الكنيسة تعلن الحرب على التعاليم الخاطئة: بالخطط واللجان والمؤتمرات

الكنيسة تعلن الحرب على التعاليم الخاطئة: بالخطط واللجان والمؤتمرات
- البابا تواضروس الثاني
- الكلية الإكليريكية
- الكنيست
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- البابا تواضروس الثاني
- الكلية الإكليريكية
- الكنيست
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تفاقمت ظاهرة التعاليم الخاطئة داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال الأونة الأخير، وانقسمت الكنيسة إلى طرفين، أحداهما لقب بالمجدد والإصلاحي والآخر بالتقليدي والرجعي، وتراشق الطرفان بالبيانات والتصريحات الإعلامية، ودافع كل طرف عن وجهة نظره بأسانيد من الكتاب المقدس وأقوال الآباء.
وأمام هذا الأمر، تدخل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال اجتماعه السنوي، نهاية مايو الماضي، بتشكيل لجنة من 5 أساقفة بالكنيسة لدراسة ومراجعة الأخطاء التعليمية التي تصدر من بعض المعلمين الكنسيين.
وجاء هذا القرار، بعد أن اشتعلت في مايو الماضي، اشتعلت أزمة التعاليم الخاطئة داخل الكنيسة الأرثوذكسية، بعد انضمام الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة ورابطة خريجي الكلية الإكليريكية، لمطالب 11 من أساقفة أمريكا وملبورن باستراليا ولندن في بريطانيا، بإقامة "حوار لاهوتي" داخل الكنيسة لمواجهة خطر تلك التعاليم على الإيمان المسيحي والطعن في الكتاب المقدس.
وأصدر الأنبا أغاثون، وقتها بيان يؤيد فيه مطالب إقامة حوار لاهوتي داخل الكنيسة بسبب التعاليم الخاطئة والانحرافات العقائدية، والتي قال أن لها أصحابها في الوسط الكنسي.
كما أرسلت رابطة خريجي الكلية الإكليريكية التابعة للكنيسة، رسالة إلى البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس، تحذر فيه من وجود أخطاء عقيدية وكتابية وروحية داخل الكنيسة ترقى لمستوى الهرطقات التعليمية والتي تخص الأسرار المقدسة والتشكيك في حقيقة وواقعية بعض أحداث العهد القديم ومخالفة المفهوم السليم للمحبة التي لا تتعارض مع معتقداتهم وإيمانهم.
وقالت الرابطة إن "تلك التعاليم قد تدفع الأقباط إلى اللاطائفية والإلحاد والتشكك في الثوابت الإيمانية، وتثير البلبلة والصراعات والانقسامات داخل الكنيسة".
كما تصدت أسقفية الشباب، برئاسة الأنبا موسى مقرر لجنة التعليم والإيمان بالمجمع المقدس، بالتعاون مع بعض الجهات داخل الكنيسة، لتلك الأزمة بعقد المؤتمرات الكنسية التي استضاف معظمها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والتي تناولت أمور العقيدة وشرحها وتفنيد الآراء والأسئلة حولها والبدع الحديثة التي بدأت تنتشر، كما رفع بعض الأساقفة شعارات حماية الإيمان الأرثوذكسي منهم الأنبا أغاثون أسقف مغاغة وتوابعها عبر رابطة خريجي الكلية الإكليريكية، ومطران دمياط وكفر الشيخ الراحل الأنبا بيشوي، والذي تخصص الأخير في إصدار المذكرات والكتيبات لتفنيد تلك الأخطاء اللاهوتية من وجهة نظره، مدافعا عن التعليم الأرثوذكسي السليم.
ولا تعد أزمة التعاليم الخاطئة وليدة الفترة الحالية رغم أخذها حيزا كبيرا داخل الكنيسة في الأونة الأخيرة، إذ أنها استمرت طوال عهود الكنيسة وكان أشرسها في عهد البابا الراحل شنودة الثالث مع القمص متى المسكين، وغيره من رجال الكنيسة.
وبرزت الأزمة تحديدا مع منتصف 2017، مع ما يعرف بمدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية وتعاليمها والتي تضم بين صفوفها أساقفة وكهنة ورهبان، وبعد الراهب سيرافيم البراموسي، أحد مؤسسي المدرسة الذي تصدى لكتاباته الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط والبراري، وفند الأخطاء اللاهوتية والإيمانية في كتب للرد عليها، كما وصل الأمر لتدخل لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس برئاسة الأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة، وإرسال توصيات للبابا تواضروس حول كتابات الراهب على وجه خاص وما يصدر عن تلك المدرسة بوجه عام.
الأمر الذي دفع البابا لعقد اجتماعاً لمناقشة ما يُثار حول المراكز التعليمية في الكنيسة وما تقدمه من مناهج ومطبوعات، بمشاركة عدد من الأساقفة والرهبان وعدد من الخدام والدارسين في المجالات الكنسية والإيمانية والتاريخية، انتهي وقتها لإصدار عدد من التوصيات، تضمنت تشكيل 4 لجان لمتابعة تنفيذ التوصيات، وهي "لجنة مناقشة واستماع للملاحاظات التعليمية المثارة في الآونة الأخيرة، لجنة إعداد معجم الاصطلاحات اللاهوتية بعدة لغات وتقديم مشروعات مختصرة، لجنة وضع مسودة موضوعات تشكل ركائز الإيمان القبطي مع الشرح الكنسي الكامل لها، لجنة حصر وتقنين المراكز التعليمية في الكنيسة وضبط إيقاعها وكيفية إدارتها تحت المظلة الكنسية".
جاء ذلك قبل أن تجلب تصريحات للأنبا إنجيلوس، أسقف شبرا الشمالية، حول الكتاب المقدس، في نهاية العام الماضي، أثناء توليه منصب النائب البابوي بأمريكا الشمالية، عاصفة الجدل من جديد الأمر الذي دفع البابا لإعادة الأنبا إنجيلوس إلى القاهرة، وتعيين الأنبا دافيد أسقف نيويورك نائبا بابويا له في أمريكا.
وعقد البابا في الفترة من 3 إلى 5 أكتوبر الجاري، المؤتمر الثاني لشؤون المهجر، على هامش زيارته الرعوية الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخصص المؤتمر لمناقشة "التعليم اللاهوتي بالمهجر"، وذلك بحضور 15 أسقف من أمريكا وأوروبا، وعدد كبير من الكهنة، وتم الخروج منه بتوصيات وخطة عمل لمدة 3 سنوات لمواجهة التعاليم الخاطئة.