أستاذ العلوم السياسية: مصر شريك محوري لأمريكا بما تمتلكه من مقومات فاعلة بين قوى الشرق الأوسط

كتب: محمد حسن عامر

أستاذ العلوم السياسية: مصر شريك محوري لأمريكا بما تمتلكه من مقومات فاعلة بين قوى الشرق الأوسط

أستاذ العلوم السياسية: مصر شريك محوري لأمريكا بما تمتلكه من مقومات فاعلة بين قوى الشرق الأوسط

أكد د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والخبير فى شئون الشرق الأوسط، أن استهلال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن جولته إلى الشرق الأوسط بزيارة مصر يؤكد دور ومكانة القاهرة لدى الإدارة الأمريكية، والتى ترى أن القاهرة حليف لا يمكن الاستغناء عنه فى ظل توجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو منطقة جنوب شرق آسيا. ولفت «فهمى»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن الملف الفلسطينى يهيمن على زيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى مصر، والتى تدرك الإدارة الأمريكية أنها وحدها التى تملك الآليات التى تمكن من تنفيذ أى تفاهمات تتعلق بالوضع على الساحة الفلسطينية، وكذلك ما يتعلق بالجانب الإسرائيلى، مشيراً إلى تأكيد «بلينكن» سعادته بشراكة بلاده مع مصر.. وإلى نص الحوار:

ما أهمية الزيارة الحالية لوزير الخارجية الأمريكى ودلالة توقيتها؟

فهمي: واشنطن تعتبر القاهرة حليفاً لا يمكن الاستغناء عنه في الملف الفلسطيني

- زيارة مهمة لجملة من الاعتبارات، على رأسها إعادة الوجود الأمريكى للمنطقة، وتأكيد الراعى الأمريكى على مواجهة القوى الصاعدة التى تريد أن تدخل المنطقة، وبالتالى التحرك مرتبط بمحاولة إعادة تأكيد قوة العلاقة مع الشركاء الفاعلين، وهو ما أكده «بلينكن» فى القاهرة، بأن واشنطن مع القاهرة، وأن واشنطن سعيدة بالشراكة مع مصر، وهى إشارة إلى ما أفرزته تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية من مساعٍ كثيرة من الأطراف المناوئة للولايات المتحدة لدخول منطقة الشرق الأوسط.

ما الدلالات التى يحملها أن تكون مصر نقطة الانطلاق للزيارة؟

- زيارة «بلينكن» إلى مصر مرتبطة بصفة أساسية هذه المرة بالأوضاع فى فلسطين وببعض القضايا والملفات الإقليمية، فى ظل دور مصر المحورى والإقليمى بالنسبة لتحقيق عامل الاستقرار فى الشرق الأوسط وبالنسبة للأوضاع فى مدينة القدس، والزيارة رسالة مهمة يجب ألا تغيب عن الآذان، فهى تعبر عن قدرات مصر فيما يتعلق بالاتصالات مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، والتأكيد على امتداد الشراكة الثنائية والتاريخية بين القاهرة وواشنطن، كما تعبر عن قناعة الإدارة الأمريكية بدور مصر المحورى وقدرته أولاً على ضبط الموقف الحالى فى قطاع غزة والمشاركة فى اتصالات مع اللاعبين الرئيسيين فى هذا الملف مع الجانب الأردنى لتهدئة الأوضاع فى القدس التى تشهد توترات متصاعدة خلال الفترة الأخيرة، وكانت موضع نقاش كبير من قبل خلال أعمال القمة المصرية الفلسطينية الأردنية التى عقدت فى القاهرة بمشاركة ملك الأردن عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس.

بلينكن سيؤكد في إسرائيل رغبة بلاده في إعادة التهدئة ودعم نتنياهو في مواجهة المستوطنين

وما الذى ستركز عليه جولة «بلينكن» فى إسرائيل؟

- وزير الخارجية الأمريكى سيؤكد فى إسرائيل رغبة الإدارة الأمريكية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، أى العودة للتهدئة وعدم تدهور الأوضاع إلى أبعد من ذلك، والعمل فى هذا الإطار على ترتيب قمة إقليمية فى المنطقة، وأيضاً محاولة دعم نتنياهو فى مواجهة المستوطنين، كما أنه سيؤكد لهم كذلك حرص الإدارة الأمريكية على أمن إسرائيل. كما أنه سيتحدث عن إمكانية فرض ضغوط على الجانب الفلسطينى.

ما تقييمك لمسار العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة الأخيرة؟

- على أعلى مستوى، والإدارة الأمريكية تدرك ذلك، فهناك توجه من قبل واشنطن نحو الشرق أو ما يعرف بالاستدارة شرقاً أى نحو منطقة جنوب شرق آسيا والصراع مع الصين وتقليص التركيز على منطقة الشرق الأوسط، لكن الذى تفكر فيه الولايات المتحدة الأمريكية هو ألا يكون ذلك على حساب الشراكة مع مصر، وألا تتحول وجهة القاهرة فى ظل هذا التوجه الأمريكى إلى وجهة أخرى.

كيف تحقق أمريكا هذه المعادلة فى علاقتها بمصر؟

- مصر شريك محورى للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن أن تستغنى واشنطن عن الدور المصرى، فى ظل ما تمتلك مصر من مقومات إقليمية ومكانة متميزة وفاعلة بين مختلف الأطراف والقوى الموجودة فى الشرق الأوسط، وما تقوم به من تحركات على صعيد التعامل مع كثير من أزمات المنطقة وبالتأكيد فى مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب أزمات سوريا وليبيا، ومن هنا تبقى مصر حليفاً تاريخياً للولايات المتحدة لا يمكن أبداً التخلى عنه.

 المطلوب بعد الزيارة 

مطلوب ترجمة الأقوال إلى أفعال، وأن تكون هناك مواقف إيجابية والدعوة لتنسيق أمنى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وعودة التهدئة وضبطها فى قطاع غزة، فضلاً عن عدم تمدد الموقف فى مدينة القدس، وهذا يحتاج إلى آليات، هذه الآليات تملكها مصر، والتى ستباشر تنفيذ ما يمكن أن يتم التوصل إليه، وذلك فى إطار الشراكة المصرية الأمريكية.

 


مواضيع متعلقة