توفيق الحكيم رائد المسرح السياسي كتب 80 مسرحية

توفيق الحكيم رائد المسرح السياسي كتب 80 مسرحية
- توفيق الحكيم
- مسرح
- مسرحيات
- المسرح السياسي
- عمرو دوارة
- توفيق الحكيم
- مسرح
- مسرحيات
- المسرح السياسي
- عمرو دوارة
الكاتب والأديب توفيق الحكيم المولود في 1898، رائد من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، من الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، ويعد من أوائل المؤلفين الذين استلهموا في أعمالهم المسرحية، موضوعات مستمدة من التراث المصري عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية.
وتتجلى مقدرة «الحكيم» الفنية، في قدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات، وتوظيف الأسطورة والتاريخ، على نحو يتميز بالبراعة والإتقان، وأعماله تكشف عن مهارة تمرس وحسن الاختيار للقالب الفني، الذي يصب فيه إبداعه المسرحي، بالإضافة إلى تنوع مستويات الحوار لديه، بما يناسب كل شخصية من شخصياته، ويتفق مع مستواها الفكري والاجتماعي، وبالتالي فهي تشهد له بتمكنه ومهاراته ووعيه.
وكان «الوطن»، انفرد بقصة عثور الشاب على كنز توفيق الحكيم، في شقة اشتراها من حفيده بمحافظة القاهرة، ووجد بها مقتنيات وسيناريوهات بخط يد الأديب الكبير، لمعرفة التفاصيل اضغط هنا.
وقال المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، إن أسلوب توفيق الحكيم يتسم بصفة عامة بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات، والقدرة الفائقة على التصوير، ويعتني عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد، وحيوية تجسيد الحركة، ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين.
ولفت في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أنه يحسب له توفيقه في المزج بين الرمزية والواقعية، على نحو فريد يتميز بالخيال والعمق، دون تعقيد أو غموض، حتى أصبح هذا الإتجاه، هو الذي يكون ويصبغ مسرحياته بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به، هذا مع تميز الرمز في أدبه بالوضوح، وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض.
توفيق الحكيم قدم 36 مسرحية سياسية
كتب «توفيق الحكيم» خلال حياته الفنية 80 مسرحية، حققت في مجموعها مستويات فنية وفكرية سامية، ومن بينها 36 مسرحية سياسية، وهي تمثل أكبر إسهام لكاتب عربي في مجال تناول القضايا السياسية، حتى أصبح يستحق بفضلها لقب «رائد المسرح السياسي العربي».
وأضاف «دوارة»، كانت أول مسرحية كتبها الحكيم هي مسرحية «الضيف الثقيل»، وهي مسرحية سياسية رمزية ضد الاحتلال الإنجليزي، ثم اتجه إلى الإقتباس لفترة ولم يقترب من كتابة المسرحيات السياسية مرة أخرى، إلا بعد عودته من فرنسا، وبالتحديد عندما كتب مسرحية «نهر الجنون» عام 1935، التي غلب عليها الطبع الفكري التجريدي.
وأوضح المؤرخ المسرحي، ويجب التنويه في هذا الصدد، بأن الاضطهاد السياسي الذي تعرض له عام 1938، كان له أثره الكبير والحاسم في اتجاهه بمسرحه إلى علاج القضايا السياسية بأسلوب أكثر واقعية، فكانت مسرحياته: «براكسا»، «شجرة الحكم»، بمثابة رد فعل لهذا الاضطهاد، كما عبر عن انفعاله بأحداث الحرب العالمية الثانية في مسرحية «صلاة الملائكة» (1941)، ثم توقف عن كتابة المسرحيات السياسية لمدة ست سنوات، وإن لم يتوقف عن التعبير عن آرائه بكتابة المقالات الصحفية.
ويمكن إجمال الموضوعات والقضايا السياسية التي تناولها بمسرحياته، وعبر من خلالها عن مواقفه الفكرية وآرائه، في خمسة موضوعات سياسية رئيسة هي: مقاومة الإحتلال الإنجليزي، الوحدة العربية وقضية فلسطين، بين الشرق والغرب، الأديب والسياسة، الديمقراطية وحرية الرأي.
ويحسب للحكيم، شجاعته في توجيهه النقد للفساد على المستوى المحلي في مختلف صوره ومستوياته، سواء قبل ثورة 23 يوليو 1952 أو وبعدها.
وتميزت المسرحيات التي كتبها قبل الثورة بالواقعية والمباشرة، في حين تنكرت مسرحيات ما بعد الثورة -وما بعد هزيمة 1967 على وجه الخصوص- داخل أبنية رمزية وحكايات شعبية وخرافية.
وبعد قيام الثورة 29 مسرحية من بينها تسع عشر مسرحية سياسية، الأمر الذي يشير إلى زيادة اهتمامه بالأوضاع السياسية في عهد الثورة، خاصة إذا أضيفت إلى تلك المسرحيات السياسية 7 مسرحيات اجتماعية لم تخل من وجهات نظر وآراء سياسية وبصفة خاصة مسرحيتي «الأيدي الناعمة»، «بنك القلق»، اللتين تعرضتا بواقعية لبعض مشكلات حكم الثورة، حيث تناولت الأخيرة بعض الأوضاع السياسية بالنقد والسخرية.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى صعوبة الفصل بين المسرحيات السياسية والمسرحيات الإجتماعية، لأن السياسة في نهاية الأمر ليست إلا محصلة الأوضاع الإجتماعية السائدة، كما أن العلاقات والتقاليد الإجتماعية ليست إلا إنعكاسا بصورة أو أخرى للنظام السياسي للمجتمع، وبالتالي يمكن القول بأن كل مسرحية سياسية هى مسرحية إجتماعية في الوقت نفسه (في حين أن كل مسرحية إجتماعية ليست بالضرورة مسرحية سياسية).
وأخيرا يؤكد توفيق الحكيم المتوفى 1987، وبصورة عملية بمجموعة مسرحياته السياسية، وعيه الكبير بدور الفن في خدمة المجتمع، حيث قدم من خلالها رؤى وآراء ونظرة للمستقبل، ولذلك فقد ظل دائما من أبعد كتاب مسرحنا عن تقديم ذلك الفن الذي يتجاهل القضايا الآنية ولا يهتم بالانسان وقضاياه الإجتماعية.