«بالأوشحة الخضرا.. والطواقي البيضا» مريدو «سلامة الراضي» يُحيون ذكرى مولده

«بالأوشحة الخضرا.. والطواقي البيضا» مريدو «سلامة الراضي» يُحيون ذكرى مولده
- الحامدية الشاذلية
- الطريقة الحامدية الشاذلية
- عدد الوطن
- الحامدية الشاذلية
- الطريقة الحامدية الشاذلية
- عدد الوطن
لموالد آل البيت والأولياء والصالحين مكانة سامية فى التاريخ، فهى بمثابة أعياد وأفراح، ومتنفس للمحبين، تعبّر عن وفاء صادق وحب لا تدفعه مصلحة دنيوية أو أغراض ذاتية ولكنها لقاء فى الله ولله، حباً فى أولياء الله.
بمنطقة بولاق، حيث مسجد الإمام، وقف المريدون بالخارج ينتظرون الدخول لزيارة مقام الإمام سلامة الراضى، وخلفائه من بعده، وسط حالة روحانية طيبة.
بعد زيارة مقام الإمام ومقامات خلفائه، وقراءة الفاتحة والدعاء، يدخل المريدون حلقات الذكر والمدح والدروس. ينشغل الجالسون بخطب سادة الطريقة، والمشايخ والعلماء، يستمعون بشغف إلى ما يُقال داخل الحضرة، لا صوت يعلو على الذكر، ينشدون فى مدح النبى بعد انتهاء الخطبة، يعلمون جيداً أن هذا العمل تقرّب إلى الله، حتى مطلع الصباح موجودون بحب داخل المسجد.
ويرتبط الاحتفال بذكرى السيد سلامة الراضى بالمدائح التى ألقاها الشيخ سيد النقشبندى فى أحد الاحتفالات بمولده، وما زالت تتردّد فى مولده إلى اليوم، ويقول فيها «يا سيدى سلامة الراضى حرام علينا المنام.. والراضى داعينا.. مين اللى يقدر ينام.. عن قرب محبوبه».
الموالد وفقاً للطرق الصوفية تُذكّر الناس بربهم وبنبيهم، وبأحباب الله وأوليائه، والذكرى تنفع المؤمنين، فهى تعبير صادق عن مكانة التصوف وأثره فى القلوب والنفوس المطمئنة. للشيخ سلامة الراضى وأبنائه مكانة خاصة فى نفس المريدين، فهم صورة مشرقة ومشرّفة للتصوف ورجاله، ومنهجهم خير وبر وتقوى، ومنبر للعلم والمعرفة، وساحة للوعظ والإرشاد وحلقة للذكر. «الوطن» رصدت خلال جولة قامت بها بمسجد الشيخ سلامة الراضى تجمع المئات بعد صلاة المغرب، حيث أقاموا حضرة وجلسة ذكر وإنشاد صوفى فى حلقة ضمت القادمين من المحافظات، والذين حرصوا على الاحتفال بمولده رغم بروده الطقس وموجات الطقس السيئ التى كانت قد ضربت البلاد منذ أيام.
طقوس الاحتفال بمولد الإمام سلامة الراضى بتكون متعدّدة وتتضمّن قراءة مقاماته، لكونه مؤسس الطريقة، حيث يبدأ الاحتفال بابتهالات لفرقة الإنشاد الصوفى التابعة للطريقة، ومقامات الإمام، خاصة المحفوظة فى المنطقة الأحمدية، حسب الحاج حسام على من محافظة الغربية، والذى يشير إلى أن المئات من مريدى الطرق الصوفية يحضرون المناسبة، تقديراً منهم بإسهامات مؤسس الطريقة وما قدمه من كتب أثرت الخطاب الصوفى. يقول الحاج أحمد محمد من محافظة سوهاج: «منهجنا قائم على الحب، ولا يمكن لأحد أن يفرّق بيننا، لأن منهجنا قائم على الإخاء ولا يوجد بيننا فرق بين غنى ولا فقير، وبنيجى نعمل الحضرة داخل المسجد وغير مسموح بالخروج فى الشوارع للاحتفال خلال مولد الإمام سلامة الراضى، لأن الأمر يقتصر على الذكر والحضرة داخل المسجد».
يُمسك بطرف الحديث محمد عيد من محافظة السويس، أحد المحبين، ويقول إن خلفاء الإمام سلامة الراضى يرفضون جميع مظاهر الاحتفال التى تتم فى الموالد بشكل عام، لكونها لا تمثل الدين فى شىء، يكتفون فقط بالحضرة والذكر داخل المسجد: «بنعبّر عن حبنا بالذكر ومدح سيدنا النبى وإطعام الطعام وإقامة الحضرات، وبنلف مصر كلها علشان نحتفل مع الأحباب».
تقتصر مظاهر احتفال أبناء الطريقة الحامدية الشاذلية على حلقات الذكر داخل المسجد بعد أن يرتدى الجميع «الطواقى» البيضاء والأوشحة الخضراء، ويظلون هكذا حتى الليلة الكبيرة، وبها تأتى الفرق الدينية للمشاركة فى الاحتفال داخل المسجد أيضاً، لا أحد يقف فى الشارع، ولا يُسمح للباعة الجائلين بالبيع: «مفيش اختلاط بين الرجال والنساء، خلافاً لمظاهر الاحتفال فى بعض الموالد، اللى بيكون فيها بدع، ولكننا لا ننقص من قدر أحد».
يُمسك بطرف الحديث محمود عادل، من محافظة القليوبية، ويقول إن الشيخ سلامة الراضى بالنسبة لهم يمثل كل شىء، لكونه وضع قواعد المنهج الذى يتبعه المريدون حتى الآن، معتبراً أن الطريقة الحامدية الشاذلية تحث على الحب دون النظر إلى الاختلاف.
وعن طبيعة التصافح وطريقته. يقول مصطفى حسين من محافظة المنوفية إن تصافح اليد يكون بطريقة مختلفة عن التصافح التقليدى، حيث يقبّل كل طرف من طرفى المصافحة يد الطرف الآخر، وهذا بهدف أن يشعر الفقير بأنه مثل الغنى، لا فرق بينهما فى أى شىء: «بنسلم على بعض بالحُب والقبلات، لأن طريقة التصافُح بالشكل ده فيها ود وحب، وفيها تعاليم التسامح والمحبة والتعاون بين الناس».
وحسب «حسين»، فإن للطرق الصوفية بشكل عام نحو 256 مولداً خاصاً بكل طريقة صوفية يحتفل فيها أتباع كل طريقة بذكرى مؤسسيها أو تأسيسها، أما الموالد العامة فهى الموالد المتعلقة بآل البيت وأقطاب الصوفية الكبار المؤسسين لمنهج الصوفية فى مصر، ومنهم الأئمة مولانا أبوالحسن الشاذلى، مؤسس الطريقة الشاذلية، ومولانا إبراهيم الدسوقى، مؤسس الطريقة البرهامية، ومولانا أحمد البدوى، مؤسس الطريقة الأحمدية، ومولانا الإمام الرفاعى، مؤسس منهج الطريقة الرفاعية، ليكون مجموع الطرق التى تتبع هؤلاء 74 طريقة صوفية.