الدكتور أسامة الأزهري: الإمام «الشافعي» اختار مصر دارا وعاش فيها معظم سنوات عمره ونشر فيها علمه

الدكتور أسامة الأزهري: الإمام «الشافعي» اختار مصر دارا وعاش فيها معظم سنوات عمره ونشر فيها علمه
- الإمام الشافعى
- فصاحة اللسان
- عالم بشئون الدنيا والدين
- نشر علمه فى مصر
- الإمام الشافعى
- فصاحة اللسان
- عالم بشئون الدنيا والدين
- نشر علمه فى مصر
وصف الدكتور أسامة الأزهرى، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية، الإمام الشافعى بأنه مجمع للعلوم والفضائل، والكمالات والأخلاق الرفيعة، مؤكداً أنه الذى أسّس المذهب الفقهى وغيّر المذهب القديم فى العراق.
وأضاف «الأزهرى» فى حوار لـ«الوطن»: «عندما بدأت أتصفح ما بين أيدينا من تاريخ علماء الإسلام، لم أجد أفضل من الإمام الذى اختار مصر داراً وعاش فيها معظم سنوات عمره ونشر فيها علمه وفقهه وأحبه أهل مصر وأحب مصر جداً» وإلى نص الحوار:
فى البداية عرّفنا بالإمام الشافعى؟
- الإمام الشافعى هو الذى أسّس المذهب الفقهى وغيّر المذهب القديم فى العراق، وغير المذهب الفقهى فى مصر وعاش 54 سنة، فالإمام أحمد بن حنبل كان يقول: «ما صليت صلاة قط إلا ودعوت لمحمد بن إدريس الشافعى، إن الشافعية كالشمس للدنيا والعافية للبدن، ما هذا الإمام الضخم العظيم، الذى جلس فى مجلس الدرس وجلس معه التلميذ الربيع بن سليمان، الذى أصبح إمام المذهب بعد الإمام الشافعى، فكرر المسألة للربيع، 40 مرة فلم يفهمها الربيع بن سليمان حتى خرج الربيع خجلاً من الدرس، لأنه بدا عليه الإحباط واليأس وكأن الدنيا قد اسودت فى وجهه، لكن «الشافعى» لم يتضجر منه، لكنه أرسل إليه وحده وما زال يعيد عليه المسألة حتى فهم.
العالم الجليل: امتاز بفصاحة لسانه واللغة.. وكان عالما بشئون الدنيا والدين
عندما بدأت أتصفح ما بين أيدينا من تاريخ علماء الإسلام، لم أجد أفضل من الإمام الذى اختار مصر داراً وعاش فيها معظم سنوات عمره ونشر فيها علمه وفقهه وأحبه أهل مصر وأحب مصر جداً، وفى أرض مصر الطيبة ولد مذهبه وفقهه وفرح المصريون لعمله، ألا وهو محمد بن إدريس الشافعى، الإمام الشافعى كان فى الحقيقة مجمع للعلوم والفضائل والمناقب، والكمالات والأخلاق الرفيعة، والمشهد الذى اخترت أن أبدأ به هذه المسيرة، هو العلاقة التى تربط الإمام الشافعى بتلميذه الإمام أحمد بن حنبل، فالشافعى إمام مذهب وصاحب مدرسة فقهية مستقلة، وابن حنبل إمام مذهب وصاحب مدرسة فقهية اجتهادية مستقلة، لكنهما لم يقفا فى مواقف المصارعة وكان الإمام ابن حنبل مقراً بعلم الإمام الشافعى.
وماذا عن صفات الإمام الشافعى؟
- امتاز الإمام الشافعى برجاحة عقله وفصاحة لسانه، وكان ذكياً مفرطاً، حتى إنَّه حفظ القرآن فى سنِّ السابعة، وحفظ موطأ مالك فى سنِّ العاشرة، وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
ويأتى ذلك بسبب جذوره الراسخة فى عالم العلم من نسبه الرفيع، فقد صدر عن الإمام الشافعى الكثير من الحكم والمواعظ التى تؤكّد أهميّة العلوم الشرعية واللغة وكونها أبواباً لبلوغ الدرجات العُلى فى الخُلق الحسن والمروءة، فرقة الفؤاد لا تكون إلا بتعلّم اللغة، وقوة الحُجة لا تكون إلا بتعلّم الفقه وعلومه، وقيمة الإنسان لا ترقى إلا بتمسّك الإنسان بالقرآن والسنة والفقه واللغة العربية.
مذهبه نقطة الوسط بين مذهبي أهل الحديث وأهل الرأي
على أى شىء قامت أصول مذهب الإمام الشافعى؟
- قامت أصول مذهب الإمام الشافعى بالاستناد على الكتاب والسنة، ثم على أقوال الصحابة يختار منها الأقرب للكتاب والسنة، فإن لم يجد أخذ بأقوال الخلفاء الراشدين، ثم بعد ذلك يأخذ بالقياس، ولم يأخذ الإمام الشافعى العمل بالاستحسان والمصلحة العامة وعمل أهل المدينة، وكان مذهب الشافعى نقطة الوسط بين مذهبى أهل الحديث وأهل الرأى.
أول من ألف في علم أصول الفقه
بعض الروايات تقول إن الإمام الشافعى أول من ألّف فى أصول الفقه، فما صحة ذلك؟
- نعم يُعدُّ الإمام الشافعى أوَّل من ألَّف فى علم أصول الفقه، وقد زار بغداد مرتين وحدث بها.
إجماع العلماء
أجمع العلماء على أنه أول من ألّف فى أصول الفقه، ورسالته الأصولية هى أول رسالة أُصولية تصل إلينا، فمذهبه مبنىٌ على الأخذ بالكتاب والسنة وجعل السُّنة طريقاً لشرح القرآن الكريم، وقد أخذ الإمام الشافعى بحديث الآحاد على أن يكون الراوى ثقة عدلاً، أما الحديث المُرسل فوضع له شروطاً خاصة أهمها أن يكون الراوى من كبار التابعين.