قصة جريمة أبو النمرس.. «مسعد» دفع حياته ثمنا لدفاعه عن ابن الجيران

كتب: حسن سمير

قصة جريمة أبو النمرس.. «مسعد» دفع حياته ثمنا لدفاعه عن ابن الجيران

قصة جريمة أبو النمرس.. «مسعد» دفع حياته ثمنا لدفاعه عن ابن الجيران

بينما يستعد الأب للسفر، بحثا عن مصدر رزقه، سمع نجله يستنجد به من بطش جاره، وعلى الفور هرول الأب مسرعا، لحماية طفله الصغير، وبعد الفض بينهما، ودع الأب أسرته على أمل اللقاء القريب، ثوان معدودة وارتفعت أصوات مشاجرة بين طفل آخر وجاره، حينها ذهب الأب للدفاع عن الطفل، فهو شاهد به طفله الذي كان يستنجد به منذ لحظات من الشخص ذاته، وخلال الكلام نشبت بينهما مشاجرة حادة وجه خلالها الجار لكمتين متتاليتين في صدر الأب، ليسقط بعدها جثة هامدة لا حراك لها، وسط نظرات الحزن والأسى من جيرانه، فكأنه حجز تذكرته الأخيرة.

المشهد الأخير

دقائق قليلة فاصلة بين المشهد الأخير في حياة المجني عليه «مسعود جمعة» صاحب الـ 42 عاما، يعمل بائعا متجولا، ونقله إلى المستشفى أملا في إنعاش نبضات قلبه التي سكتت نتيجة الضربة التي تلقاها من جاره، ولفظ فيها أنفاسه الأخيرة، وجرى نقله إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي قررت انتداب الصفة التشريحية لبيان أسباب الوفاة.

بلاغ كشف الواقعة 

بدأت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة أبو النمرس بالجيزة، في التحقيق بالواقعة، بمجرد وصول بلاغ من أحد المستشفيات بوصول «مسعود جمعة» صاحب الـ 42 عاما، يعمل بائع متجول، متوفى إثر مشادة كلامية مع جاره في شارع العرب بدائرة القسم، وبينت التحريات أن المتسبب في وفاته جاره يدعى «حسام» وشهرته «حسام كفتة» عاطل، وتم ضبطه، وخضع المتهم لجلسة تحقيق واعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، واصطحبت الأجهزة الأمنية المتهمين إلى مسرح الجريمة للتمثيل بالصوت والصورة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وصدر قرار بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضي المعارضات 15 يومًا، مع طلب تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروف وملابسات الحادث.

أسرته تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة

«الوطن» تواصلت مع أسرة المجني عليه لكشف ملابسات الواقعة، واللحظات الأخيرة في حياته، قالت شقيقته: «الواقعة كانت يوم الأحد الماضي، بدأت عندما كان يلهو ابن شقيقي الصغير مع نجل جارهم المتهم وأثناء لعب الأطفال أقدم المتهم والد الطفل وانهال على إبن شقيقي بالضرب حتى أصابه بنزيف في رأسه، وعندما سأله والده (المجني عليه) ما الذي جعلك تعتدي على طفل بهذه الطريقة الوحشية؟ قال شتم ابني وتدخل أحد الجيران لتهدئة المشاجرة، وبعد دقائق قليلة وجدوا المتهم يعتدي على طفل آخر في الشارع ويضربه وعندما حاول زوجها أن يخلّص الطفل من يده اعتدى عليه بالضرب المبرح ووجه له لكمة في قلبه أنهت حياته:« أخويا كان طول عمره شقيان ومالوش في المشاكل وعمره مااتخانق مع حد من جيرنه ليه يتعمل فيه كده وأولاده يتيتموا بدري؟».

وأضاف شقيقه: «أخويا اتصل عليه يوم الواقعة وقالي تعالى حل نحل المشكلة اللي معايا، ومافيش دقيقة وبنته كلمتني تاني، وقالتلي ياعموا دا بابا أخدوه على المستشفى بيموت، وكنا حاجزين تذاكر للسفر لأسوان يوم الواقعة، أخويا عمره ما عمل مشكلة مع أي حد في المنطقة، والجميع يشهد له بالاحترام والأخلاق.. كلنا ثقة في القضاء المصري أنه هيرجع حق أخويا»، مطالبَا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم.

السجن من ثلاث إلى سبع سنوات

يقول المحامي علي هيكل، الخبير القانوني، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الجاني يُسأل عن جريمة ضرب أفضى إلى موت المعاقب عليها بنص المادة 236 من قانون العقوبات نصت على أن: «كل من جرح أو ضرب أحداً عمداً أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع».


مواضيع متعلقة