دستور التسامح والرحمة وصية أساسية في المسيحية.. «أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم»

كتب: منى السعيد

دستور التسامح والرحمة وصية أساسية في المسيحية.. «أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم»

دستور التسامح والرحمة وصية أساسية في المسيحية.. «أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم»

القس مكاريوس فهيم قلينى، كاهن بالقاهرة، ماجستير فى اللاهوت وعضو دائم باتحاد الكتاب، قال لـ«الوطن» إن السيد المسيح وضع مبدأ التسامح بالقول والفعل، كذلك الدعاء لهداية الخاطئ، فعندما طلب التلاميذ من السيد المسيح أن يعلمهم كيفية الصلاة، علمهم صلاة «أبانا الذى فى السموات» التى تتضمن «اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا». وشدد «قلينى» على أن الراعى الصالح أعطى مثالاً قوياً للتسامح فى الوصية التى قال فيها «من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً»، وهو مثال عظيم على التسامح.

وأضاف: فكرة التسامح متكاملة نادت بها جميع الأديان، وطالبت أتباعها بتطبيقها على أرض الواقع، خاصة أن بعض المسيئين يلين من خلال تطبيق تلك الوصية، وتطبيق الوصايا الربانية، وعلى رأسها التسامح، قد يكون صعباً على الإنسان، لأنه يشعر بالإهانة، لكن الله وعد من يلتزم بالتسامح بأجر أعظم.

«فكري»: يحمي الإنسان من الأمراض النفسية والجسدية

بدوره، قال القس رفعت فكرى، الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى، إن المحبة والتسامح طبيعة إنسانية تولد مع البشر، وتنفيذ الوصايا الإلهية واتباعها يثبّت تلك المشاعر، ويجعل الإنسان «سوياً نفسياً»، وتنفيذ وصية المسيح بمحبة الآخر ورفض كراهية الغير يتطلب ضبطاً نفسياً وروحياً كبيراً، وما إن يصل الإنسان لتلك المرحلة يكون قد وصل إلى السمو الإنسانى، ويكون أكثر قدرة على التسامح ورفض مشاعر الكراهية.

وأوضح أن الوصول للتسامح يحتاج للحب، فهو دواء وعلاج لكثير من المشكلات التى تواجه الإنسان، وهناك صلوات يطلب فيها المسيحى من الله أن يعطيه القدرة على الغفران والمسامحة، ففى الصلاة الربانية يقول المؤمن «واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا»، وهى دعوة للتسامح والمحبة.

غطاس: المسيح ارتقى بالوصايا الخاصة بالمحبة والتسامح

فيما قال الأب حبيب غطاس، راعى كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك، إن السيد المسيح ارتقى بالوصايا الخاصة بالمحبة والتسامح، فقال لمن أخطأوا فى حقه «اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون»، كما ضرب أروع مثال فى التسامح، وأكد أن رد الخير بالخير تصرف إنسانى، ورد الشر بالشر تصرف حيوانى، ورد الخير بالشر تصرف شيطانى، ورد الشر بالخير هو أسمى معانى التسامح التى نفذها السيد المسيح بنفسه.

وأوضح أن التسامح فى المسيحية متدرج، فالأول هو التسامح لقوله «أحبوا أعداءكم» فلا ننتظر من المخطئ أن يطلب الغفران، بل نمنحه عن طيب خاطر تنفيذاً لوصية السيد المسيح، ثم المباركة فى قوله «باركوا لاعنيكم» من خلال رد الإساءة بالمحبة، ثم الصلاة من أجلهم فى قوله «صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم»، وأخيراً رد الشر بالإحسان من خلال قوله «أحسنوا إلى مبغضيكم».

 

 

 

 


مواضيع متعلقة