رحلة ياسين التهامي سفير التسامح.. إنشاد رسالة سلام للإنسانية

رحلة ياسين التهامي سفير التسامح.. إنشاد رسالة سلام للإنسانية
- سفير التسامح
- رسالة سلام للإنسانية
- الإنشاد الصوفى
- لايلتزم بلحن
- سفير التسامح
- رسالة سلام للإنسانية
- الإنشاد الصوفى
- لايلتزم بلحن
مما يميز موسيقى التهامى أنه لا يلتزم بلحن واحد لكل قصيدة، فحالة التفاعل الداخلى الذى يجده فى نفسه وهو ينشد، وحالة التفاعل التى يصدّرها له جمهوره، تجعله متدفقاً بالتجديد، فلحن القصيدة الواحدة قد يتغير من حفل إلى آخر.
يشير «الباز» فى كتابه إلى أنه كان طبيعياً بعد أن ملأ التهامى الدنيا وشغل الناس فى مصر أن يفيض بما لديه على العالم، فلم يولد ياسين من أجل مصر فقط، ولكن وهبه الله إلى الدنيا كلها، فإذا كان يعتبر نفسه قدراً ساقه الله إلى الناس، فمؤكد أنه لم يكن يقصد الناس فى مصر بل الناس جميعاً. قصة التهامى مع السفر بدأت مبكراً، استطاع أن يفرض نفسه ليس على مسارح مهرجانات الموسيقى الروحية التى تُعقد فى دول عديدة فحسب، ولكن من خلال حفلات خاصة كان يُدعى إليها، فقد انتشر مريدوه على خريطة العالم، وهناك تأكد له أنه أصبح صاحب رسالة عالمية، تمثلت فى نشر الحب والتسامح والسلام.
ياسين: الكلمة جعلت الفقير سفيرا لها.. وحفلاتي بالخارج تمتد لساعات
تجول ياسين فى مختلف دول العالم، يقول عن ذلك: الكلمة جعلت الفقير سفيراً لها فى كل مكان، لقد سافرت إلى باريس وهولندا ولندن وإسبانيا والهند وكل الدول العربية مدعواً من قبَل مهرجانات للإنشاد الدينى يشترك فيها كل بلاد العالم من الهند وباكستان وأمريكا ودول أوروبا... وفى ليالى الخارج كانت تمتد الحفلات لساعات طويلة، وكان الجمهور يطالبنى بالمزيد.
تنبهت الصحافة الأوروبية مبكراً إلى ياسين وإلى ما أحدثه فى عالم الإنشاد، ولم يكن غريباً أن تصفه الصحافة الإسبانية فى التسعينات بأنه «ياسين العظيم ظاهرة الشرق»... فهو بكل المعايير الفنية والعلمية ظاهرة عابرة للحدود والأرواح واللغات.
ويروى «الباز» فى كتابه بداية تعرف ياسين التهامى إلى الموسيقى، قائلاً: قبل أن يعرف ياسين التهامى طريقه إلى الإنشاد عرف الطريق إلى الموسيقى، فقد منحه الله أذناً موسيقية، يقول «التهامى»: «تذوقت قبل أن أعرف، ولما تذوقت عرفت». ينابيع الموسيقى والنغم عند التهامى، بحسب ما قاله «الباز» فى كتابه، قراء القرآن الكريم، والمقامات، والسيدة أم كلثوم، وفيروز وصباح فخرى ومحمد عبده ووديع الصافى وناظم الغزالى.
قرار التهامي بإدخال الآلات الموسيقية إلى إنشاده
لم يكن قرار التهامى بإدخال الآلات الموسيقية إلى إنشاده لتصاحبه فى رحلته الروحية مجرد قرار حاول من خلاله تجديد روح الإنشاد وصبغه بصبغة جديدة، بل كان قدراً ساقه الله إليه، كما ساق إليه أقداراً كثيرة يعرفها هو، ولا يحيط بأسرارها غيره.
كان المنشدون والمداحون والمبتهلون الذين سبقوه يعصمون أنفسهم بعيداً عن الاستعانة بالموسيقى، ورغم أنه كان يقرهم على ما يقولون ولا ينتقد مسلكهم، ويعتبر أن الأمر كله خير، فإنه قد أدرك مبكراً أن الموسيقى يمكن أن تضفى جواً خاصاً يساعد فى وصول الحالة الروحية إلى الناس.
على خريطة التهامى تحتل فرقته الموسيقية مكاناً مهماً ومقدَّراً منه، مر عليه عازفون كثيرون، كانوا يعتبرون أن مشاركتهم فى العزف معه منحة من الله، ولذلك تراهم يحافظون على ذلك، وقد اجتهدوا جميعاً حتى يكونوا على موجة الشيخ لا يفارقونها.