«سمّيعة القرآن» عشاق لإبداع القراء المصريين.. و«الإذاعة» وجهتهم المفضلة

«سمّيعة القرآن» عشاق لإبداع القراء المصريين.. و«الإذاعة» وجهتهم المفضلة
- سميعة القرآن
- كبار القراء
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الشيخ محمد رفعت
- سميعة القرآن
- كبار القراء
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الشيخ محمد رفعت
«إذاعة القرآن الكريم من القاهرة» صوت رخيم ينطلق عبر أثير موجات الإذاعة الشريفة، يتسلل بين قلوب تعلقت بسماع تلاوات قرآنية عذبة من كبار المقرئين، ينسجمون فى حالة روحانية تصفى أذهانهم وكأنهم خرجوا من حياة مادية جامدة لحياة يهيمون فيها، على هذا النحو تربت الأجيال على حب الإذاعة التى أُسست قبل العام 1964، تارة يستمعون لبرامج ألقت فى أنفسهم معانى وقيماً دينية، وتارة أخرى تنجذب مسامعهم لكبار القراء يلتقطون أحكام التلاوة، وبين هذا وذاك من أخذته وسائل الحياة الحديثة بعيداً عن الإذاعة لكنها تركت بصماتها المضيئة بداخلهم.
ياسر الكرماني: الكُتاب أول الطريق لتذوق جمال التلاوة المصرية وحفظ القرآن
من مسجد القرية، قرية طحانوب شبين القناطر قليوبية، ما زال المشهد المحبب محفوراً فى قلب المهندس الخمسينى ياسر الكرمانى، متذكراً جلوسه فى حلقة دائرية مع أطفال القرية يتعلمون القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وأحكام تلاواته المختلفة على يد مدرس اللغة العربية عبدالفتاح جادو رحمه الله «كنا بنقعد مع أستاذنا فى المسجد نسمع القرآن لكبار المشايخ.. اتعلمنا حب القرآن والتلاوة وعرفنا يعنى إيه مقامات موسيقية ويعنى إيه سماع». من هنا بدأ الصغير، آنذاك، ينجذب لحب الاستماع لإذاعة القرآن الكريم، تلك المسيطرة بأثيرها على أرجاء المنزل البسيط، «إحنا اتربينا على الإذاعة وبرامجها»، يتذكر الرجل الخمسينى قيمة الإذاعة وقتها، التى ضمت الاختيارات الجيدة والمتعددة للبرامج والإذاعيين. «القارئ الراحل أبوالعينين شعيشع» كان الأقرب لقلب المهندس الشاب، يتذكر جيداً حين ترجل مسرعاً من وسيلة النقل حتى يتمكن من مواصلة الاستماع لقارئه المفضل «كنا بنستمتع بتلاواته المميزة».
«آمال»: الإذاعة شغالة طول الوقت في البيت للاستمتاع بالمشايخ المصريين
ربما لم يختلف مشهد تأثر السيدة الخمسينية آمال محمد، بإذاعة القرآن الكريم كثيراً، فهى الإذاعة التى ما زالت تملأ أرجاء المنزل بالهدوء والسكينة، فمنذ زواجها قبل 30 عاماً، اعتادت على تشغيلها دون توقف، لتزيد من التعلق بحبها «بنصحى على أذان الفجر من الإذاعة».
فمنذ أن كانت «آمال» فتاة فى منزل والدها، وهى اعتادت على سماع إذاعة القرآن الكريم، لتغرق فى حب النقشبندى بصوته الأخاذ فى إنشاده مع أذان الفجر، وتسبح فى بحر التلاوات بين كبار القراء «بحب صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. والشيخ محمد رفعت دول الأقرب لقلبى».
ارتباط «آمال» بحب الاستماع للقرآن الكريم من الإذاعة خلق بداخلها المزيد من التعلق بمعرفة تلاواته وأحكام التجويد، وهو ما جعلها تسعد كثيراً بإعادة المقارئ القرآنية التى وجدت قديماً فى شكل أشبه بالكتاتيب «زمان كنا بنعلم أولادنا فى الكُتاب ويروحوا المساجد عشان يقرأوا القرآن صح.. يا ريت تتعمم فى كل المساجد ونرجع تانى نسمع القرآن ونحفظه فى المساجد».
وعن هذا المشهد تحدث أحمد جمال، رجل ستينى، تربى على إذاعة القرآن الكريم منذ أن كان طفلاً فى منزل والده، ما زال يتذكر جيداً الصوت العبقرى للشيخ محمد رفعت وقت أذان مغرب رمضان، ليعيد المشهد ذاته مع أبنائه وأحفاده، فهو ما زال حريصاً على الاستماع للتلاوات القرآنية قبل إفطار شهر رمضان «أكتر حاجة بتفكرنى برمضان زمان ميبقاش رمضان من غيره». وصف الرجل الستينى برامج إذاعة القرآن الكريم قديماً بالبوابة الدينية التى تربت عليها الأجيال، منها برنامج قطوف فى حدائق الإيمان، وبرنامج طلائع الإيمان، كما أنها الوسيلة التى علمت الكثيرين التلاوات الصحيحة للقرآن الكريم «الإذاعة كانت بتعلمنا النطق الصحيح لآيات الله والتجويد والقراءات».