الباحث السعودي عماد المديفر: مصر قوة استراتيجية كبرى في المنطقة.. وعلاقتها مع دول الخليج تاريخية

كتب: محمد حسن عامر

الباحث السعودي عماد المديفر: مصر قوة استراتيجية كبرى في المنطقة.. وعلاقتها مع دول الخليج تاريخية

الباحث السعودي عماد المديفر: مصر قوة استراتيجية كبرى في المنطقة.. وعلاقتها مع دول الخليج تاريخية

أكد عماد المديفر الباحث السعودى فى الدبلوماسية العامة والإعلام، أن العلاقات التى تربط بين مصر والخليج والأردن علاقات تقوم على روابط تاريخية ومصيرية، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن»، أن القمة التى تنعقد فى العاصمة الإماراتية أبوظبى تأتى فى توقيت مهم وتهدف لبحث الأسلوب الأنسب للتعامل مع التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة.. وإلى نص الحوار:

عماد المديفر: اجتماع الإمارات يبحث الأسلوب الأنسب للتعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية

كيف ترى أهمية تنسيق المواقف بين مصر والخليج والأردن فى هذا التوقيت؟

- على مدار التاريخ، لطالما كانت هناك صلات وعلاقات قوية مبنية على روابط مصيرية ومتينة بين مصر من جهة والمملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج والأردن من جهة أخرى، وقد تمثل ذلك فى عديد من المستويات سواء على الجانب السياسى أو الجانب الدفاعى أو الاقتصادى أو الجانب الاجتماعى والثقافى وغيره.

حيث تمثل العلاقات المصرية السعودية والمصرية الخليجية الأردنية نمطاً فريداً ونموذجاً متميزاً للعلاقات التعاونية والتفاعلية على مستوى الوطن العربى التى تتسم بالنمو على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويكتسب الحديث عن العلاقة بين مصر والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن أهمية خاصة فى هذه المرحلة التاريخية.

ما المرجو إذن من هذا التنسيق والتعاون؟

- لا شك أن نمو تلك العلاقات والتنسيق المستمر والدائم على أعلى المستويات سيكون له عديد من التأثيرات الإيجابية التى تعزز جبهتنا الداخلية العربية على كافة الصعد، وبالتالى فإن محور التنسيق بين هذه الأطراف العربية، التى تمثل محور العمل العربى المشترك، يدور حول واقع هذه العلاقات على كافة المستويات إلى جانب البحث عن الأسلوب الأنسب لتفعيله فى ضوء العديد من المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفى النطاق المكانى، تعتبر مصر والمملكة ودول الخليج والأردن من أهم الدول العربية، حيث إن مصر هى أكبر وأهم دولة فى منطقة الشرق الأوسط وهى قوة إقليمية كبيرة وتتميز بأهميتها الاستراتيجية ولها دور فعال فى المنطقة العربية، كما أن دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية تحتل اليوم قمة الاهتمامات الدولية نتيجة لعوامل عديدة يمكن أن نعزوها بالأساس إلى موقعها الاستراتيجى المتميز، وثقلها السياسى والاقتصادى فضلاً عن كونها محور اعتدال فى المنطقة والعالم إلى جانب أشقائها فى مصر والأردن، إضافة للدور الإقليمى الذى يلعبه الأردن فى المنطقة ويشكل أهمية جيواستراتيجية بالغة لدول الإقليم.

ونظراً لما لتلك المنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة، فقد أدى هذا إلى ضرورة وجود سياسات واستراتيجيات قائمة بين مصر من جهة، والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن من جهة أخرى.

اللقاء الأخوي سيؤكد الموقف العربي الثابت لدعم القضية الفلسطينية والتصدي للميليشيات والجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها

ما الموضوعات التى تستحق أن تكون موضع نقاش رئيسى فى هذا اللقاء؟

- اللقاء سيؤكد الموقف العربى الثابت من مركزية القضية الفلسطينية، ودعمها لسيادة الشعب الفلسطينى على جميع الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، وضمان حقوق اللاجئين، إضافة لتطورات الأوضاع فى المنطقة، والتوترات فى أكثر من بقعة، خصوصاً فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، الملف اليمنى، دعم العراق وتعزيز أمنه واستقراره، والتعاون العربى المشترك، هذا إلى جانب مناقشة التصدى للتنظيمات الإرهابية والدول التى تدعم الميليشيات فى العالم العربى.

وأعيد التأكيد هنا أن كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن، تمثل مراكز قوى أساسية فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وقد لعب كلٌّ منها أدواراً محورية فى تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها.

أهمية خاصة في مرحلة تاريخية

يكتسب الحديث عن العلاقة بين مصر والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن أهمية خاصة فى هذه المرحلة التاريخية فنحن نتحدث هنا عن مرحلة ما بعد ما سُمى بثورات الربيع العربى، التى جلبت معها تغييرات جذرية فى المعادلة السياسية سواء على مستوى الشئون المحلية لهذه الدول، أو على المحاور والتحالفات السياسية، بالإضافة إلى التحديات الجيوسياسية اليوم، إلى جانب التطورات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية التى أفرزت كثيراً من التداعيات سواء على مستوى المنطقة العربية أو على المستوى الدولى على نحو يتطلب مزيداً من التعاون وتنسيق المواقف للتعامل مع ظرف دولى غير مسبوق.


مواضيع متعلقة