مصطفى عبداللاه يكتب: مدينة سوهاج الجديدة.. نموذج تنموي رائد في قلب صعيد مصر

مصطفى عبداللاه يكتب: مدينة سوهاج الجديدة.. نموذج تنموي رائد في قلب صعيد مصر
- السيسي
- حياة كريمة
- سوهاج
- سوهاج الجديدة
- محافظة سوهاج
- مدينة سوهاج
- المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
- مصطفى عبداللاه
- السيسي
- حياة كريمة
- سوهاج
- سوهاج الجديدة
- محافظة سوهاج
- مدينة سوهاج
- المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
- مصطفى عبداللاه
تشهد الدولة المصرية اليوم الخميس، الخامس من يناير 2023، الافتتاح الرسمي لمدينة سوهاج الجديدة، ليتوج هذا الافتتاح مختلف الجهود المبذولة على مدار العقديين الماضيين، والتي بدأت أولى خطواتها مع إصدار القرار الجمهوري رقم 196 لسنة 2000، والذي تمت بموجبه عملية تحديد المنطقة المستهدفة لإقامة هذا المجتمع العمراني الجديد على مساحة تقارب 30 ألف فدان من الأراضي الصحراوية لوادي النيل، والواقعة إلى الجنوب الغربي لمدينة سوهاج عاصمة المحافظة الحائزة على ذات الاسم، وتقدر الاستثمارات الإجمالية للمشروع حاليا بـ4.196 مليار جنيه مصر.
وتمثل مدينة سوهاج الجديدة نموذجا مثاليا للمجتمعات الجديدة المتكاملة، حيث حرص المخططون على تنويع أوجه النشاط الاقتصادي القائم بنطاق المدينة، لتوفير أغلب معايير الاستدامة لهذا المجتمع الحضري الناشئ، علاوة على توفير فرص العمل التي تساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لقاطنيه، ما يضمن نمو وتوسع المدينة على مدار العقود القادمة.
مدينة متنوعة الأنشطة
تتميز مدينة سوهاج الجديدة بوجود عدد من كبير من الأنشطة الاقتصادية القائمة بها، مثل النشاط الصناعي والنشاط التجاري والنشاط الخدمي، إضافة إلى النشاط السكني والعقاري، وتعتبر الثروة العقارية السكنية في هذا الإطار أبرز الأصول المملوكة للقطاعين العام والخاص في مدينة سوهاج الجديدة وأكثرها عددا، حيث قارب العدد الإجمالي للوحدات السكنية تامة التشييد أوائل العام المنصرم 2022 نحو 40 ألف وحدة، واستحوذ القطاع الخاص على أكثر من 80% من جملة الاستثمار في العقار السكني، في حين لم تجاوز نسب مشاركة القطاعين الحكومي والعام أكثر من 17% بواقع 8340 وحدة فقط.
وكان للكيانات الاستثمارية الخاصة دور فاعل في تنمية الملف الإسكاني بالمدينة، حيث جرى حتى عام 2021 تخصيص 14 قطعة قطع أرض بمساحات تتراوح بين 12 فدانا و250 فدانا لتطوير مشروعات عمرانية متكاملة سكنية، كما كان للكيانات الاستثمارية الصغيرة والمواطن العاديين دورا مهما لدعم عملية تطوير المدينة، حيث استحوذت هاتين الفئتين على أكثر من 20 ألف قطعة أرض فضاء صغيرة الحجم لبناء المباني السكنية، سواء كانت إسكان عائلي أو إسكان بمشروع ابني بيتك أو إسكان متميز وفاخر.
كما تتوافر بالمدينة العديد من الأنشطة الخدمية التي يعتبر وجودها ضروريا لتسهيل حياة المواطنين، وتأتي من بينها الخدمات العلاجية والصحية، لذلك نجد بمدينة سوهاج الجديدة مستشفى جامعي يسع 200 سرير طبي ويخدم مختلف التخصصات الطبية، وأيضا مستشفى لعلاج أورام الأطفال تم تشييدها بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية لتسع 263 سريرا، ليتخصص ذلك في تقديم الخدمات الخاصة بالغسيل الكلوي، والكشف بالمناظير، والعلاج الكيميائي، فضلا عن تقديم خدمات العناية المركزة وإجراء العمليات الجراحية، وتشييد بالمدينة أيضا 4 وحدات صحية ونقطة إسعاف ومركز صحي حضري، كما توجد مفاوضات مع عدد من الكيانات الاستثمارية لتشييد منشئات طبية خاصة، وذلك لزيادة تعزيز حالة الخدمات الطبية بالمدينة.
الأنشطة التجارية اخذت حيزا مناسبا من اهتمام إدارة المدينة، حيث جرى تشييد سوق حضاري لتجارة الحاصلات الزراعية بالجملة على مساحة 43 فدانا، وبلغت قيمته التعاقدية نحو 100 مليون جنيه، ويضم السوق 351 محلا تجاريا، تتنوع بين دكاكين لبيع الخضراوات والفاكهة وثلاجات وشوادر، إضافة الي مجموعة من المباني الخدمية الملحقة، كما عززت المدينة خدماتها التجارية من خلال تشييد عدد من المولات التجارية الموزعة بأنحاء المدينة بالتعاون مع مستثمري القطاع الخاص.
ملف التعليم كان له نصيب جيد من الرعاية، حيث قامت الدولة بتشييد جامعة سوهاج الجديدة، إضافة إلى التصريح للقطاع الخاص بتشييد جامعتين آخرتين جرى تشغيل واحدة منهما بالفعل، بخلاف تشييد 17 مدرسة للتعليم ما قبل الجامعي، منها 3 مدارس حكومية للتعليم الأساسي، و3 مدارس خاص لمختلف المراحل، كما ظهر اهتمام واضح بملف الأنشطة الترفيهية ومنها المنشآت الرياضية والاجتماعية، والتي كان من بينها 6 نواد اجتماعية و5 ملاعب ثلاثية و4 حدائق عامة.
بنية تحتية متطورة
تتميز مدينة سوهاج الجديدة بوجود شبكة من البني التحتية الخادمة لها والداعمة لحركة تطورها المتصاعدة، ومن تلك البني التحتية نجد مشروعات الطرق ومرافق المياه وخطوط الصرف الصحي ومحطات انتاج الكهرباء علاوة مرافق النقل الحديث سواء جوية او برية.
ولقد كان وقوع المدينة في قلب المخطط الاستراتيجي الجغرافي لمحافظة سوهاج سبباً في إيلاء قدر كبير من العناية لمشروعات الطرق، الرابطة بين مدينة سوهاج الجديدة ونظيرتها القديمة من جهة، بين مدينة سوهاج الجديدة والطريق الصحراوي الغربي من جهة اخري، لذلك شيدت الجهات المختصة طريق سوهاج العاصمة – سوهاج الجديدة بطول 8.3 كيلو متر، وطريق سوهاج الجديدة – مطار سوهاج الدولي بطول 7.5 كيلو متر، والطريق المار حتى الصحراوي الغربي «القاهرة - أسوان» بطول 14 كم، وطريق شمال جامعة سوهاج الجديدة بطول 2.7 كم.
وفيما يخص قطاع المرافق، حرصت الجهات المختصة على تنفيذ 6 آبار جوفية بطاقة 200م3/ ساعة لإمداد المدينة بمياه الشرب، إضافة لخط طرد لتلك المياه بقطر 1000 مم وبطول 18.5 كم، ومحطة تنقية لمياه الشرب بطاقة 70 ألف م3، وشبكات لتوزيع المياه بأطوال جاوزت 330 كم.
أما عن خدمات استقبال ومعالجة مياه الصرف الصحي، فلقد قامت الجهات المختصة بربط المدينة بمحطة معالجة سوهاج غرب، وذلك مرورا بمحطة الرفع الخاصة بالمدينة، كما تستعد المدينة لافتتاح محطة معالجة مياه صرف صحي ثلاثية خاصة بها بطاقة 36 ألف م3/ يوم.
ولقد سعت الجهات المختصة أيضا إلى تطوير خدمات الكهرباء بالمدينة من خلال ربطها بمحطة محولات الكوامل بقدرة 53 ميغاوات، وذلك من عن طريق شبكة طولها 1160 كم، تقوم على إدارتها خمسة موزعات للكهرباء.
ويرتبط بالمدينة من ناحية الجنوب ميناء سوهاج الدولي الجوي، الذي يعتبر نافذة إقليمية على العالم الخارجي، ويمتلك هذا المطار مدرج بطول 3 كيلو مترات، وهو ما يتناسب مع هبوط واقلاع الطائرات ذات الحجم الكبير، كما بالمطار صالة للركاب المغادرين والواصلين تقدر سعتها الاستيعابية بنحو 400 راكب في الساعة، وبعد المطار عن مدينة سوهاج الجديدة بفترة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة، كما يبعد المطار عن مدينة سوهاج العاصمة بمسافة 40 دقيقة فقط.
ختاما، يمكننا القول إنّ مدينة سوهاج الجديدة تعد نموذج واعد للتجمعات العمرانية الجديدة بمنطقة الصعيد، فجميع الإمكانات المتوفرة بها تؤهلها لتكون مكانا جاذبا للسكان، وتعكس ذلك بكل جلاء مستهدفات التعداد السكاني حتى العام 2050، والتي تتوقع ان يقطن بالمدينة 1.5 مليون نسمة، وهو ما يمثل تقريبا 30% من التعداد الحالي لمحافظة سوهاج.
أ. مصطفى عبداللاه
باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية