موضوع خطبة الجمعة اليوم.. معجزة الإسراء والمعراج

كتب: حبيبة فرج

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. معجزة الإسراء والمعراج

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. معجزة الإسراء والمعراج

أعلنت وزارة الأوقاف منذ أيام، موضوع خطبة الجمعة اليوم، الذي جاء بعنوان «معجزة الإسراء والمعرج وطلاقة القدرة الإلهية»، يتناول موضوع خطبة الجمعة اليوم معجزة الإسراء والمعراج ومعجزاتها العديدة، وتستخلص الخطبة من هذه المعجزة العديد من الدروس والحكم.

وتوضح «الوطن» في السطور التالية، تفاصيل موضوع الخطبة الذي ورد عن وزارة الأوقاف: 

موضوع خطبة الجمعة اليوم 

ويبدأ موضوع خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك علَيهِ وعَلَى آلِهِ، وصحبهِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج تكريمًا إلهيًّا لنبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وجبرا لخاطره ومواساة لقلبه، وتسرية لنفسه بعدما تحمل أذى قومه وإعراضهم عن دعوته النبيلة ورسالته الكاملة، وبعدما فقد زوجه الحبيب المؤنس، وعمَّه الشَّهم النبيل فاختصه الله عز وجل بهذه المعجزة العظيمة، حيث طوى الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم الزمان والمكان؛ ليطلعه على حقائق غيبية وأسرار كونية بقدرته سبحانه لا يحدها حد، ولا يتصورها عقل.

وتطرق موضوع خطبة الجمعة اليوم إلى الفرج بعد الشدة، المستوحاة من الإسراء والمعراج، حيث جاء في نص الخطبة: «والمتدبر في تلك المعجزة الإلهية يجدها حافلة بالدروس والعبر وأول ما يطالعنا منها درس الفرج بعد الشدة، ومعية الله لعباده المؤمنين وضرورة الصبر وعدم اليأس مهما يكن أمر هذه الشدة، فإذا ضاق الأمر اتسع، ومن كان مع الله كان الله معه فالأمر أمره، والحكم حكمه والكون كله، قبضته، ولن يغلب عُسْرُ يُسْرَيْن، إذ يقول الحق سبحانه: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».

عظمة القدرة الإلهية 

وعن علو شأن العبودية، جاء في موضوع خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «ومنها علو شأن العبودية لله عز وجل، وسمو منزلتها، حيث وصف الله (عز وجل) بها نبيه (صلى الله عليه وسلم في مقام التكريم والإجلال حيث يقول تبارك وتعالى) {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا، ويقول سبحانه: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. ومنها إبراز مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى، حيث يقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، في ربط عظيم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؛ لتظل العلاقة بينهما قائمة في عقول وقلوب المسلمين إلى أن يرث الله (عز وجل) الأرض ومن عليها، فمن المسجد الحرام كان إسراء سيدنا رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وإلى المسجد الأقصى كان إسراؤه، ومنه كان معراجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات العلا، ثم إلى سدرة المنتهى».

وتكمل الخطبة :«ومن هذه الدروس والعبر بيان عظمة وطلاقة القدرة الإلهية وإكرام الله عز وجل نبیه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالآيات الكبرى، حيث كان الإسراء والمعراج في ليلة واحدة كما سخر الحق سبحانه لنبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البراق لينقله في رحلته المباركة، وأكرمه بلقاء الأنبياء والمرسلين ، حين أحياهم الحق سبحانه فأمهم نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلوا خلفه في المسجد الأقصى، والتقى بمن التقى بهم في السماوات العلا فرحبوا به جميعًا، ودعوا له بخير في دلالة واضحة على أن الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) جميعًا أصحاب رسالة واحدة في الأصول والعقائد ، والقيم والأخلاق حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ : دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى). ومنها: بيان منزلة الصلاة وأهميتها في حياة المسلمين، فقد اختصها الله (عز وجل) بأن فرضها على الأمة المحمدية في هذه الليلة المباركة في السماء بلا واسطة؛ دلالة على أن الصلاة معراج المؤمنين إلى رب العالمين تحسن بها أخلاقهم، وترتقي قلوبهم، وتسمو ببركتها نفوسهم، حيث يقول الحق سبحانه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.»

ويختتم موضوع خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وعلى آله وصحبه أجمعين. ولا يخفى أن الأخذ بالأسباب من أهم دروس تلك الرحلة المباركة، وأنه لا يتعارض مع حقيقة التوكل على الله (عز وجل)، بل هو مفتاح التوكل الصحيح ، فقد كان الحق سبحانه قادرًا على أن يسري بنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) دون وسيلة، فهو سبحانه القائل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، ولكنه سبحانه سخر لنبيه (صلى الله عليه وسلم البراق ليكون وسيلة انتقاله في رحلته، وعندما وصل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى بيت المقدس ربط البراق الذي سخره الله تعالى له؛ تعليمًا للأمة بضرورة الأخذ بالأسباب، فقال: (فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ)، ولما سأل أعرابي عن ناقته، وقال يَا رَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أَطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: (اعْقِلْهَااللهم احفظ مصرنا، وارفع رايتها في العالمين». 

 


مواضيع متعلقة