تعاليم الراعي الصالح تزين شوارع عروس الصعيد.. «المقدس» علم الأطفال القرآن و«جرجس» يمدح النبي محمد
تعاليم الراعي الصالح تزين شوارع عروس الصعيد.. «المقدس» علم الأطفال القرآن و«جرجس» يمدح النبي محمد
عروس الصعيد، مليئة بالقصص الواقعية التى تعكس التسامح بين أبنائها، حيث تسلح أبناء المنيا بدرع المواطنة والمحبة وصدروا صوراً ونماذج إيجابية عن سماحة الأديان.
من شرق النيل، وتحديداً بقرية طهنا الجبل، بدأت أولى قصص المحبة، حيث عكف المقدس المسيحى الراحل العم عياد على تحفيظ أطفال القرية المسلمين القرآن الكريم، وحول بيته لكتاب يقصده مئات التلاميذ. كان يتلو القرآن الكريم ويفسر معانى آياته للتلاميذ رغم اختلاف ديانته. ظل المقدس على مدار 20 عاماً، معلماً ومحفظاً حتى فارق الحياة مؤمناً بمبادئ التسامح والمحبة.
وفى قرية صندفا بمركز بنى مزار، يجلس عماد جرجس المسيحى، الشهير بمداح الرسول، ليردد موال «لأجل النبى»، حباً فى النبى محمد، حيث برع المداح فى ترديد أناشيد دينية ومواويل شعبية ليطرب مسامع أصدقائه وجيرانه المسلمين، الذين اعتادوا أن يقضوا السهرات والأمسيات، للتأكيد على الوحدة وعمق المحبة.
«فايز يوسف»، اسم مشهور فى المنيا ومعروف بفنه الإبداعى فى النحت والرسم، ذاع صيته فى نقش أسماء الله الحسنى بمساجد المنيا، فتجده يبذل قصارى جهده من أجل أن يكتب الآيات القرآنية وأسماء الجلالة بخط بديع، ما يجعله يستغرق أحياناً وقتاً طويلاً، يمتد لنحو أسبوعين.
مايكل تبرع بـ200 ألف جنيه لإنشاء مسجد
نماذج التسامح والرحمة مستمرة فى عروس الصعيد، حيث تبرع المقاول مايكل عاطف منير، بمبلغ 200 ألف جنيه لإنشاء مسجد بمجمع سكنى، كصدقة جارية على روح والده، الذى استشهد على يد إرهابيين أثناء توجهه لزيارة دير الأنبا صموئيل بمركز العدوة فى مايو 2017.
فى قرية شبيب الشرقية بالمنيا، تسمع حكاية فريدة، فعمدتها المسلم عواد الفرجانى يحتفظ بنسخة من الإنجيل فى منزله، مثلما يحتفظ بالمصحف، ليقسم عليه المتخاصمون أثناء حل أى مشكلات. يقول الفرجانى، كانت ترضعنى سيدة مسيحية تدعى «أدينة»، وصار لى شقيقة مسيحية من الرضاعة تدعى «روما»، وكنت أعمل مدرساً بقرية يونس صميدة المجاورة، وكانت بدون مدرس دين مسيحى، فتطوعت لإعطاء المادة، وفى عام 1915، تبرع والدى بقطعة أرض مساحتها قيراط لإقامة كنيسة وقام بتشييدها وبنائها على نفقته الخاصة، وفى عام 2000 قمت بتجديدها وتوسعتها.
