«العربي للمياه»: 362 مليون نسمة في المنطقة يعيشوف في شحّ مائي

«العربي للمياه»: 362 مليون نسمة في المنطقة يعيشوف في شحّ مائي
قال الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، إنّ الملتقى العربي للمياه الذي يعقد هذا العام في مدينة دبي بالإمارات العربية بعنوان «الموارد المائية غير التقليدية.. فرص الاستثمار»، جزءا من سلسلة الأحداث الإقليمية التي ينظمها المجلس العربي للمياه لتداول القضايا الحيوية المتعلقة بالمياه ذات الأولوية في المنطقة العربية، بهدف التصدي وإيجاد الحلول لتحديات المياه المتزايدة السرعة في المنطقة.
وأضاف أبوزيد، خلال كلمته التي ألقاها منذ قليل، أنّ المنطقة العربية من بين أكثر المناطق معاناةً لندرة المياه في العالم، إذ يعيش نحو 362 مليون شخص في المنطقة، بين شحّ مائي إلى شحّ مائي مطلق، وباتت المياه وندرتها تشكلان تهديدات أمنية «جادة ومثيرة للقلق» في عالمنا العربي الذي يتنامى فيه عدد السكان بوتيرة عالية ومتسارعة، والذين يواجهون جميعا وعلى حد السواء الأخطار الناجمة عن ندرة المياه والعجز المائي الشديد.
وأكد أنّ الهدف من هذه السلسلة من الملتقيات، هو توفير منصة تفاعلية لتبادل أحدث التقنيات والتطبيقات المتقدمة والممارسات الناجحة لمواجهة تحديات المياه الحالية، موضحا أنّ نسخة العام الحالي 2023 من الملتقى العربي للمياه، التي تنظم برعاية جامعة الدول العربية وبدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية، ووزارة الموارد المائية والري بمصر، مخصصة لتناول الموضوعات المتعلقة باستخدام الموارد المائية غير التقليدية كحل استراتيجي لتحديات ندرة المياه ولاستكشاف الفرص الواعدة للاستثمار والابتكار في قطاع الموارد المائية.
ولفت رئيس المجلس العربي للمياه، إلى أنّه ظهر هنا أهمية دور المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، كأطراف فاعلة في تنفيذ المشروعات الجديدة باستخدام هذه الموارد غير التقليدية.
المنطقة العربية من بين أكثر المناطق معاناةً لندرة المياه في العالم
أشار إلى أنّه مما يزيد حدة الأخطار المتعلقة بندرة المياه، أنّ أكثر من نصف مصادر المياه المتجددة في المنطقة تنبع من خارجها، مما يتسبب في تفاقم حدة التوترات ويهدد الاستقرار والعيش السلمي.
وأضاف أنّه في ظل تفاقم العجز المائي وآثار التغير المناخي وتوقعات الزيادة المستمرة في الطلب على المياه في السنوات القادمة، فإنّ النهوض بأجندة الموارد المائية غير التقليدية بنظرة متكاملة وشاملة أصبح أمرا حيويا لا غنى عنه للمستقبل لتحقيق أمن مائي أكثر استدامة في المنطقة العربية.
وأكد أنّه من المخطط أن يناقش الملتقى على مدى يومي انعقاده العديد من الجلسات تحت 4 محاور رئيسية، هي «أطر الحوكمه المائية الفعالة، وفرص الاستثمار وتوطين التكنولوجيا الذكية، ومجالات التمويل والاستثمارات الجديدة، ودور القطاع الخاص والمستثمرين في دعم فرص التمويل والابتكارات سعيا لتنفيذ المشروعات الخضراء في مجال الموارد المائية غير التقليدية، ودعم خطط الحكومات للاستثمار والتمويل في تنفيذ المشروعات».
رئيس العربي للمياه: ملتقى العام الحالي سوف تقدم نهجاً جديداً ومبتكراً من حيث المحتوى والبرنامج
وتابع أنّ النسخة الحالية من الملتقى ستقدم نهجا جديدا ومبتكرا من حيث المحتوى والبرنامج، ما يعزز تبادل الآراء والتفاعل التشاركى بين مختلف الفئات المشاركة من حكومات ومنظمات إقليمية ودولية ومؤسسات مالية وممثلي القطاع الخاص والقطاع المدني لاستكشاف فرص الاستثمار وريادة الأعمال الواعدة في قطاع الموارد المائية غير التقليدية.
وأوضح أنّ الملتقى سيعمل على أخذ زمام المبادرة لحشد جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للشروع في تنفيذ القرارات والتوصيات الخاصة بالأمن المائى والصادرة عن مؤتمرالمناخ (COP27) الذى عقد فى نوفمبر 2022 بشرم الشيخ.
ولفت إلى أنّ مجابهة تحديات المياه هي مهمتنا الأساسية لضمان استمرارية الأجيال المقبلة والتنمية المستدامة، لا يمكن أن تقوم دولة أو منظمة بمعالجة تلك التحديات بمفردها، الأمر الذي يجعل المشاركة من جميع أصحاب المصلحة والتعاون بين الدول هو الأساس للتصدي لتحديات المياه.