شيخ المداحين: إبداع «النقشبندي» خالد في الوجدان وبدايته كانت بمولد الإمام «الراضي»

شيخ المداحين: إبداع «النقشبندي» خالد في الوجدان وبدايته كانت بمولد الإمام «الراضي»
- الشيخ عبدالرحيم دويدار
- شيخ المداحين
- النقشبندي
- شيخ العرب
- المبتهل الأعظم
- مولاى إنى ببابك
- الوطن
- ذكرى النقشبندي
- الشيخ عبدالرحيم دويدار
- شيخ المداحين
- النقشبندي
- شيخ العرب
- المبتهل الأعظم
- مولاى إنى ببابك
- الوطن
- ذكرى النقشبندي
قال الشيخ عبدالرحيم دويدار، شيخ المداحين والقارئ والمبتهل بالإذاعة المصرية، إن الشيخ سيد النقشبندي من القمم الخالدة فى وجدان الشعب المصرى وظاهرة فريدة لن تتكرر، وكان ذواقاً فى اختيار نصوصه الإنشادية وأبهر الشعراء فى سوريا ومصر والعالم العربى. وأكد «دويدار»، خلال حواره مع «الوطن»، أنه عاصر الشيخ سيد النقشبندى لمدة 21 عاماً، فكان رجلاً صادقاً مع ربه وذا بصيرة وورع وصاحب إيمان قوى.. وإلى نص الحوار:
تاريخ طويل للشيخ النقشبندى فى المدائح والإنشاد.. حدّثنا عن شخصية إمام المنشدين.
- عاصرت الشيخ سيد النقشبندى لمدة 21 عاماً، وصرنا صديقين لا نفترق إلا لعمل، فلم يكن الشيخ سيد النقشبندى مجرد منشد وإنما كان أسطورة للإنشاد، وكان ظاهرة فريدة لن تتكرر، فمنذ وفاته سنة 1976 لم يأتِ صوت يشبه صوته فى قوته، فقد اختصه الله بقوة صوتية، وكان من القمم الخالدة فى وجدان الشعب المصرى، مثل السيدة أم كلثوم والأستاذ محمد عبدالوهاب وغيرهما، فكان رجلاً صادقاً مع ربه وذا بصيرة، وكانت وصيته قبل وفاته أكبر دليل على ذلك، فكتبها قبل وفاته بيوم واحد، فكتبها يوم الجمعة ووافته المنية السبت وكان أذانه الشهير قد سجله يوم الخميس السابق لوفاته مباشرة، وكان ورعاً وصاحب إيمان قوى وذواقاً فى اختيار نصوصه الإنشادية، وأبهر الشعراء فى سوريا ومصر والعالم العربى، لأنه كان يتذوق الشعر فى أدائه، وكان يدعونى إلى إلقاء القصائد لتجربتها.
ما أكثر المواقف التى لا تُنسى مع الشيخ سيد النقشبندى؟
- عندما تنحى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد حرب 1967 وخرج الشعب فى تظاهرات تطالبه بالتراجع عن قراره فى أنحاء مصر، أخبرنى بأنه يريد إلقاء فقرة بارتجال وأراد منا مشاركته فيها، فقال النقشبندى «مبايعة يسر لها الفؤاد» وقُلت «وأفراح تمر بها البلاد»، وكان هذا أول عمل يجمعنى به كشعر، أما أنا فكتبت له قصيدة بخط يدى بمناسبة بناء السد العالى، وألقاها «النقشبندى» عام 1969، أثناء حفل أضواء المدينة بجانب أننا تزاملنا فى الدراسة عدة سنوات ولا أنسى مواقف المرح التى جمعتنا.
جمعتكما ذكريات فى مدينة طنطا، حدّثنا عنها.
- جمعتنا ذكريات جميلة وتفاصيل لا تُنسى فمن عادات الشيخ سيد النقشبندى أنه كان لا ينام ولا تغمض له عين إلا بعد الانتهاء من صلاة الفجر، وهى العادة التى تعلمتها منه، وسرت على هذه الوتيرة طوال سنوات عمرى، ولا أنسى خفة ظله فى فجر كل يوم كان يقول «ما تيجى نصبّح على أبوسنة»، وهو صاحب أحد مطاعم الفول والطعمية فى مدينة طنطا، نذهب إليه وقت استعداده برص طاولات الطعام، وكان يحضر لنا فطاراً ننتهى منه ثم نتوجه إلى «القهوة الأحمدية» لتناول مشروب الشاى بالقرب من مقام شيخ العرب السيد أحمد البدوى، ننتظر بائع الجرائد، ومن المواقف الطريفة كان الشيخ النقشبندى يشترى صحيفة «الأهرام»، وبمجرد أن يمسك بأوراق الصحيفة يقرأ الصفحة الأخيرة، فكنت أساله لماذا تذهب إلى الصفحة الأخيرة مباشرة لتقرأها؟ فيرد بقوله «باشوف الأموات.. دى صفحة الأرزاق».
كان الشيخ النقشبندى مبتهلاً وفى الوقت نفسه قارئاً للقرآن، كيف حدث هذا المزج؟
- كان الإنشاد يرافقه طوال حياته فى الجلسات والمناسبات، وكان محباً للابتهال، وفى الوقت نفسه كان قارئاً للقرآن الكريم بطريقة لا يمكن وصفها، وكان ينضم إلى جلسات الطريقة الحامدية الشاذلية وبداية مدحه جاءت فى مولد سيدى سلامة الراضى، حيث قرأ القرآن الكريم فى المولد، ثم طلب منه عدد من الإذاعيين وقراء القرآن الحاضرين وقت الاحتفالات أن يُنشد ويبتهل فى وجودهم ويطربهم، وانطلق من بعدها الشيخ سيد فى الإنشاد، وبالمناسبة هناك مفاجأة لا يعلمها إلا قليلون، فالشيخ سيد النقشبندى لم يكن من المبتهلين المعتمَدين بالإذاعة، وانتقل إلى جوار ربه ولم يكن من منشديها، والتسجيلات الشهيرة له والتى حققت شهرة واسعة فى مصر والعالم العربى كانت بمجهودات من المقرّبين منه والمحبين له، وجميعها سُجلت تحت بند «مطرب».
قارئ ومنشد فى التليفزيون
الشيخ النقشبندى اعتُمد قارئاً ومنشداً فى التليفزيون، أما فى الإذاعة فلم يُعتمد فيها إلا «مطرب»، وظل الشيخ مبتهلاً طوال حياته، حتى يوم وفاته، فكان يوم الجمعة السابق لوفاته على موعد مع قراءة الجمعة على الهواء تليفزيونياً، وودّعنى حين كنا فى عزاء سائق كان يشارك فيه، ووقت خروجنا أخبرنى بأنه ذاهب إلى القاهرة، وسألنى إن كنت أريد الذهاب، وكنت أشعر بإجهاد، ولم نذهب معاً فاتجه من طنطا إلى القاهرة مع أحد أصدقائنا يُدعى الشيخ حامد، فسجّل الأذان وقضى اليوم فى منزل شقيقه بالعباسية، فشعر بإعياء، وبمجرد شعوره بالتعب قرر أن يكتب وصيته يوم الجمعة.