مدرسة التلاوة المصرية.. أجيال من «كبار القراء» تتوارث خدمة كتاب الله

كتب:  سعيد حجازى وإسراء سليمان

مدرسة التلاوة المصرية.. أجيال من «كبار القراء» تتوارث خدمة كتاب الله

مدرسة التلاوة المصرية.. أجيال من «كبار القراء» تتوارث خدمة كتاب الله

تتمتع المدرسة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمنزلة كبرى، إذ تُعد المدرسة الأقدم فى التلاوة، فقديماً قالوا إن القرآن نزل فى مكة، وقُرئ فى مصر، إشارة إلى عراقة المدرسة المصرية، فهى جزء لا يتجزّأ من التراث المصرى، كما تتميز بعدد لا حصر له من القراء أصحاب الأصوات المميزة، حيث تحتوى على سلاطين فى تلاوة القرآن الكريم، حول العالم، والذين يطلق عليهم قراء الجيل الذهبى فى مصر، على رأسهم الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمود صديق المنشاوى، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود خليل الحصرى، وغيرهم ممن أسّسوا المعالم الأساسية للمدرسة المصرية فى تلاوة كتاب الله، والتى ستظل منبراً لصوت الإسلام وواحة للآذان المتعطشة للتمتّع والأنس بكلام الله سبحانه وتعالى.

 «جمعة»: يجتازون عتبات الأذن ليصلوا بالمتلقى إلى قمة النشوة القرآنية

بدوره، قال د. على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن قراءة القرآن من العادات المحبّبة إلى المصريين وتتوهج هذه العادة فى شهر رمضان الكريم‏، والمقارئ المصرية جزء لا يتجزأ من التراث المصرى‏، وتتميز مدرسة التلاوة المصرية بعدد لا حصر له من القراء أصحاب الأصوات المميّزة التى جمعت بين: حلاوة الصوت، والتمكّن من الأداء، والحفظ التام للقرآن، والدراسة الدقيقة لفن التجويد من إدغام وإظهار وتنوين ومد وغيرها من أحكام التلاوة، فهم كما قال عنهم شيخ مشايخ كردستان فى كتابه «أفضل قراء القرآن» إنهم -أى القراء المصريين- يجتازون عتبات الأذن ليصلوا بالمتلقى إلى قمة النشوة القرآنية ليتخيل أنه يسبح فوق نهر من لبن.

«الأزهري»: مدرسة نجحت في تقديم الحالة المصرية بجميع أنحاء الأرض

وقال الشيخ أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد علامة مضيئة وشمس ساطعة فى سماء تلاوة القرآن العظيم، إذ كان موهبة فائقة وصاحب حنجرة ذهبية تألقت وصدحت بآيات الذكر الحكيم حتى أطربت وجدان العالم بأسره، مشيراً، فى تصريحات له، إلى أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد كان أحد الكواكب البديعة التى أبدعت فى تلك الحقبة من تاريخ مصر. واستطرد: «الشيخ محمد رفعت كان فى زمن متقارب قبل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وكان رأس مدرسة التلاوة فى مصر، وتلك المدرسة هى مدرسة مصرية أصيلة تقرأ بإتقان، كما أنها كانت متقنة إتقاناً عظيماً فى أحكام التجويد ومخارج وصفات الحروف، ونجحت فى تقديم الحالة المصرية بكل أنحاء الأرض».

بدوره، قال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مصر خادمة للقرآن الكريم، وستظل على مر التاريخ، والقرآن الكريم احتفى بمصر، فذُكرت فى القرآن الكريم بشكل صريح 5 مرات، مضيفاً: مصر حافظت على تراث جيل من حفظة كتاب الله لا نظير له، وتاريخ عظيم من العطاء وتُعد المدرسة المصرية إحدى أهم وسائل خدمة القرآن الكريم، حيث تتميز بما لديها من سجلات لقامات فى التلاوة صوتاً وعلماً وأداءً، وكذلك الجيل الجديد من قراء القرآن الكريم، داعياً إلى مزيد من العطاء للقرآن الكريم من خلال الجيل الجديد، وكذلك إبراز شرح لمعانى القرآن الكريم فى المقارئ، ليكون المتلقى والحافظ فاهماً لمقاصد القرآن الكريم، وحتى لا يقع فريسة لتفسيرات جماعات متطرفة تضع التفاسير حسب الهوى والغرض، مما يؤدى إلى تشويه المعنى الحقيقى وإعطاء صورة غير صحيحة.

وأكد عضو «الشئون الإسلامية» أن المدرسة القرآنية المصرية حباها الله بأرواح زاكية وحناجر ذهبية جعلت قراءها عظاماً وسادةً، تحوّلت إليهم أسماعنا وأنصتت إليهم قلوبنا؛ فهم يقرأون القرآن كأن الله أعطاهم من مزامير داود، فالعالم كله يستمع للسادة الكبار الشيوخ المنشاوى والحصرى وعبدالباسط والبنا ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت وطه الفشنى، أحيوا القلوب والأرواح بنور القرآن الكريم. وأوضح «هندى» أن مصر تزهو اليوم بإذاعة القرآن الكريم وقناة «مصر قرآن كريم» لتكونا بوابة إحياء مدرسة التلاوة المصرية.


مواضيع متعلقة