المناسبات في حياة عبد الناصر: كان يهتم بالأبناء.. ويغيب عن احتفال عيد ميلاده لانشغاله

المناسبات في حياة عبد الناصر: كان يهتم بالأبناء.. ويغيب عن احتفال عيد ميلاده لانشغاله
- المناسبات فى حياة عبدالناصر
- كان يهتم بالأبناء
- كان يرفض أى هدايا ثمينة
- وكان يفصل البيت عن العمل
- المناسبات فى حياة عبدالناصر
- كان يهتم بالأبناء
- كان يرفض أى هدايا ثمينة
- وكان يفصل البيت عن العمل
حمل أعباء ومسئوليات حكم بلد عريق مثل مصر ليس بالأمر السهل، ولا يدع مساحات شخصية للقادة لممارسة طقوس المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد والزواج وغيرها، الزعيم جمال عبدالناصر كان يحرص على الاحتفال بمناسبات وأعياد ميلاد أولاده، بينما كان كثيراً ما يغيب عن احتفال الأسرة بعيد ميلاده. السيدة تحية كاظم، زوجته الراحلة تتحدث عن جوانب من حياتها مع عبدالناصر وتعامله مع مسألة أعياد الميلاد، فى مذكراتها التى تحمل عنوان «ذكريات معه».
ذكرت السيدة تحية، فى مذكراتها: «كان لا ينسى أبداً أعياد ميلاد أطفاله، رغم انشغاله الزائد، وإهدائه لهم اللعب، فى يوم 29 أكتوبر 1956، كان عيد ميلاد ابنى عبدالحميد، وكان عمر عبدالحميد خمس سنوات، وكان الرئيس موجوداً فى مكتبه، وطلب منى أن أخبره عند حضور الأطفال، إذ كان يسعده أن يحضر حفل أعياد ميلاد أولاده، دخل الحجرة وصافح الأولاد، ووقف لدقائق وقت إطفاء الشموع ورجع لمكتبه، بعد ذلك، وكنت وقتها فى الدور الأول فى البيت، ورآنى فى الصالة قبل خروجه، وقال لى إن عنده اجتماع وخرج».
وعن عيد ميلاد الأب جمال عبدالناصر، قالت: «كنا نحضر تورتة وننتظر فى الصالة بالقرب من حجرته، فكان ينظر إلينا ويقول لنا كملوا انتوا ويخرج لاستكمال أعماله، وأحياناً يعلق مبتسماً «هو أنا صغير!». وعن فكرة الهدايا عموماً، قالت: «كان يسافر وكل سفره فى مؤتمرات ولم أرافقه، وكان يقول لى: إننا لا نركب طائرة واحدة معاً ونترك أولادنا، ويضيف: وسأكون مشغولاً. وبالإضافة إلى ذلك فهمت أنه لا يريد الترف والبذخ، وأن مرافقتى له فى المؤتمرات رفاهية لا يرضى بها، فلم أطلب أبداً أن أرافقه، وعند سفره يودعنى بإعزاز وحب، وأتابع أخباره حتى يوم عودته».
كان «عبدالناصر» لا یقبل هدیة إلا من رئيس دولة، ویفضّل أن تكون رمزیة، وأهدى بعربات من الرؤساء والملوك، وبالأخص العرب، وطائرة ومركب وفرس من رؤساء الدول الصدیقة.. وكلها سلمها للدولة ولم یترك بعد رحيله، إلا العربیة الأوستن السوداء، وقد ظلت باسمه فى قلم المرور، وقد قيل لى إنها ستُوضع فى متحف للقوات المسلحة، وكذلك أهدى عدداً من الساعات من الملوك العرب، أهداها لضباط، وكان كذلك یقول لى: «إنهم من الضباط الذين خرجوا معى یوم ٢٣ یولیو».
وتروى قصة تكشف إصراره على رفض الهدايا الثمينة، قائلة: «أحضر أحد العرب، من رجال الأعمال الأغنیاء أصحاب الملایين، هدیة، وكلف بإحضارها صلاح الشاهد، كبير الأمناء، للرئيس، فأحضرها له، وكانت من الحلى الثمينة، فردها ورجع بها صلاح الشاهد، فرجاه رجل الأعمال العربى أن يحضرها مرة ثانیة، وقال للرئيس: إنه بكى ورجانى وكرر إحضارها فلم یقبلها.
مذكرات قرينته: «رفض أى هدايا ثمينة.. وكان یفضل أن تكون رمزیة مثل القلم».. وكان يقول: «لم أقم بالثورة من أجل مال أو مجوهرات»
وقال: ارجعها.. فقال صلاح الشاهد: إنها هدیة ثمينة وتساوى مائة ألف جنیه فرد الرئيس، وقال: لم أقم بالثورة من أجل مال وحلى ومجوهرات، وفى إمكانى أن أصدر قراراً بمضاعفة مرتبى مرات، لكن ليس هذا ما قمت بالثورة من أجله.. اذهب بها ولا أرید أن أراها. رجع صلاح الشاهد للرجل فبكى مرة ثانیة وأعطاه قلم حبر باركر، وقال: أرجو أن یتكرّم الرئيس ویقبل هذا القلم.. وأحضره صلاح الشاهد فقبله.
من الهدايا التى يعتز بها، روت السيدة تحية قصة مصحفين ظلا معه منذ 1954 إلى يوم وفاته، وكانت خلالها الأسرة فى المصيف: «سافر عبدالناصر لأداء فريضة الحج فى صيف 1954 شهر أغسطس، فرجعت من الإسكندرية لأكون فى استقباله بالقاهرة، وبقيت هناك عدة أيام، ثم عدت إلى الإسكندرية، وبقينا إلى شهر سبتمبر، فى شهر أكتوبر كان جمال عبدالناصر سيلقى خطاباً فى الإسكندرية فى ميدان المنشية، فغادر البيت قبل الغروب، وقبل خروجه كان يضع دائماً مصحفاً فى جيبه فى غلاف من المعدن الأبيض، فلم يجده وقت خروجه وكان مستعجلاً، إذ سيُسافر بالقطار، فأخذت أبحث عن المصحف وأنا مسرعة، فلم أجده، فأحضرت مصحفاً آخر بغلاف من الكرتون، فأخذه جمال ووضعه فى جيبه، وعند خروجه وجدت المصحف الثانى ذى الغلاف المعدن، الذى اعتاد أن يخرج به فجريت مسرعة به، وكان بالقُرب من الباب، فأخذه ووضعه فى جيبه وخرج بالمصحفين».
وكان يومها حادث ميدان المنشية بالإسكندرية أثناء إلقاء الخطاب وإطلاق ثمانى رصاصات عليه ونجاته، فظل جمال عبدالناصر يخرج بهذين المصحفين حتى يوم 28 سبتمبر 1970 (يوم وفاته) وكان عند رجوعه إلى البيت يضعهما بنفسه فى مكان لا يتغير من الحجرة، وقد فعل الشىء نفسه حتى يوم 28 سبتمبر 1970.