«مراكب خوفو» تُبحر نحو الشمس من جديد

كتب: رضوى هاشم

«مراكب خوفو» تُبحر نحو الشمس من جديد

«مراكب خوفو» تُبحر نحو الشمس من جديد

تروى أسطورة «الإله رع»، أنه يكون طفلاً عند الشروق، ثم رجلاً كاملاً وقت الظهيرة، ثم عجوزاً فى المساء، يركب مركبين، يُعرفان باسم «مراكب رع»، يعبر بهما النهار حيث يعلو فى السماء، ثم يختفى عن الأنظار وقت الغروب، ويبدأ رحلة البحر السماوى خلال الليل، ويحمل المركبان اسم الإله الملك، بعد وفاته أثناء رحلته المقدسة إلى عالم النور، وفق الأسطورة.

المركبان اختفيا عن الأنظار 4 آلاف سنة قبل اكتشاف مراكب خوفو أو مراكب الشمس بجوار هرم خوفو وظل «مراكب خوفو»، أو «مركب خوفو»، الذى كشفت الصدفة عن شقيقه الأول عام 1954، حبيس الصخور، يعانى من النسيان، ومن حشرات بدأت تنخر فى أخشابه، وبدلاً من أن يشق طريقه نحو العالم الآخر، طالته المياه الجوفية، ومياه بناء متحف المركب الأول، حتى أصبح استخراج قطعه سليمة ومتكاملة عملية مستحيلة ولكن بفضل شباب المرممين والأثريين المهرة وبتكنولوجيا يابانية انتهى العمل برفع المركب الثانى، لترى 1698 قطعة أثرية النور للمرة الأولى منذ دفن قبل أكثر من 4 آلاف عام ليجتمع بشقيقه الأول الذى نقل من متحفه المتهالك بمنطقة الهرم كاملاً فى حدث أبهر العالم ليستقر داخل حاوية أعدت خصيصاً حافظت عليه خلال رحلته لمقره الجديد، وحتى انتهاء أعمال المتحف الإنشائية، التى انتهت بنسبة 100% ليستعد المركب الأول ليتحرر من الحاوية التى حفظته لعام كامل ويبحر داخل متحفه الفريد الذى يجمع المركبين للمرة الأولى، لتبحر مراكب خوفو نحو الشمس فى مقرها الأخير بالمتحف الكبير.

انتهاء العمل في متحفها الفريد بنسبة 100%ونجاح عملية إنقاذ المركب الثاني

وقال الدكتور ساكوچى يوشيمورا، رئيس جامعة هيجاشى اليابانية، والمشرف اليابانى على فريق العمل المصرى اليابانى المشترك العامل بمركب الشمس الثانى، إنه تم الانتهاء من استخراج كل أخشاب مركب خوفو الثانى من موقع اكتشافه بمحازاة الضلع الشرقى لهرم خوفو، لتنتهى بذلك أكبر عملية لكشف واستخراج ثانى أكبر أثر عضوى فى العالم، مشيراً إلى أن عملية النقل تمت وفقاً لأربع مراحل رئيسية، بداية من عام 2008، شملت تجهيز الموقع وتغطية موقع الحفرة كاملاً وتجهيز معمل وموقع لترميم وتخزين وتوثيق القطع فور استخراجها باستخدام تقنية التصوير ثلاثى الأبعاد والليزر سكان، إلى جانب أعمال الترميم الأولى والتدعيم للقطع داخل الحفرة ورفعها للترميم داخل المعمل.

وجرى عمل جميع التحاليل العلمية والمعملية اللازمة للألواح والقطع الخشبية الخاصة بالمركب داخل المعامل المخصصة فى مصر واليابان لتحديد مظاهر التلف ونوعه، لوضع خطة الترميم المناسبة قبل البدء فى أعمال الترميم ومعالجة أخشاب المركب، وقد تم استخراج ما يقرب من 1698 قطعة خشبية من داخل 13 طبقة داخل الحفرة وتم نقلها جميعاً تمهيداً للبدء فى تجميع المركب خلال المرحلة الثانية من المشروع، التى تتضمن أعمال الترميم النهائى وإعادة تجميع وتركيب المركب، وترميمه بمعامل الترميم بالمتحف، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تستغرق عملية تجميعه وتركيبه نحو أربع سنوات، وأن جميع أعمال تجميع المركب سوف تتم داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد بالمتحف، حيث تكون الزيارة أولاً للمركب الأول ثم مشاهدة أعمال تجميع المركب الثانى داخل المبنى.

 


مواضيع متعلقة