رفاق مشوار ياسر رزق: صحفي متميز أعاد للكتابة السياسية هيبتها.. ونقابي قدير

كتب: كريم عثمان

رفاق مشوار ياسر رزق: صحفي متميز أعاد للكتابة السياسية هيبتها.. ونقابي قدير

رفاق مشوار ياسر رزق: صحفي متميز أعاد للكتابة السياسية هيبتها.. ونقابي قدير

عام مضى على رحيل الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» السابق، الذى توفى فى 26 يناير 2022، لتفقد مصر برحيله واحداً من أهم كتابها.

عام 1986 تخرج فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتدرج فى المناصب الصحفية حتى أصبح رئيساً لتحرير جريدة «الأخبار»، قبل أن تضاف إليه رئاسة مجلس إدارة «أخبار اليوم»، وساهم بقلمه فى رئاسة تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون» وجريدة «المصرى اليوم»، لكن قلبه الذى تحمّل فوق طاقته من أعباء المهنة والحياة ومتاعب الجسد.. لم يقوَ على الصمود، فتعرض لـ4 أزمات قلبية فى غضون 10 أيام، وفارق الحياة ليترك أثراً كبيراً فى أهله وذويه، ورفاقه فى مهنته الذين تحدثوا لـ«الوطن» عن ذكريات لا تُنسى مع الكاتب الراحل.

«محمد»: منحنى أكبر مكافأة عن انفراد

يقول الكاتب الصحفى محمد البهنساوى، رئيس تحرير بوابة «أخبار اليوم» وموقع «الأخبار المسائى»، إنه كان يعتبر ياسر رزق حالة خاصة فى الصحافة مهنياً وإنسانياً، وبلغة المهنة كان «معجون بمياه الصحافة وراكبه جِن الكتابة»، موضحاً أنه كان متميزاً ومطلعاً وقارئاً جيداً ومدركاً لقيمة مهنته، كما أنه من أفضل النقابيين فى تاريخ نقابة الصحفيين، حيث فاز بجائزة مصطفى وعلى أمين للانتماء الصحفى فى سن صغيرة، ومنذ بدايته كان عاشقاً لجريدة «أخبار اليوم». وأضاف «البهنساوى» أن ياسر رزق كان نموذجاً للصحفى الوطنى الشريف، الذى يدرك قضايا وطنه ويسعى لخدمتها، ويدرك قيمة ومكانة مصر، كان الجميع ينتظر كتاباته، يقرأها الجميع بعناية لكى يعرفوا ما يجرى فى البلد، فضلاً عن أن إنجازاته الصحفية واضحة وجلية، كما أنه كان قريباً من الجميع، منذ أن كان محرراً وحتى أصبح رئيس مجلس إدارة، لم يتغير أبداً، يشعر الجميع أنه صديق أو ابن أو أب.

وأشار رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم إلى أن المناصب الكبيرة التى تقلدها ياسر رزق لم تُنسِه كونه صحفياً، فكان يهاتف مصدراً لكى يحصل منه على معلومة يكتبها فى خبر وكأنه ما زال فى بداية مشواره الصحفى، كما كان مكتبه مفتوحاً للجميع، ولديه كم كبير من الذكاء الاجتماعى، ويحترم تماماً ديمقراطية القرار ويستمع للآخرين.

وعن المواقف التى جمعتهما يتذكر «البهنساوى»: كنت فى مأمورية خارج البلاد مع أحد الوزراء، وعلمت أن الوزير جاءه استدعاء لمصر فترك المأمورية وعاد، فشعرت بحركة غير طبيعية، وأبلغت ياسر رزق هاتفياً الساعة 11 مساءً، فلم ينم، ليتصل بكبار المسئولين حتى يحصل على معلومة جديدة، وبالفعل حصل على انفراد بتغيير وزارى جديد، وخرج مانشيت «الأخبار» بالتغيير الوزارى وسبق جميع الصحف، وبعدها احتفى بى ونسب النجاح والانفراد لى وليس لنفسه، وصرف لى مكافأة أعتبرها «أكبر مكافأة فى تاريخ عملى بأخبار اليوم».

«محمود»: «من وهو فى الإعدادية عاوز يبقى صحفى»

وتحدث الكاتب الصحفى كارم محمود، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، عن الكاتب الراحل ياسر رزق، قائلاً إنه عرفه لأول مرة، منذ 1980 أى ما يزيد على 40 عاماً حينما اصطحبه والده الأستاذ فتحى رزق إلى حديقة نقابة الصحفيين الشهيرة، فى مبناها التاريخى القديم، وقدمه لأصدقائه من الصحفيين وهو فى مرحلة الدراسة الإعدادية، حينها سأله عن حلمه بعد الدراسة، فقال بسرعة وعفوية: «عاوز أكون صحفى».

وتذكر «كارم» لحظات نجاحهما فى انتخابات نقابة الصحفيين فى مارس من العام 1999، وكيف امتلأت عين ياسر رزق بالدموع آنذاك فرحاً بثقة الجمعية العمومية فيه، لافتاً إلى العديد من المواقف الصحفية والمهنية الكثيرة، التى يتذكرها له والتى أثبتت نبل أخلاقه وعقله المتقد، وانحيازه الدائم لنقابته وأبناء مهنته.

من جانبه قال الكاتب الصحفى شريف عارف، إن «ياسر» كان قيمة وقامة وطنية ومهنية، ومناضلاً صاحب توجّه سياسى مساند للدولة المصرية، عرفته قبل 30 عاماً وعملنا سوياً كمحررين عسكريين، فكان الصديق الوفىّ، والإنسان الملهم صاحب الفكر والصحفى المرتب، لا يخطط لشىء إلا بترتيب وأهم ما يميزه أن لديه القدرة على استجلاب المعلومة والحس الصحفى القوى فى توظيف هذه المعلومة توظيفاً سليماً.


مواضيع متعلقة