بعد أزمة التعاليم الخاطئة.. أساقفة ينظمون مؤتمر للعقيدة مقابل 325 جنيها
مطالبات بإحضار الكتاب المقدس وملاية سرير وكيس مخدة وكوب وملعقة وشوكة
الدعوة لمؤتمر العقيدة القبطية
أعلنت لجنة العقيدة بأسقفية الشباب التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن تنظيم مؤتمر "دراسات متخصصة في العقيدة القبطية الأرثوذكسية"، يحاضر فيه كل من: "الأنبا بنيامين مطران المنوفية، الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا كاراس الأسقف العام بالمحلة الكبرى، الدكتور رشدي واصف بهمان رئيس قسم العبادة والليتورجيا بالكلية الإكليريكية"، وذلك ببيت مارمرقس في منطقة "أبو تلات" بالإسكندرية، في الفترة من بعد غد الإثنين وحتى الجمعة المقبلة.
المؤتمر يناقش قضايا "اللاهوت المقارن والحداثة وخدع من ديانات الشرق الأقصى
والمؤتمر الذي يحمل عنوان "احفظ الوديعة.. معرضًا عن الكلام الباطل"، يناقش "قضايا معاصرة في اللاهوت المقارن، الحداثة وتحديات إيمانية معاصرة، عقيدتنا بحسب الأصل اليوناني للكتاب المقدس، خدع من ديانات الشرق الأقصى"، وقررت أسقفية الشباب اقتصار حضوره على ترشيحات الأساقفة والكهنة وأمناء الخدمة وجعلته بمقابل اشتراك يبلغ 325 جنيهًا بالموصلات ودونها 295 جنيهًا، ومنعت اصطحاب الأطفال فيه، وطالبت المشاركين بإحضار "الكتاب المقدس، بلوك نوت، قلم، ملاية سرير، كيس مخدة، كوبا، ملعقة، وشوكة".
المؤتمر نتيجة تقديم 4 أساقفة مذكرة للمجمع المقدس تطالب التصدي للتعليم الخاطئ بالكنيسة
اللافت للنظر أن 3 من الأساقفة المشاركين في المؤتمر وهم: "الأنبا بنيامين، الأنبا موسى، والأنبا أغاثون"، أثاروا الجدل خلال الفترة الماضية وخاصة قبيل انعقاد الجلسة العامة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الشهر الماضي، حول أزمة التعاليم الخاطئة بالكنيسة.
إذ تقدم هؤلاء الأساقفة إلى جانب الأنبا مايكل الأسقف العام بالولايات المتحدة الأمريكية، بمذكرة للمجمع المقدس والبابا، تطالب بالتصدي للتعاليم الدينية الخاطئة، وتحذر من انتشارها في الكنيسة عبر أساقفة وكهنة ورهبان.
وعدّدوا في المذكرة التي تداولتها صفحات قبطية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأخطاء التي انتشرت في الكنيسة، مثل وجود ملاحظات على بعض فروع الإكليريكيات، والمراكز التعليمية الحديثة، ومناهجها، وبعض الأساتذة الذين يقومون بالتدريس فيها، سواء داخل مصر أو خارجها، وخاصة ما يسمى "بمدرسة الإسكندرية"، وانتشار التعاليم الخاطئة، مثل انكار الخطية الجدية، وما ترتب عليها من نتائج لآدم وكل نسله، وإنكار الفداء والكفارة والموت النيابي، والبدلية العقابية، والعدل الإلهي، وإنكار وجود جهنم، والعقوبة والدينونة، والعقاب الأبدي، وانكار البعض لعصمة الكتاب المقدس عموماً، والاعتقاد بأسطورية احداث العهد القديم، والإيمان ببدعة الخلاص العام، أنه متاح لغير المؤمنين، أو الشواذ (أي المثليين)، والملحدين وغيرهم.
وأشارت المذكرة، إلى أنَّه تلاحظ الهجوم على تاريخ الكنيسة، وأبطال الإيمان، وكل آباء ومعلمى الكنيسة المعاصرين، المشهود لهم أمثال: البابا شنودة الثالث، والأنبا جريجوريوس، والأرشيدياكون حبيب جرجس وأمثالهم، والهجوم على الرهبنة القبطية ومؤسسيها، والأديرة والرهبان، بصورة مهينة غير مسبوقة، بكل وسائل الإعلام المتنوعة، والمُعاداة والتشهير، والتعدي بألفاظ خارجة على كل من ينادي بالإيمان المستقيم، ويدافع عنه سواء كان الأساقفة، أو الكهنة، أو الرهبان، أو من الخدام والخادمات.
وأوضحت المذكرة، أنَّ هناك مكانة تُعطى أمام الرأي العام والكنسي، لأصحاب التعاليم الخاطئة أو المقطوعين بقرار من المجمع المقدس، لاعطائهم شرعية، لقبولهم، أمام البسطاء من الخدام والشعب، لافتة إلى أنَّ هناك البعض من الأديرة والمدارس والإيبارشيات، لها كتابات تتعارض مع إيمان الكنيسة، يجب الجلوس مع أصحابها وإيجاد حل لها، وذلك بمراجعتها، واتخاذ قرارات لتصحيح الأخطاء، كما أنَّ هناك البعض من الإكليروس والرهبان، والخدام والخادمات، لهم تعاليم شفاهية أو مكتوبة، تشوبها الأخطاء الكتابية والإيمانية والعقائدية.
وأكّد الأساقفة الأربعة، ضرورة مراجعة الكتب والمجلات والنبذات، وما يصدر على المواقع من تعاليم خاطئة، وبها أخطاء عديدة، كانت ومازالت سبب بلبلة في التعاليم الكنسية، واعتناق عقائد غريبة، مثال: أسطورية الكتاب المقدس، ومدارس نقد الكتاب، وتناول المرأة الحائض...وغيرها، مطالبين بضرورة وضع حدود للاختلاط بكنائس الطوائف، والتمسك بالوحدة المسيحية القائمة على الإيمان الواحد الذي تسلمته الكنيسة.
وهاجم الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة، في لقاء تلفزيوني، الطريقة التي تم بها عرض المذكرة وتسريبها وأنَّ العديد من أعضاء المجمع المقدس رفضوا تلك الطريقة، إلا أنَّ المجمع المقدس قرر الموافقة على توصية بتشكيل مجلس للتعليم الكنسي، وتشكيل لجنة فرعية جديدة للمراجعة الإيمانية تكون مسئولة عن مراجعة أي تعليم خاطئ ينشر سواء على الميديا أو على المنابر ويكون مقررها الأنبا هدرا مطران أسوان.
وتعد قضية التعاليم الخاطئة، قضية مزمنة منذ سنوات بالكنيسة، وأخذت فيها من قبل العديد من القرارات، وأقيمت المؤتمرات وخاصة تلك التي تنظمها أسقفية الشباب برئاسة الأنبا موسى داخل مقر المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة الأنبا إرميا، إلا أنَّها مازالت تمثل الهاجس الأكبر داخل جدران الكنيسة.