التحذير من الخيانة، وبيّن أنها من صفات المنافقين، حيث يقول الحق سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا الله والرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاتُ إذَا حَدَّتْ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإذا أوْتِمِنَ خَانَ)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ)».

الأمن يكمل بوجود الإيمان 

وأوضح موضوع خطبة الجمعة اليوم أن الأمن لا يكمل إلا بوجود الإيمان، حيث ورد في نص الخطبة لوزارة الأوقاف: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن الإيمان والأمن والأمانة من أصل واحد وهو الأمن، فلا أمن بلا إيمان ولا إيمان بلا أمانة، وأنه إذا ذهبت الأمانة حدث اضطراب مجتمعي كبير، ووقعت القلاقل والخصومات والفتن في المجتمع، وشك الناس بعضهم في بعض، فلم يأمن صديق صديقه، ولا زوج زوجه، ولا جار جاره، أما الأمانة فتحقق للناس الطمأنينة والسكينة والأمن المجتمعي. على أننا نؤكد أن الأمانة جزء من إيماننا ومن عقيدتنا، نؤديها للصديق وللصاحب وللعدو، وأننا لا نقابل خيانة خائن بخيانة، حيث يقول الحق سبحانه {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَالْبِدْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}، أي: أعلمهم بحل العهد الذي بينك وبينهم، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمَانةَ إلى مَن ائتمَنَك، ولا تَخُنْ مَنْ خانَك)، فلا يجوز للإنسان أن يخون الأمانة تحت أي شكل من الأشكال أو ظرف من الظروف، أو موقف من المواقف. يقول ميمون بن مهران رحمه الله: ثلاثة يؤدين إلى البر والفاجر؛ الأمانة والعهد وصلة الرحم، وختامًا نؤكد أن أشد أنواع الخيانة هي خيانة الإنسان لوطنه أو تآمره عليه أو تحالفه مع أعدائه، أو عمالته لهم. اللهم وفقنا إلى فعل الخيرات، واحفظ مصرنا من كل سوء، وسائر بلاد العالمين». 

 


مواضيع متعلقة