جامع تراث النقشبندي: موهبة نادرة بالإنشاد.. وصوته الأعذب في الدعاء مكون من 8 طبقات

كتب: رفيق محمد ناصف وعاصم هشام

جامع تراث النقشبندي: موهبة نادرة بالإنشاد.. وصوته الأعذب في الدعاء مكون من 8 طبقات

جامع تراث النقشبندي: موهبة نادرة بالإنشاد.. وصوته الأعذب في الدعاء مكون من 8 طبقات

أكد المهندس رضا حسن، جامع تراث الشيخ سيد النقشبندى، أن الشيخ النقشبندى حالة نادرة فى الإنشاد الدينى، وخبراء الأصوات أجمعوا على أن صوته من أعذب الأصوات التى قدّمت الدعاء الدينى، فالله وهبه مزماراً من مزامير داود.

وأوضح، فى حواره مع «الوطن»، أن الشيخ سجل 240 دعاءً رمضانياً لم يُسمع منها سوى 30 فقط، وأنه رغم رحيله منذ 46 عاماً ما زال هناك ارتباط روحى بينه وبين الشارع المصرى.. وإلى نص الحوار:

تاريخ طويل للشيخ النقشبندى فى الإنشاد والمدح.. حدّثنا عن تراثه؟

- مثّل الشيخ النقشبندى حالة نادرة فى الإنشاد الدينى على مر تاريخ المديح النبوى والإنشاد الدينى، كان علامة فارقة، فهو صاحب مدرسة فى المدح، ويُعتبر إمام المدّاحين ورائد مدرسة الإنشاد الدينى فى مصر والعالم، فتأثيره لا يتوقف على مصر، بل هناك انتشار عالمى لإنشاده، وخبراء الأصوات أجمعوا على أن صوته من أعذب الأصوات التى قدّمت الدعاء الدينى، فصوته مكون من ثمانى طبقات، وكان يقول الجواب وجواب الجواب، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، فقدّم عدداً كبيراً من الابتهالات والتواشيح الدينية والوطنية، وتسارع على حفلاته الدينية الملايين فى مصر والوطن العربى، فصوته الملائكى طربت له الآذان والله وهبه مزماراً من مزامير داود.

ماذا عن تراث الشيخ النقشبندى الذى لم يخرج للنور حتى الآن؟

- سجل الشيخ النقشبندى 240 دعاءً للإذاعة فى رمضان، يذاع منها 30 دعاءً فقط، ومؤخراً تم العثور على 5 أدعية أخرى، وباقى الأدعية جارٍ البحث عنها من أجل خروجها إلى النور، ورغم رحيل الشيخ قبل 46 عاماً، ما زال هناك ارتباط روحى بينه وبين الشارع المصرى والعربى، حيث يتمتع بمكانة كبيرة فى قلوب المصريين.

كان للشيخ النقشبندى حضور صوفى.. كيف تأثرت حياته بالتصوف؟

- كان الشيخ ينتمى إلى الطريقة الخلوتية الصوفية، وكانت له علاقة وثيقة الصلة بالعارف بالله سيدى أحمد البدوى، فترك الصعيد فى عام 1955، وفضّل الإقامة فى منزل بالقرب من مسجد السيد البدوى فى طنطا، وتحديداً فى حارة القصبى، وظل بها نحو 21 عاماً، حتى توفى وعمره 55 عاماً، بناءً على دعوة العارف بالله، الذى حضر له فى المنام وطلب منه المكوث فى طنطا.

كانت للشيخ النقشبندى علاقة قوية بالسيدة أم كلثوم.. حدّثنا عنها؟

- كان يحب السيدة أم كلثوم كوكب الشرق ويحب صوتها للغاية، وغنى لها رباعيات الخيام، فى حمص بسوريا، فبعد أن توجّه إلى مدينة حمص السورية وأنشد هناك «يا خالد العُرب» فى حُب الصحابى الجليل خالد بن الوليد، طلبه أحد أحبته وغنا عنده رباعيات الخيام، وكانت شيئاً مهماً فى تلك المرحلة، ولاقى استجابة كبيرة من الجماهير.

يُحكى أن الشيخ النقشبندى تنبأ بوفاته وكتب وصيته قبلها بيومين؟

- قبل وفاة الشيخ بيومين، كان موجوداً فى القاهرة من أجل قراءة القرآن الكريم فى صلاة الجمعة، وتأدية الأذان فى مسجد التليفزيون، وكتب ليلة الخميس وصيته، تحديداً يوم 12 فبراير 1976، حيث ذهب إلى منزل أخيه بالقاهرة، وتركها له، حيث أوصى بدفنه بجوار والدته فى البساتين، وإعطاء زوجته متعلقات المنزل، ولها مطلق الحرية فى الإقامة بالمنزل أو الذهاب إلى عائلتها، ولا داعى لإقامة العزاء، والاكتفاء بالنعى فى الصحف والجرائد، فكان الشيخ النقشبندى من أهل الصلاح والزهد.

وماذا عن علاقته بالرئيس الراحل محمد أنور السادات؟

- الرئيس السادات كان رجلاً ذواقاً، يحب الفن وعاشقاً للشيخ وصوته الملائكى، فكان يستمع إلى ابتهالات الشيخ النقشبندى وأدعيته، وعقب توليه رئاسة الجمهورية كانت بينهما علاقة وطيدة، ومن المواقف التاريخية أن الرئيس الراحل السادات استدعى الشيخ الراحل قبل حرب 6 أكتوبر 1973 بأيام، وكان بصحبته الدكتور محمود جامع، طبيب الباطنة المعروف فى طنطا والصديق المقرّب للرئيس الراحل السادات، وطلب منه بث الحماس فى نفوس الجيش، وكان لذلك تأثير إيجابى فى نفوس الجنود، وكذلك طلب الرئيس السادات خلال عُرس ابنته من الموسيقار الكبير بليغ حمدى والشيخ النقشبندى التعاون فى ما بينهما، وأسفر هذا التعاون عن 15 نشيداً بالموسيقى وأشهرها «مولاى»، كما كرّمه الرئيس السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى.

مشاركته فى فيلم سينمائى

بالفعل كان ذلك فى فيلم يحمل اسم «الطريق الطويل»، شارك فيه الشيخ والفنان عبدالبديع العربى، وشاركه شقيقه الأكبر إبراهيم النقشبندى، وكانت قصة الفيلم حكاية رحلة أولياء الله الصالحين، بداية من السيد البدوى وحتى عبدالرحيم القناوى، ومن إخراج مصطفى كامل البدرى، وألحان الموسيقار حسين فوزى، وتم تصوير الفيلم فى استوديو مصر بالقاهرة، وكان فيلماً راقياً جداً، وللأسف لم يُذَع حتى الآن، وألقى الشيخ 4 قصائد إنشادية فى الفيلم.

 


مواضيع متعلقة