البابا كيرلس دُفن مرتين.. الأولى في الكاتدرائية والثانية بدير مارمينا العجائبي

كتب:  منى السعيد

البابا كيرلس دُفن مرتين.. الأولى في الكاتدرائية والثانية بدير مارمينا العجائبي

البابا كيرلس دُفن مرتين.. الأولى في الكاتدرائية والثانية بدير مارمينا العجائبي

ارتبط البابا كيرلس السادس بالقديس مارمينا العجائبى، فبنى كنيسة مارمينا بزهراء مصر القديمة التى أصبحت فيما بعد مقر دير مارمينا فى القاهرة، بالإضافة إلى تعمير الدير، حتى إنه دُفن بمزار خاص به فى نفس الدير.

وروى الراهب رافائيل أفا مينا الشماس الخاص بالبابا كيرلس حكاية وصول الجثمان إلى مكانه الحالى بمقر الدير بالإسكندرية ففى التاسع من مارس عام 1971 أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نياحة البابا كيرلس السادس فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليتم تجهيز الجسد، ويوضع على الكرسى المرقسى لمدة يومين حتى يتمكن شعبه من إلقاء نظرة الوداع.

أوصى بدفن جسده تحت الكنيسة بدير مارمينا بصحراء مريوط وبملابسه 

بعد تجليس البابا شنودة الثالث على الكرسى المرقسى، التقى مع الراهب مينا أفا مينا الذى كان يحمل وصية البابا كيرلس وجاء فيها:

«أنا الموقع أدناه بإمضائى وختمى وخطى المدعو بنعمة الله كيرلس السادس أوصى بما هو آت، مساحة الـ50 فداناً بصحراء مريوط وما عليها من مبانٍ ملك لدير مارمينا العجائبى، قطعة الأرض الكائنة بتفتيش السيوف، وقطعة الأرض الكائنة بكينج مريوط، العقار الكائن بمحرم بك بالإسكندرية، جميع العقارات والأرض والكنيسة بمصر القديمة، ملك لدير مارمينا العجائبى بصحراء مريوط».

وأضاف البابا كيرلس فى وصيته فيما يخص مكان انتقاله «أوصى بعد انتقالى أن يدفن جسدى بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مارمينا بصحراء مريوط وتدفن بالملابس التى تكون على جسدى ولا لزوم لغيرها وكل من اطلع على هذه الوصية وعثر عليها فلا يخفيها ولا يخالف ما بها ومن خالف هذه الوصية يكون محروماً من فم الثالوث الأقدس الأب والابن والروح القدس وفم حقارتى ويكون على شمال المسيح وعلى ابن الطاعة تحل عليه البركة».

وعرض البابا شنودة وصية الراحل البابا كيرلس على الملأ، واستعان بعدد من الأطباء لنقل الجثمان من مدافن البطاركة بالكاتدرائية إلى دير مارمينا، لكن جاءت التوصية بالانتظار على الأقل لمدة عام حتى لا يتأثر الجسد، وبالفعل بقى البابا كيرلس فى مكانه لمدة 20 شهراً.

فى عشية عيد القديس مارمينا فى 22 نوفمبر 1972 تم استخراج جسد البابا كيرلس السادس، ووجد الدكتور يوسف منصور والدكتور يوسف يواقيم أن الصندوق متهالك بسبب الرطوبة، فقاما بفتح الصندوق ليتأكدا من حالة الجثمان ليجدا أن الجسد لم يتحلل، فقاموا بوضعه فى صندوق جديد، ووصل إلى دير مارمينا ليكون البابا شنودة فى انتظاره، ليدفن فى الدير يوم 24 نوفمبر من نفس العام.

وذكرت الصحف المصرية وقتها أنه خلال انتقال الجسد من القاهرة إلى الإسكندرية، تغير الطقس فجأة ليصبح مطراً شديداً وبرقاً ورعداً، وغمرت المياه الشوارع ووصل ارتفاعها فى بعض المناطق إلى 20 سنتيمتراً وساد الظلام معظم أوقات النهار، وبدت القاهرة طوال اليوم وكأنها فى ساعة الغروب، وتسببت الأمطار فى قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية.

رهبان دير مارمينا أعدوا مزاراً خاصاً للبابا كيرلس السادس يقع خلف الكاتدرائية الكبرى الواقعة فى منتصف دير مارمينا، حيث دفن بجواره رئيس الدير السابق المتنيح أفا مينا وهو الشماس الخاص بالبابا كيرلس.

ويمكن للزوار الدخول إلى المزار لمشاهدة مقتنيات البابا الموضوعة فى أكشاك زجاجية للمزار، تتضمن مجسماً بالحجم الطبيعى للبابا كيرلس يرتدى ملابس البطريركية، بالإضافة إلى أدواته التى تتضمن عصا الرعاية وصليباً فضياً مرصعاً بحجر أخضر والاسكيم الخاص بالبابا الراحل، الذى يرتديه الرهبان المتوحدون.

ويعرض الدير للزوار أحذية البابا كيرلس السادس التى كان يرتديها، وكان الأول الحذاء الذى ارتداه لسنوات خلال فترة الرهبنة وقبل البطريركية، بينما الثانى الخاص بالتحركات داخل الدير وبين الرهبان، وآخر خفيف ومميز وهو ما يرتديه البابا خلال إقامة طقوس القداس الإلهى، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الصور للبابا كيرلس مع كبار مسئولى الدولة بداية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأنور السادات، وشيخ الأزهر فى هذا الوقت، بالإضافة إلى الصورة الوحيدة التى تم التقاطها للبابا كيرلس بدون غطاء الرأس الخاص بالرهبان.

الدير يحتفظ ببقايا شعر البابا ويتم تطييبه بشكل مباشر وتوزيعه على الكنائس التي تحمل اسمه

ويحتفظ الدير ببقايا شعر البابا كيرلس السادس، وهو الجزء الذى يتم تطييبه بشكل مباشر، ويتم توزيعها على الكنائس التى تحمل اسمه، ويوجد جزء منها فى كنيسة الطاحونة التى كانت مقر البابا كيرلس خلال فترة رهبنته.


مواضيع متعلقة