أستاذ الدراسات الشرقية: بن إدريس كان عالما.. ومهمته تعليم المسلمين أن يكونوا أفاضل

كتب: سعيد حجازى

أستاذ الدراسات الشرقية: بن إدريس كان عالما.. ومهمته تعليم المسلمين أن يكونوا أفاضل

أستاذ الدراسات الشرقية: بن إدريس كان عالما.. ومهمته تعليم المسلمين أن يكونوا أفاضل

كان الإمام أحمد بن إدريس مدارا للبحث فى عدة جامعات دولية، ومن بينها جامعة بيرجن بالنرويج، التى دار البحث فيها عن الإمام الإدريسى منذ منتصف الثمانينات وحتى التسعينات من القرن الماضى.

وكتب أحد المستشرقين وهو البروفيسور «ر. س. أوفاهى»، أستاذ التاريخ والدراسات الشرقية بالجامعة، مقالاً عن الإمام، وذلك لتقديمه فى فعالية حول السيد أحمد بن إدريس، أقيمت بالمغرب عام 2009، لخص فيه الصلة التى جمعت بين جامعة بيرجن بالنرويج والسيد أحمد بن إدريس، وجعلته أحد محاور البحث فيها.

أوضح كاتب المقال أن الإمام «بن إدريس» أكثر المغاربة تأثيراً فى القرن التاسع عشر، أرسى، من خلال تعاليمه وصلواته وتلاميذه، منهجاً علمياً وروحياً ذا جذور عميقة فى كل من ليبيا والسودان والصومال، وانتشر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى دول البلقان، خاصة إلى ألبانيا وكوسوفو.

كما انتشر فى جميع أنحاء المحيط الهندى إلى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، مضيفاً: «أنا لست متديناً على نحو تقليدى، لكن ارتباطى بأحمد بن إدريس على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً كان إحدى حقائق حياتى، فعلى مدى سنين، قرأت وأعدت قراءة «الصلوات الأربع عشرة» له لرقة وجمال شعورها ولغتها».

وأجاب المستشرق البروفيسور «أوفاهى» عن سؤال كيف جاء «بن إدريس» لجامعة بيرجن؟ قائلاً: «قدمنى على صالح، المدير المساعد بدار الوثائق القومية السودانية، مع آخرين فى جامعة بيرجن، للسيد أحمد بن إدريس، واستغربت عن سبب عدم نشر دراسة جادة سواء باللغة العربية أو اللغات الأوروبية عنه بالنظر لأهميته غير المشكوك فيها فى العالم الإسلامى خلال القرن التاسع عشر.

وعرفت أن السبب الأساسى لهذا الإهمال هو نقص مصادر المعلومات، وعليه انهمكت فى جمع كل ما أجده، مستخدماً الشبكات الأكاديمية التى انتمى لها، واكتشفت أن كل شىء دوّن عن «بن إدريس» فى الكتابات الغربية كان مخطئاً ومضللاً، وأقول شيئاً شخصياً، فقد اكتشفت أنه أصيل ومبهر وجذاب إلى حد بعيد، وكل هذا يشع من كتاباته».

وبحسب «أوفاهى»، ففى نهاية عقد الثمانينات وبداية التسعينات كان هناك عدد من الباحثين فى جامعة بيرجن ينقبون فى مختلف الجوانب فيما أطلقت عليه «المدرسة الإدريسية»، حيث أسهم كل هؤلاء بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى دراسة أحمد بن إدريس والمدرسة الإدريسية.

وأضاف: «نشرت كتابى «الولى الغامض»، فى عام 1990، لأوضح للعالم الأكاديمى أهمية «بن إدريس» والحاجة إلى مزيد من البحث حوله، ولقى الكتاب استحساناً، فقد نحت الدراسات الغربية الحديثة عن الإسلام الآن إلى عدم تكرار المفاهيم الخاطئة التى ارتكبها الباحثون الأوائل، وذكرت فى كتابى أن هدف «بن إدريس» كان ببساطة جعل المسلم العادى شخصاً حسناً، وأن يتم هذا بهدوء ودون جدل، وسعيت أن أبين أنه كان عالماً ومتصوفاً ومعلماً، مهمته الأساسية تعليم المسلمين أن يكونوا مسلمين أفاضل، ويبدو أنه كان واعياً بما يجرى فى العالم».


مواضيع متعلقة