المونولوج فن تراثي اشتهرت به مصر.. «القص»: سموني صاروخ النكتة ولفيت الدنيا كلها

كتب: محمد عبدالعزيز

المونولوج فن تراثي اشتهرت به مصر.. «القص»: سموني صاروخ النكتة ولفيت الدنيا كلها

المونولوج فن تراثي اشتهرت به مصر.. «القص»: سموني صاروخ النكتة ولفيت الدنيا كلها

اندثر فن المونولوج الذي يعود لسنوات طويلة مضت، وهو أحد أشكال فنون المسرح وأبرزها خلال القرن الماضي، إذ يقف شخص يتحدث إلى عامة الجمهور، يطلق النُكات والمواقف الكوميدية على المسارح وفي الحفلات والأفراح، ومن زمن إلى آخر، تطورت التكنولوجيا، وأصبح لا وجود للمونولوج والمونولوجست، ذهبت نكاتهم طي النسيان، ومن أضحكوا الناس لسنوات، لم يعد يتذكرهم أحد.

أحد أشهر فناني المونولوج في مصر خلال حقبة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، المونولوجست مسعد القص، ابن محافظة الإسماعيلية، تحدث لـ«الوطن» حول تاريخه الطويل واندثار المونولوج، إذ بدأ شهرته في نهاية سبعينيات القرن الماضي، حين قدمه الفنان الراحل حسين مكي، صاحب فرقة موسيقية بالإسماعيلية.

يحكي «القص»: «كل فناني الإسماعيلية كان لهم فضل عليا، أبرزهم حسين مكي، لما قدمني للناس وبدأت أقول نكات ومواقف، مكنتش لسه اتدربت بس قدرت أثبت نفسي وقتها، بدأت الناس تحبني، ومن هنا عرفوني، وكل فرح الناس تقول هاتوا مسعد القص».

25 قرشًا.. أول أجر تقاضاه المونولوجست مسعد القص

كانت تنقسم معظم الأفراح قديمًا إلى نصفين، الأول للمطرب والآخر للمونولوجست، فيصعد مسعد القص على المسرح لإلقاء فقرته، يطلق الفكاهة ويقلد الفنانين، فيرسم البهجة والسعادة على وجوه الحاضرين، وأول أجر تقاضاه كان 25 قرشًا: «كان المطرب يعني وبعدين الفكاهة، فقرتي كانت بعد المطرب، يقولوا دخل مسعد القص يضحكنا».

أول شريط مونولوج لمسعد القص.. أنتج عام 1981

أول شريط لمسعد القص كان عام 1981، أنتجته شركة صوت الموسيقى، من هنا كانت انطلاقته نحو الشهرة، بدأ من الإسماعيلية حتى صار نجمًا مشهورًا: «الشريط بتاعي مصر كلها اشتريته وهو اللي شهرني أكتر، وعملت 7 شرائط، آخر شريط كان سنة 1990»، وبعد تاريخ طويل، لم يترك محافظة في مصر إلا وزارها، من الإسكندرية حتى أسوان، وكانت نهاية «القص» مع المونولوج منذ 7 سنوات تقريبًا بسبب حالته الصحية واندثار الفن في مصر.

وصفه الجمهور بـ«صاروخ النكتة».. ويصف نفسه بـ«الخفيف الريشة»

لم تقتصر حفلات المونولوجست في مصر فقط، بل كان لليبيا وإيطاليا نصيب من نكاته وفكاهته، فزارها 4 مرات خلال حفلات أقيمت خصيصًا له، فكان يصفه الجمهور بـ«صاروخ النكتة»، بينما يصف هو نفسه بـ«الخفيف الريشة»: «روح ليبيا وإيطاليا 4 مرات وره بعض، كنت شاطر وخفيف، كنت ريشة، كان في منافسين ليا كلهم وقفوا شغل وبطلوا، مونولوجستات كتير لطلت شغل بسببي، كانت الناس في الحفلات تقول لي استني متتكلمش لغاية ما نروح نجيب حاجة أو نعمل حاجة ونيجي عشان مايفوتهمش حاجة».

تغير الماضي عن الحاضر كثيرًا، فلم يعد لفن المونولوج وجود، وكانت نهايته على أيدي «الدي جي»، ولو عاد لما التفت إليه أي جمهور، وفقًا لـ«القص»: «لو رجعت دلوقتي مش هعرف اشتغل، الجمهور اتغير والناس غير الناس، زمان مش زي دلوقتي، لو قلت نكتة من نكتي محدش هيضحك، الناس هتركز في الموبايل ومش هتركز معايا، زمان كان بينتبهلك، ومش هقدر أرجع دلوقتي لأني نسيت اللي كنت بقوله».

المونولوج من أصعب الفنون المسرحية

يرى «القص» أن فن المونولوج من أصعب الفنون في مصر، أصعب من التمثيل والغناء، لأنه قائم على الفكاهة وإضحاك الجمهور، فمهمة المنولوجست هي رسم الابتسامة، بحسب ما قاله لـ«الوطن»: «أنت بتضحك ناس مهمومة، دي مهمتك ناس، وكنت مبسوط وأنا بضحك الناس طبعًا والناس زمان كانت بتعرف تضحك».


مواضيع متعلقة