مقرأة «الحصري».. شباب وأطفال ينفذون وصيته في تلاوة كتاب الله

مقرأة «الحصري».. شباب وأطفال ينفذون وصيته في تلاوة كتاب الله
- الشيخ الحصرى
- مقرأة الحصرى
- حفظة كتاب الله من الأولاد والبنات
- مدرسة التلاوة المصرية
- الشيخ الحصرى
- مقرأة الحصرى
- حفظة كتاب الله من الأولاد والبنات
- مدرسة التلاوة المصرية
حلقات دائرية يتراصون حول بعضهم البعض كأنها مجالس تحفُّها الملائكة، يجمعهم حب القرآن الكريم وتلاوته على طريقة شيخهم المحبّب الراحل محمود خليل الحصرى، فبداخل مسجده فى مدينة ٦ أكتوبر، حيث تنعقد عدة مجالس تدور جميعها فى حفظ كتاب الله وتلاوته الصحيحة، تنجذب إليها فئات عمرية مختلفة من الصغار للكبار، اقتطعوا من يومهم ساعات قليلة، لكنها الأقرب والأحب إلى قلوبهم.
«ليلى»: باجي المقرأة من 22 سنة ودلوقتى بقيت معلمة تجويد
يلاصق مسجد الشيخ الحصرى الدار المخصّصة للقرآن الكريم، وفى إحدى القاعات التى حملت اسم الشيخ الحصرى، حيث توجد معلمة التجويد للقرآن، ليلى السيد، برفقة تلاميذها من النساء، بمختلف أعمارهن، تستقبلهن بابتسامة معهودة تطمئن على أحوالهن ومراجعتهن لما ألقته فى أنفسهن من دروس التجويد للقرآن الكريم.
قبل ٢٢ عاماً ما زالت تتذكر ليلى السيد، دخولها للمرة الأولى مسجد الشيخ الحصرى، تزامن ذلك مع شهر رمضان المبارك، حيث استمعت إلى الآيات القرآنية التى أطربت قلبها بالمزيد من التلاوة «كنت حاسة كأنى أول مرة أسمع القرآن الكريم.. صوت حلو وواضح».
وما إن انتهى الشهر الكريم حتى عاهدت نفسها على حفظ كتاب الله، رغم ما ظنّت به من صعاب فى بداية الأمر. طوال عامين كاملين أتقنت «ليلى» حفظ كتاب الله، وأعقبتهما بعامين آخرين لدراسة القراءات الصغرى والكبرى والمتشابهات حتى أصبحت قادرة على تحفيظ طلابها للقرآن بالتجويد، لتبدأ معهم بالاستماع إلى الشيخ الحصرى: «أى طالبة تيجى تتعلم.. باقول لها تسمع الأول المصحف المعلم للشيخ الحصرى».
انتهت معلمة القرآن من حديثها مع «الوطن» وبدأت فى استعدادها لبدء الدرس مع طلابها، من بينهم سحر مختار، السيدة الأربعينية، التى حرصت على حضور مجالس المقرأة والتجويد، منذ شهر فبراير الماضى، بعدما قرّرت الاستقالة من عملها والتطوع للعمل الخيرى وحفظ كتاب الله.
«من زمان كنت باجى هنا أصلى وأمشى.. ماكنتش أعرف عن المقرأة.. أول ما عرفت كنت لازم آجى» تحرص «سحر» على الالتزام بالمجالس القرآنية على مدار ٣ مرات فى الأسبوع «باجى المقرأة يومين، ويوم درس التجويد وبدأت أتعلم القراءة الصحيحة لكل حرف وحركاته».
راحة نفسية كبرى تشعر بها السيدة الأربعينية منذ دخولها الدار جعلتها تحرص على الاستمرار فى هدفها نحو ختم حفظ كتاب الله بالتجويد والقراءات، بعدما أتمت طوال الأربعة أشهر حفظ جزء عمّ: «ناوية أكمل التجويد والقراءات لأن المكان هنا بيشجعنى أوى.. من أول ما تدخل مش بتسمع غير القرآن».
«فرحة»: سبت المنيا وجيت مقرأة الحصري للتلاوة الصحيحة
وفى الغرفة ذاتها، حيث كانت الصغيرة فرحة ياسين، ١٦ عاماً، التى حضرت من المنيا برفقة أسرتها للعيش بالقرب من مسجد الحصرى، حيث دراسة القرآن فى مجالس الدار. «كنت عايشة مع أهلى فى المنيا.. وهناك حفظت القرآن كله، لكن من غير تجويد ولا قراءة صحيحة»، الأمر الذى لم يُشعر الفتاة الصغيرة بالرضا رغم حفظها لكتاب الله كاملاً: «ماكنتش حابة طريقتى للحفظ».
معرفة شقيق «فرحة» بدار الحصرى للقرآن الكريم، شجّعتها على السفر إلى القاهرة لبداية رحلتها فى حفظ كتاب الله: «بدأت أسمع الشيخ الحصرى.. صوته جميل جداً، وواضح لكل كلمة وحرف»، ورغم صغر سن «فرحة» لكنها حريصة على استكمال مشوارها حتى تصبح معلمة للقرآن الكريم: «نفسى أحفظ القرآن كله بالقراءات والتجويد وآخد الإجازة فيه وأكون معلمة قرآن».
ورغم بلوغ عزة محمد عامها الستين، إلا أنها قررت المجىء إلى المقرأة والسير فى طريقها الجديد نحو حفظ كتاب الله، فهى الأمنية الوحيدة فى حياتها التى تحرص على تحقيقها. شعور بالراحة وهدوء فى النفس ينتابها عند التحاقها بالمقرأة التى تنعقد كل خميس، لتشعر بحلاوة القرآن وتلاوته بطريقة أشبه بالشيخ الراحل الحصرى: «باحس بالراحة، والحلقات هنا حلوة من زمان»، متمنية أن يحرص الشباب على المجىء إلى الدار والالتحاق بالمجالس القرآنية فى وقت مبكر «يا ريت يبدأوا من بدرى والكل يبدأ من بدرى.. أنا باندم دلوقتى لأنى مابدأتش من بدرى».
للأطفال نصيب كبير من مقارئ مسجد الحصرى، وفى إحدى الحلقات المخصّصة لهم، تجلس إيمان محمد، معلمة القرآن للأطفال، يجتمعون حولها فى حلقة أشبه بكتاتيب القرى، بعدما تزايدت أعدادهم فى النشاط الصيفى.
«أنا باعلم الأطفال والسيدات من ٢٠١٥»، فعلى مدار ٧ أعوام، تسير «إيمان» بخطوات ثابتة مع الأطفال فى حفظ كتاب الله، حتى وصل بعضهم إلى حفظ نصف القرآن، لتعيد عليهم قراءتهم بشكل مستمر زيادة فى التأكيد.
ربما للأطفال أسلوب خاص فى الحفظ عن الكبار: «نقرأ الآية ونرددها كذا مرة لغاية القراءة الصحيحة السليمة، ونسمع المصحف المعلم، وفى البيت لازم المراجعة باستمرار». شعور لم تتمكن «إيمان» من وصفه وهى وسط الأطفال تجتمع معهم على حفظ كتاب الله: «يعنى إحساس مايتوصفش، الأطفال أحباب الله أحسن حاجة فى الدنيا بتكون قاعد معاهم ويرددوا وراك القرآن.. إحنا بنجتمع على كتاب الله أحسن حاجة فى الدنيا».