سلمنى جمجمة وشوية عضم
لم تكن مأساة فوزية فى اختفاء طفلها كامل فحسب، فاختفاؤه الغامض لم يكن سوى حلقة فى سلسلة من المآسى، فعندما اختفى تمنت أن تعرف مصيره، فعرفت أنه اختطف، فتمنت عودته، فعلمت أنه مات، فتمنت أن تتسلم جثته، فلم تجد لها أثراً.. لتمر الأيام والأيام، شهور، وسنوات وصلت إلى 3 أعوام.. و«كامل» مجرد ذكرى مبهمة لطفل.
عندما اختطف كامل محمد كامل، طفل كان يبلغ من العمر 11 سنة، اختطف من أمام منزله فى منطقة «روض الفرج» منذ 3 سنوات، وبعد 6 أشهر من اختطافه تلقت الأم اتصالاً عبر هاتفها المحمول، الذى طلب منها مبلغ 100 ألف جنيه ليعيده لها أسرعت لدفع المبلغ وتحرير ابنها، فقال لها الخاطفون ابنك مات، وأشاروا لها على هيكل عظمى كان ملقى أعلى أسطح المنازل المجاورة لمنزلها، فحملته داخل كيس بلاستيك وتوجهت به إلى قسم الشرطة التى انتقلت معها إلى مكان العثور عليه وألقت القبض على الجانى الذى اعترف بقتل الطفل، ولكن المفاجأة الكبرى أن تحليل «DNA» أثبت أن الجثة ليست للطفل كامل بعد أخذ عينات من الأم والأب، لتبدأ الأم من جديد رحلتها فى البحث عن ابنها بعد مساومة المتهم لها من داخل محبسه، الذى قال لها فى إحدى جلسات المحاكمة «تدفعى كام وأرجعلك ابنك» اللى مات ده مش ابنك لأنه حى. [FirstQuote]
تروى فوزية محمد والدة الطفل لـ«الوطن» مأساتها دامعة التى بدأت منذ 3 سنوات وما زالت مستمره حتى كتابة هذه السطور، وقالت: «هاتولى ابنى «حى أو ميت» المهم إن قلبى يرتاح والنار اللى جوايا تنطفى، المتهم الذى قدمته الشرطة للمحاكمة بتهمة خطف وقتل كمال ابنى، أكد لى أن «ضنايا» عايش وما زال على قيد الحياة ولم يقتله وعندما واجهته باعترافاته بقتله أمام الشرطة والنيابة أكد لى أنه تعرض للضغط من رجال المباحث واعترف بجريمة لم يرتكبها»
أضافت: «القصة بدأت عام 2012 عندما أرسلت كامل لشراء بعض متطلبات البيت من البقال اللى جنب البيت وكان الوقت ظهراً، لكنه تأخر وحل علينا الليل والواد مرجعش البيت فأخبرت والده بما حدث، وخرجنا للشارع بحثاً عنه على أمل أن يكون هنا أو هناك يلعب مع أصحابه فى الشارع، لكن لم نعثر عليه وسألنا الجيران فقالوا إنهم شاهدوا رجلاً يدعى عصام، صاحب محل للبقالة طلب من كامل أن يذهب معه لشراء بضاعة للمحل، كل أصحابه أكدوا لنا ذلك وكانت هذه هى آخر مشاهدة لـ«ابنى» فى الشارع الذى نسكن فيه، توجهنا إلى الشخص وسألناه عن الولد قال: «أنا فعلاً اصطحبته معى لمساعدتى فى حمل بضائع للمحل وتركته فى سوق الخضراوات بعد ذلك، فقمنا بالتعدى عليه بالضرب للاعتراف بالحقيقة فانهار وقال إن 4 أشخاص قاموا بسرقته تحت تهديد السلاح وخطفوا «كامل» منى، ولم يحدد أوصافهم وقال مش فاكرهم، مضيفاً أن الطفل استجاب لهم ولم يقاومهم وذهب معهم فى هدوء، والمفاجأة أننى فوجئت بالمتهم ينادينى باسمى ولم يكن بيننا أى سابق معرفة ما يؤكد أنه شخص كان يراقبنا ويتتبع أخبارنا، اتصلنا بالشرطة وبعدها تم اقتياده إلى قسم الشرطة، وبالتحقيق معه فوجئت بعد أسبوع أن رئيس المباحث طلب حضورنا للقسم وهناك قال لى: «ابنك مات قتيل عصام غرقه فى مياه النيل وخنقه ورمى جثته فى قاع النيل»، انهرت وسقطت على الأرض مغشياً علىَّ وبعد عدة ساعات اصطحبنى ضابط المباحث لشاطئ النيل أمام معهد ناصر، وانتشلوا جثة طفل وقالوا لى هو ده ابنك، نظرت للجثة وصرخت الحمد لله مطلعش ابنى، قالوا لا هو، واحنا متأكدين، قلت هو أنتم هتعرفوا ابنى أكتر منى؟ وذهبنا للقسم وفوجئت بأن زوجى قام بالتوقيع على محضر باستلام الجثة وأقر أنها لابننا كامل، فتوجهت للمشرحة لمناظرة الجثة مرة أخرى وأنا عارفة كويس علامة واضحة ومميزة فى ابنى، وهى عبارة عن جرح كبير قديم ترك علامة واضحة مثل وضوح الشمس فى رأسه من الخلف، وبسرعة أول ما شفت الجثة دوّرت على العلامة دى لم أجدها، بخلاف إن شعره بنى والجثة اللى فى المشرحة لطفل شعره أسود، رفضت استلام الجثة وحذرت من استخراج شهادة دفن باسم ابنى، وتوجهت للنيابة ودخلت لرئيس النيابة شرحت له كل الموضوع واقتنع وتوجه معى لفحص الجثة، وطلبت تحليل «DNA» وبعد سحب العينات بـ«45» يوماً جاءت النتيجة إنه مش ابنى فعلاً، على الرغم من إصرار رئيس المباحث «علاء خلف الله» أنها جثة ابنى. أضافت الأم: «أن المتهم عصام اعترف فى القسم والنيابة أنه قتل ابنى ورمى جثته فى البحر لأنه كان عاوز يعتدى عليه جنسياً لكن الواد رفض وهدده بفضح أمره فخاف وقتله، لكنه اعترف بعد ذلك لى أنا شخصياً إن ابنى عايش».