بعد إزالة 6 طبقات من الطلاء.. المتحف المصرى يستعيد بريق الماضى

كتب: رضوى هاشم

بعد إزالة 6 طبقات من الطلاء.. المتحف المصرى يستعيد بريق الماضى

بعد إزالة 6 طبقات من الطلاء.. المتحف المصرى يستعيد بريق الماضى

6 طبقات من الطلاء متعدد الألوان من الأحمر القانى وحتى الرمادى كانت كفيلة بأن تمحو معالم المتحف المصرى بالتحرير طوال عقود تحول فيها المتحف الذى سجل مبناه كأثر إسلامى إلى حقل للتجارب مع كل مسئول يتولى إدارته ويعلن تجديد المتحف موكلاً مهمة طلائه لفنيين وضع كل واحد منهم لمسته الخاصة التى محت آثار النقوش بالكامل وأصبحت كل قاعة بلون وكل حائط بدرجة، حتى بدأ مشروع وزارة الآثار الأخير بتمويل من الاتحاد الأوروبى وتنفيذ شركة «نوعية البيئة»، الذى انطلقت مرحلته الثانية منذ أيام لترميم مبنى المتحف.

وقال المهندس عماد فريد، استشارى المشروع، إن «الهدف من عملنا إعادة عقارب الزمن للخلف وإعادة المتحف لـ116 سنة للوراء ليعود كما كان يوم افتتاحه بنفس شكله وألوانه التى قضى المعمارى الفرنسى مارسيل دورنون شهوراً لاختيارها، ليكون أول متحف فى العالم شيد ليكون متحفاً وليس مبنى معدلاً بناؤه إلى متحف.

وأضاف: «عملية الكشف عن ألوان الطلاء الأصلية لم يكن بالأمر اليسير فكنا نتتبع أى جزء لم تطَله يد المقاولين وكان العثور على حائط بالصرح الرئيسى لم يُمس لوجود فاترينة زجاجية منذ بناء المتحف بمثابة معجزة ثم قمنا بمرحلة التوثيق الفوتوغرافى فى محاولة لاكتشاف الزخارف الأصلية للحائط التى طمست تحت طبقات متتالية من الطلاء الذى محا اللون الأصلى للحوائط حتى أصبح اكتشاف اللون الأصلى أمراً مستحيلاً لولا لوحات لا تزال تحتفظ به ذاكرة صور لمن عاصروا بناء المشروع، ثم كانت المرحلة الأصعب بإزالة الطلاء عن الحوائط والتى كان لزاماً علينا التعامل فيها بحرص شديد، بما لا يضر بحوائط أصبحت بحكم الزمن أثراً فى حد ذاتها، وبما لا يعيق العمل فى المتحف الذى لم يتوقف يوماً عن استقبال زواره، وهو ما دفعنا للجوء إلى حلول غير تقليدية.

استشارى المشروع: مشارط طبية لاستئصال طبقات الطلاء غير المرغوبة.. وتوثيق فوتوغرافى للون الأصلى

وأضاف «فريد» أنه من بين الحلول المستخدمة المشارط الطبية لإزالة طبقات الطلاء غير المرغوب فيها، بعد فرد طبقة من المذيب لمدة 15 دقيقة ثم معادلته بالماء لوقف تأثيره، وإزالة الطبقة غير المرغوب فيها فقط وكنا كلما أزلنا طبقة من الطلاء نكتشف طبقة أخرى حتى وصلنا لـ6 طبقات متعددة الألوان بلا مرجع علمى واحد يستند عليه لاختيار هذا اللون أو ذلك مما حول المتحف لما يشبه قوس قزح خاصة فى المنطقة التى يقام بها المعارض المتغيرة فمع كل معرض لون جديد حتى وصلنا للون بنفسجى يتنافى مع كل التقاليد المتحفية.

وتابع «فريد»: كانت المفاجأة بالنسبة لنا اكتشاف أشرطة زخرفية بكامل الحوائط مطموسة تحت طبقات الطلاء وللحفاظ على الأشرطة الزخرفية وزخارف التيجان والتى تم تحديدها مسبقاً والتعرف عليها من خلال العينات السابقة تمت إزالة الطبقات بحرص وبشكل يدوى للحفاظ على معالم الزخارف والنقوش.


مواضيع متعلقة