حكاية جريمة الجيزة.. «لوحة سيارة» تكشف لغز قتل مهندس وشابين داخل خيمة بدوية

حكاية جريمة الجيزة.. «لوحة سيارة» تكشف لغز قتل مهندس وشابين داخل خيمة بدوية

حكاية جريمة الجيزة.. «لوحة سيارة» تكشف لغز قتل مهندس وشابين داخل خيمة بدوية

الساعة الرابعة عصر يوم السبت الماضي، كان اللواء علاء فتحي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، يعاين حادثا مروعا، بعد العثور على 3 جثامين في حالة تفحم، داخل «خيمة بدوية»، في قطعة أرض زراعية، بمنطقة منشأة القناطر، شمال محافظة الجيزة، كان القاتل غادر مسرح الجريمة، واستقل سيارة أحد الضحايا متجها إلى محافظة الإسكندرية، وأثناء سيره، انفجر إطار السيارة، وانقلبت به وجرى نقله إلى مستشفى برج العرب في حالة خطرة.. كيف حلت مباحث الجيزة لغز الجثامين الثلاثة؟.. وماذا عن المتهم الذي يرقد بين الحياة والموت؟.. وماذا عن دوافع الجريمة البشعة.. وسر «لوحة السيارة».. تفاصيل كثيرة أزاحت عنها تحريات وتحقيقات مباحث الجيزة، وجاءت كالتالي:

3 جثث متفحمة في خيمة بمنشأة القناطر

بمجرد تلقي المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث منشأة القناطر، بلاغا من أهالي المنطقة، بنشوب حريق في خيمة داخل قطعة أرض زراعية، أسرع بصحبة العقيد تامر صالح مفتش المباحث، ورجال الحماية المدنية إلى مكان الحريق، دقائق معدودة ونجحت القوات في الوصول إلى مكان الحريق، وانتشرت القوات في محيط المكان، وتمكنت من إخماد النيران.

وبالفحص المبدئي تبين العثور على جثامين 3 أشخاص، فأخطر المقدم محمد الجوهري، اللواء علاء فتحي نائب مدير الإداة العامة لمباحث الجيزة، بنتيجة الفحص المبدئي للحريق، والعثور على 3 جثامين، لم يتردد اللواء علاء فتحي، وحضر بصحبة اللواء أحمد خلف نائب مدير الإدارة للمباحث، وكان بصحبتهما قوة من إدارة البحث الجنائي بالمديرية، والمعمل الجنائي ومحقق النيابة.

وبدأت القوات في فحص ومعاينة مسرح الجريمة، وجاءت المعاينة كالتالي: «حريق في خيمة بدوية مساحتها 3 في 5 أمتار، في قطعة أرض تبلغ مساحتها 10 أفدنة، ويوجد داخل الأرض مجموعة من الدواب (إبل وأغنام) وأيضا تبين وجود حظيرة لتربية الإبل وأخرى للأغنام، وأن قطعة الأرض مملوكة لمهندس زراعي - أحد الضحايا».

النيابة تناظر الجثامين وتقرر عرضها على الطب الشرعي

بينما كان رجال المباحث يقومون بإجراء معاينة وفحص للمكان بالكامل، كان محقق النيابة والأدلة الجنائية، داخل الخيمة - مسرح الجريمة - وتبين التالي: «الجثة الأولى لشخص في العقد الرابع من عمره، يعمل مهندس زراعي، في حالة تفحم كامل، وهناك تشهم في الرأس، نتيجة الاعتداء عليه بالضرب على مؤخرة الرأس، بقطعة خشبية أو قطعة حديد.. الجثة الثانية لشاب في العقد الثالث من عمره، عامل لدى المجني عليه الأول، جسده متفحم، وهناك آثار جروح في الوجه، وبقايا جلد في أظافره، ما يشير إلى أنه حاول مقاومة القاتل أثناء تنفيذ الجريمة.. الجثة الثالثة لشاب في العقد الرابع من عمره، جسده متفحم».

وقرر المحقق عرض الجثامين على الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، بعد أن أكدت المناظرة، أن هناك شبهة جنائية، وأن منفذ الجريمة، أكثر من شخص، وأنهم قتلوا الأول والثاني في توقيت واحد، وتعدوا عليهم بالضرب قبل سكب مادة تساعد على الاشتعال على أجسادهم، وأضرموا فيهم النيران، وغادروا مسرح الجريمة، بعد أن تاكدوا من وفاة المجني عليهم، وتبين أيضا أن الجناة، استولوا على سيارة الضحية الأولى.

حادث طريق.. ولوحة السيارة تكشف اللغز

بينما كان محقق النيابة يواصل مناظرة الجثامين، كانت هناك 3 مأموريات من ضباط المباحث، إحداها تفحص علاقات الضحية وتناقش الشهود والجيران، ومأمورية أخرى، تراجع وتفحص الكاميرات، والأخيرة تتبع خط سير السيارة المسروقات.

وجاءت التحريات كالتالي: «المامورية الأولى أكدت أن هناك خلافات شخصية بين المجني عليه وبين شاب آخر من نفس المنطقة، تبين اختفاؤه في وقت معاصر للجريمة، وأن الشاب المشتبه فيه هدد المجني عليه بالانتقام منه بعد أن أحدث له عاهة مستديمة، منذ قرابة 3 سنوات، وتجدد الخلافات قبل الحادث بيومين».

بينما عرضت المأمورية الثانية ما جاء في الكاميرات، بأن هناك شابين وراء الواقعة، وأنهما حضرا وأضرما النيران داخل وخارج الخيمة، ولم ترصد الكاميرات وجه المشتبه فيهما.. في حين عرضت المأمورية الثالثة تفاصيل الوصول إلى المتهمين، إذ جرى تحديد مكان السيارة من خلال اللوحة، وتبين أن المتهم وصديقه اللذين نفذا الجريمة، سرقا السيارة وأثناء سيرهما متجهين إلى منطقة برج العرب بالإسكندرية، انفجر الإطار الأمامي للسيارة وانقلبت، وجرى نقل المتهم الرئيسي إلى مستشفى برج العرب، في حالة خطرة ولا يمكن استجوابه.

وعلى الفور، جرى التنسيق مع إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، وتمكنت القوات من تحديد مكان اختباء المتهم الثاني، وإلقاء القبض عليه، وتحفظت القوات على المتهم الرئيسي داخل غرفة الرعاية، لحين تحسن الحالة الصحية له واستجوابه. وجرى اقتياد المتهم الثاني إلى مديرية أمن الجيزة، وجاء في محضر الشرطة، أن المتهم الثاني اعترف بقتل الضحايا بمساعدة المتهم الرئيسي مقابل 50 ألف جنيه، وجرت إحالته للنيابة التي قررت حبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.


مواضيع متعلقة