«الوطن» داخل قرية «عبدالناصر» في ذكرى وفاته.. وابن عمه يكشف أسرارا من حياة «الزعيم»

«الوطن» داخل قرية «عبدالناصر» في ذكرى وفاته.. وابن عمه يكشف أسرارا من حياة «الزعيم»
- محافظ أسيوط
- الزعيم جمال عبدالناصر
- ذكري وفاته
- قرية بني مر
- محافظ أسيوط
- الزعيم جمال عبدالناصر
- ذكري وفاته
- قرية بني مر
حارة ضيقة لا يتعدى عرضها مترين، بداخلها منزل قديم مكون من طابقين مبني بالطوب اللبني، تهدم مع مرور الزمن، شاهد على اجتماع مجلس قيادة الثورة، زاره ملوك وزعماء ورؤساء، كل هذا يوصف المنزل الذي خرج منه زعيم الأمة العربية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ابن قرية بني مر التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط.
ففي هذه القرية الصغيرة ما زال منزل عائلة الرئيس جمال عبدالناصر حاضرًا بمسقط رأسه، فصور الزعيم وإنجازاته مدونة على مدخل البيت القديم، كل من في هذه القرية يفخرون ببطولة ابن قريتهم الذي أصبح زعيمًا للأمة العربية.
«الوطن» التقت ابن عم الرئيس الراحل في الذكرى الـ52 على وفاته في التقرير التالي:
نشأة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
قال المهندس علي عطية حسين خليل، ابن عم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حسين خليل، إن «هذا منزل جدي حسين خليل وكان لديه 5 أولاد، هم عبدالناصر والد الزعيم جمال عبدالناصر، وخليل وعطية وسلطان وطه حسين، ونشأ عمي عبدالناصر في هذه القرية وتربى وتزوج ثم تنقل حسب العمل الوظيفي لأنه كان يعمل وكيل بريد، وتنقل بين عدد من المحافظات، وكان جمال في جميع الفصول الصيفية في مراحل التعليم المختلفة يأتي مع والده في مسقط رأسه في هذه القرية، وكان كل انتماء الزعيم جمال عبدالناصر لجدي حسين خليل رحمه الله، لأنه أول حفيد له، وبعد وفاة جدي جاء الزعيم جمال الناصر وكان رئيسًا للجمهورية، ليلا لزيارة قبر جده حسين».
اجتماعات ضباط قيادة الثورة
وتابع: «وبعدما انتقل الزعيم جمال عبدالناصر وهو ضابط وأعضاء قيادة الثورة إلى المنطقة الجنوبية العسكرية بقرية منقباد، كان يأتي هو وزملاؤه الضباط من أعضاء قيادة الثورة، منهم أنور السادات وعبدالحكيم عامر، وحسين الشافعي وصلاح سالم، إلى هذا المنزل وكان يستضيفهم جدي حسين، وكان والدي وأعمامي يتبادلون زيارة الزعيم جمال عبدالناصر في المنطقة العسكرية، بالزيارات الريفية بالفطير المشلتت والعسل الأسود والأكل البيتي الريفي، وفي هذا المنزل الريفي كان أعضاء قيادة الثورة يخططون لثورة 23 يوليو لأن المكان كان بعيدا عن النظام الملكي السياسي، والبوليس السياسي ومن هنا انطلقت فكرة القيام بالثورة ونزع السلطة من أسرة محمد علي وتبقى ملك الشعب المصري».
زيارة الرئيس جمال عبدالناصر لمسقط رأسه
وأضاف عطية، أن «الرئيس جمال عبدالناصر زار قرية بني مر في 1954 واستقبله جدي ماهر علي العمدة، ووجه خطبة وقسم في دوار العائلة وقال (أنا جمال عبدالناصر حسين، كلكم تعلمون جدي حسين إنني من عائلة فقيرة من بني مر وهؤلاء هم أعمامي وسوف أعد الشعب من هذا المكان أني سأظل أعيش فقيرا وأموت فقيرًا)، ومن هنا عبدالناصر أقسم من مسقط رأسه وأسرته ما زالت كما هي زي أي مواطن في الشعب المصري، وكان يقول لأهله دائما إنه من ينحرف لن يكون عمي ويكون تحت ظل القانون».
وواصل عطية قائلا إنه «في عام 1969 والدي قال له إن منزل العائلة قديم وإنني لا أستطيع أن أعلم أبنائي وبابتسامة بسيطة قال له ينفع أن أسرق من الشعب وأصرف على المنزل وأن ليس لدي دخل سواء مرتبي، ثم ساعد والدي من معاشه الشخصي بمبلغ 30 جنيها لتعليمنا ورفع القرار بعد انتهاء شقيقي الأصغر من تعليمه».
عبدالناصر و«الإخوان»
وأشار إلى أن «عبدالناصر قالها زمان إن الإخوان ملهمش أمان وقال لهم إن مصر ملك الشعب، وإن المنصب ملك للشعب وحاولوا التسلق، وهنا رفض عبدالناصر وأعضاء قيادة الثورة، لأنهم في عقيدتهم السيطرة على الحكم، وأن عداء الديانات من أكبر الأخطاء وخلال خطبة له قال إن مرشد الإخوان طالب مقابلتي وعندما قابلته كان أول سؤال له أن يطالبه بضرورة لبس السيدات الطرحة والخمار، فقال له هل بنتك اللي في كلية الطب لم ترتدي الخمار وهي بنتك وتطالبني أن أجعل الشعب كل يرتدي الخمار وأن اللبس والطعام حرية وقرار شخصي وليس سياسي، ووضع حدود بينهم، وعندهم الخيانة في محاولات الاغتيال».
وواصل قائلا: «عبدالناصر كان يعامل الشعب دائما أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي أو غريب وقريب وكان يتمنى أن يكون الإخوان أن يتعاملوا كمصريين، وسمعت مرة قولا من الرئيس السادات أن عبدالناصر لم يفترِ على الإخوان لأنهم كانوا يتسلقون على الثورة لأن مصر ليست احتكار لحزب معين ومصر قوة شعب، وحتى عبدالناصر نفسه لا يوجد في عائلته وزير ولا محافظ ولا أي منصب سياسي، وعندما دخل عبدالناصر مجلس الأمة وعندما نظر على مجلس الأمة وجد عمي خليل حسين عضو مجلس أمة وبعد نهاية الخطاب ظل للنهاية حتى خرج الأعضاء لانتظار عمه الذي رباه بعد والده وقال له ياعمي مينفعش أن أبقى رئيس وإنت تبقى عضو مجلس الأمة، وهذا يتنافى مع الحرية التي ناديت إليها، وطالبه بتقديم استقالته».
زيارة الرؤساء لمنزل عبدالناصر
أتذكر في هذا المنزل مشهد ما زال في عقلي عندما زاره الرئيس السادات زيارة شخصية وزعماء وشعوب الدول العربية والأجنبية كانوا يأتون بعد السبعينيات لزيارة هذا المنزل، ومرة في زيارة جاء وزير خارجية ألمانيا أخذ بعض الرمال من المنزل ووضعها في كيس وقال هذا فخر من أن التراب من أسفل منزل الذي أخرج الزعيم جمال عبدالناصر وذلك تقديرا للزعيم جمال عبدالناصر».