«صفّي النية وابتسم في وجوههم».. كلمة سر تعامل المتطوعين مع المشردين والتائهين

كتب: عبير خالد

«صفّي النية وابتسم في وجوههم».. كلمة سر تعامل المتطوعين مع المشردين والتائهين

«صفّي النية وابتسم في وجوههم».. كلمة سر تعامل المتطوعين مع المشردين والتائهين

يتجول بين دور الرعاية وشوارع القاهرة حاملاً كاميرا على كتفه، يجلس على الرصيف مع البسطاء لسماع قصصهم ويمنحهم الشعور بالأمان. كرّس أشرف كمارة، صاحب الـ40 عاماً، حياته لإدخال البهجة على قلوب البسطاء وأهاليهم، من خلال عمله كمتطوع لإعادة المشردين والأطفال محتاجى الرعاية إلى ذويهم، لتتجلى إنسانيته فى الكثير من المواقف التى فعلها لوجه الله دون أن يطلب من أى شخص التفرغ لذلك.

«قلب صافى وابتسامة» وسيلتا «كمارة» فى الوصول إلى قلوب الجميع، إذ إنه لا يتأفف كالكثيرين غيره، ولا يرفض أن يتحدث لمن يرى وجهه عابساً أو لحيته طويلة وتظهر علامات التسول عليه بشكل كبير، بدأ الأمر معه بمحض الصدفة عندما وجد «بهنس»، من أصل سودانى، يجلس فى شوارع المحروسة بملامحه السمراء، وملابس بالية لا تحميه من صقيع القاهرة، ويراه باستمرار كل من يمر بشوارع وسط البلد، ليجد «كمارة» فضولاً فى التعرف على قصته التى تبين من سرده أنه شاعر وروائى وفنان تشكيلى تزين لوحاته قصر الإليزيه بباريس، إلا أنه أصابته حالة نفسية صعبة بعد وفاة والدته اضطرته إلى ترك السودان والعيش فى القاهرة على أرصفة شوارعها، إلا أن «كمارة» لم يعد يجده فى مكانه المعتاد، ليتساءل ويكتشف أنه توفى، فينتابه حزن شديد، ومن بعدها قرر أن يساهم فى إعادة الجميع وإنقاذهم قبل أن يكون مصيرهم كـ«بهنس».

استطاع «كمارة» أن يساهم فى إرجاع الكثير من الحالات للأهالى، ويذكر أنه ساهم فى عودة الطفل «خالد» بعد غياب 9 سنوات، إذ إنه كان يقطن فى إحدى دور الرعاية، وبعد سماع قصته من الموجودين هناك استطاع أن يساهم فى إرجاعه لأهله عبر «بوست» على السوشيال ميديا، ليأتيه اتصال من قبَل أهله ليخبره بأنهم يريدون إرجاع ابنهم إلى حضنهم، وتم إجراء تحليل «DNA» للتأكد من مدى صحة أقوال والده، لتنجلى الحقيقة ويعود «خالد» إلى أهله فى المنيا وتعم الفرحة الجميع. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة التى يساهم «كمارة» فى إرجاعها، إذ ساهم فى عودة الكثير من المشردين، من بينهم دكتورة صيدلانية أصيبت بحالة نفسية حادة، ووجدت الشارع الملجأ الوحيد لها، لكنه تمكّن من إعادتها إلى أهلها، بالإضافة إلى حالات أخرى كثيرة أبطالها أصحاب مكانة مرموقة لكن ظروفهم جعلتهم يفقدون الأمل وتسيطر عليها حالة من اليأس ليجدوا أمانهم الوحيد فى الشارع.

18 عاماً من السعى حاول خلالها «كمارة» مواصلة دوره كمتطوع يفعل العمل الإنسانى من أجل جبر الخواطر، وكله قناعة وإيمان بأن هذه هى رسالته فى الحياة.

 


مواضيع متعلقة