«أبوالعزائم.. بالله عالم».. «الوطن» تحتفي بمؤسس الطريقة «العزمية» وتستعرض مسيرته التاريخية (ملف خاص)

كتب: أحمد عاطف وسعيد حجازى

«أبوالعزائم.. بالله عالم».. «الوطن» تحتفي بمؤسس الطريقة «العزمية» وتستعرض مسيرته التاريخية (ملف خاص)

«أبوالعزائم.. بالله عالم».. «الوطن» تحتفي بمؤسس الطريقة «العزمية» وتستعرض مسيرته التاريخية (ملف خاص)

تشتهر الطريقة العزمية بين الطرق الصوفية الكثيرة فى مصر بأن لها تاريخاً طويلاً من النضال الوطنى والدينى معاً، فمنذ التأسيس على يد الإمام محمد ماضى أبوالعزائم، كانت الطريقة بوابة لإعلاء كلمة الدين، فتأثرت بأسلوبه الحكيم فى نشر التصوف بصورته السمحة، إذ كان من الأئمة الصالحين نبراساً للشباب، ومناراً للجيل يسير على هديه فيعبر الطريق إلى الحق. «الإمام المجدد»، اللقب الأشهر للإمام محمد ماضى أبوالعزائم، حيث يشهد التاريخ الصوفى المعاصر على جهوده فى إرساء قواعد التصوف على أساس سليم منزه، وجهوده فى لمّ شعث التصوف، كما ساند الدولة الوطنية على مدار مسيرته، ومن ذلك دوره فى ثورة 1919م وفى أعقابها. اسمه «ماضى» نسبة إلى عين ماضى بالمغرب الأقصى، وأبوه من نسل إدريس الأكبر، وجده لأمه من نسل الشيخ عبدالقادر الجيلانى.

يستخدم «أبوالعزائم» بدلاً من «العارف بالله» اسم «العالم بالله»، ويذكر له خمس علامات هى: الخشية، والخشوع، والتواضع، وحسن الخلق، والزهد. وتتمتع الطريقة العزمية بنشاط فكرى هائل، بدءاً من تراث الإمام المؤسس ثم الخلفاء من بعده، فضلاً عن علماء الطريقة، الذين يمثلون شرايينها، وكذلك تم عقد مؤتمرات للطريقة فى الأحداث المهمة لدعم الدولة الوطنية فى جميع المراحل التاريخية المهمة، خاصة فى مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب.

«الوطن» تواصل بهذا الملف عن الإمام محمد ماضى أبوالعزائم سلسلة «الطريق إلى الله» التى كانت أولى حلقاتها عن الإمام صالح الجعفرى وطريقته «الجعفرية الأحمدية المحمدية»، ثم الإمام سلامة الراضى وطريقته «الحامدية الشاذلية»، وهى السلسلة المعنية بالغوص فى أعماق الطرق الصوفية واستعراض مسيرتها وسيرة مؤسسيها وشيوخها، والتعرف على مناهجهم الفكرية وسلوكهم الصوفى.

تعريفه

 الاسم: عبدالله المحجوب بن أحمد بن مصطفى بن إبراهيم بن صالح بن ماضى

الميلاد: 30 أكتوبر سنة 1869 ميلادية بمدينة رشيد

نسبه: يمتد إلى أبى الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن على زين العابدين، بن الحسين السبط، ابن على بن أبى طالب كرم الله وجهه من السيدة فاطمة الزهراء بضعة الرسول

أجداده: جده لأبيه الحسين رضى الله عنه، وجده لأمه الحسن رضى الله عنه ابنا الإمام على بن أبى طالب

الوفاة: 3 أكتوبر 1937 بالقاهرة

أشعاره

مناجاة الذات الإلهية

الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً بَلْ وَإِقْرَارَا

وَالشُّكْرُ مِنْهُ لأِنِّى عَاجِزٌ أَرْجُو

أَعِنْ عَلَى الشُّكْرِ مَنْ أَوْلَيْتَهُ النُّعْمَى

مَعَ الذُّنُوبِ وَقَدْ قَارَفْتُ فِى شَيْبِى

وَاللَّهُ يَعْفُو وَيُولِينِى عِنَايَتَهُ

سَتَرْتَ عَيْبِىَ فَاغْفِرْ لِى وَجَمِّلْنِى

إِنِّى اعْتَرَفْتُ بِأَوْزَارِى فَتُبْ وَاغْفِرْ

الْفَضْلُ فَضْلُكَ تُولِيهِ لِمَنْ تَرْضَى

وَاقْبِضْ بِيُمْنَاكَ رُوحِى وَاقْبَلَنْ تَوْبِى

عَلَى الْعَطَايَا وَنُورُ الْوَجْهِ إِسْفَارَا

فَضْلاً يُرِينِى جَمَالَ اللَّهِ أَنْوَارَا

أَعْطَيْتَهُ سَيِّدِى الإِحْسَانَ مِدْرَارَا

كَبَائِراً وَارْتَكَبْتُ فِيهِ أَوْزَارَا

بَعْدَ الذُّنُوبِ أَرَى التَّوَّابَ غَفَّارَا

لِمَا تُحِبُّ اجْعَلَنِّى ثَمَّ مُخْتَارَا

وَبَدِّلَنْهَا بِحُسْنَى أَعْلِ مِقْدَارَا

فَأَشْهِدَنِّيَ وَهَّاباً وَسَتَّارَا

حَتَّى أَرَى الرَّاحَ رَاحَ الْحُبِّ قَدْ دَارَا

فى مديح المصطفى

تَرَاءَتْ لَنَا أَنْوَارُ أَكْمَلِ مُرْسَلِ

نَعَمْ سِرُّ خَيْرِ الرُّسْلِ نُورُ قُلُوبِنَا

أَتَيْتَ لَنَا تَدْعُو إِلَى اللَّهِ بِالْهُدَى

بِجَاهِكَ عِنْدَ اللَّهِ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ

فَأَشْهَدَنَا بِالْفَضْلِ أَنْوَارَ مُنْزَلِ

بِفَضْلِكَ نِلْنَا سَيِّدِى خَيْرَ أَوَّلِ

مَحَوْتَ ظَلاَمَ الْكُفْرِ فِى كُلِّ مَنْزِلِ

نَنَالُ الرِّضَا مِنْهُ بِخَيْرِ التَّفَضُّلِ

فى محبة آل البيت

إِلَى خَيْرِ رُسْلِ اللَّهِ أَرْجُو تَقَرُّبِى

تَوَسَّلْتُ يَا خَيْرَ النَّبِيِّينَ أَرْتَجِى

تَفَضَّلْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْكَ بِنَظْرَةٍ

تَوَسَّلْتُ لِلزَّهْرَا الْبَتُولِ بِزَيْنَبٍ

بِبِضْعَتِهِ الزَّهْرَا الْبَتُولِ وَزَيْنَبِ

عَوَاطِفَ خَيْرِ الرُّسْلِ وَالْوَصْلُ مَطْلَبِى

عَلَى مُجْتَدٍ وَالْوَصْلُ بِالْفَضْلِ مَكْسَبِى

وَفَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ وَاسِطَةُ الأَبِ

سر «لا إله إلا الله»

بِهَا فَانْطِقَنْ تُمْنَحْ رِضَا اللَّهِ وَالْفَضْلاَ

هِيَ النُّورُ لِلأَرْوَاحِ بُرْهَانُ صِدْقِنَا

وَقَائِلُهَا يُعْطَى الْوَلاَيَةَ وَالْهُدَى

أَدِمْ ذِكْرَهَا يَا طَالِبَ اللَّهِ تَشْهَدَنْ

إِلَـهِى بِهَا فَاغْفِرْ جَمِيعَ ذُنُوبِنَا

وَكَرِّرْ بِهَا تُعْطَى الْمَحَبَّةَ وَالْوَصْلاَ

عَلَى صِحَّةِ الإِيمَانِ قَدْ مَحَتِ الْجَهْلاَ

وَيَرْقَى إِلَى الزُّلْفَى مُشَاهَدَةِ الْمَجْلَى

جَمَالَ تَجَلِّيهِ وَتَرْقَى إِلَى الأَعْلَى

بِهَا فَاقْبَلَنْ مَوْلاَىَ مَنْ صَامَ مَنْ صَلَّى

قالوا عن الإمام المجدد

السيد أبوالعزائم يقول هذا الكلام عن علم كشف لدنى، وليس عن اجتهاد برأى، وللإمام أكثر من مائتين من الكتب والمخطوطات من المواجيد الشعرية والإلهامات العرفانية، وهو فى نظرى كنز لم يكتشف بعد، وقطب ينافس الفحول قدماً وعلماً وسلوكاً.. ولا يصح أن يقرأ شعره على أنه شعر، كما هو الحال عند ابن الفارض، فشعره لا يخضع للمواصفات الفنية للشعر، وإنما هو شفرة ورموز عرفانية عالية، يفهم منها كل واحد على قدر حظه، ونحن ما قدمنا من علم الرجل إلا نقطة من بحر.

د. مصطفى محمود

الكاتب والمفكر والعالم الكبير

------------------------------------------------------ 

 حين طُلِبَ منه أن يقدم لكتاب «أسرار القرآن» للإمام أبى العزائم: «أنا لا أستطيع أن أقدم لكتاب أسرار القرآن للإمام أبى العزائم، وأتحدث عن عمله فى تفسير القرآن، لأنه تفسير جامع وشامل، ولا يستطيع أن يقدم لهذا العمل سوى الإمام أبى العزائم نفسه، وأرجو ألا تطلبوا منى ولا من غيرى أن يقدم الإمام أبا العزائم».

د. عبدالحليم محمود

شيخ الأزهر الأسبق

----------------------------------------------------- 

 بصرت فى كتب الإمام فيوضات تلوح بالحكم والأسرار، ووجدت رئة أتنفس من خلالها من عبق الجنة، فعكفت على المنهل الرقراق بين أسرار القرآن، وأصول الوصول لمعية الرسول، وشراب الأرواح، ومعارج المقربين، ومحكمة الصلح الكبرى، والإسلام وطن، والإسلام نسب. ووجدت معيناً متفرداً يسكب الشريعة فى أوعية الحب فتمتزج فى الأفئدة، وفى أغوار الشعور فجاءت أبواب الفقه محببة ميسرة.. ووجدت تصانيف جامعة للعقيدة والشريعة والأخلاق والآداب والسير والسلوك.

د. عبلة الكحلاوى

أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف


مواضيع متعلقة