الحاجة «منى» 18 سنة سايس في العتبة: «بنام على الرصيف وأصرف على أخواتي»

كتب: هبة سعيد

الحاجة «منى» 18 سنة سايس في العتبة: «بنام على الرصيف وأصرف على أخواتي»

الحاجة «منى» 18 سنة سايس في العتبة: «بنام على الرصيف وأصرف على أخواتي»

بملابس يسيل منها العرق ويكسوها رماد الشوارع، تنتقل دون توقف بين سيارة متحركة مقبلة عليها، وأخرى تستعد للحركة، تستريح لدقائق فقط، وتعود لعملها بعد سماع صوت سيارة أخرى، يردد صاحبها «فين السايس اللي هنا»، فتجري مسرعة لأداء مهام عملها، هكذا تعيش الحاجة منى محمود ساعات يومها، وتكسب قوتها.

الحاجة منى تبلغ من العمر 59 عامًا، تعمل في مهنة السايس بالعتبة منذ أكثر من 20 عامًا، عملت لسنوات طويلة في خدمة البيوت إلى أن اتخذت قرارها، نزلت الشارع وبدأت عملها، تروي لـ«الوطن»: «قولت لنفسي ليه تعب البيوت، أنا أقعد واشتغل سايس عربيات أحسن لي».

الحاجة منى: بعمل كوباية شاي واشتغل

تضرب شمس النهار في وجهها لإفاقتها من حلم جميل كانت تعيشه أثناء نومها على الرصيف، لتستيقظ على صوت «كلاكس» سيارة تتخذ من جانب الرصيف مكانًا للوقوف، تمسك «الفوطة» الصغيرة ذات اللون الأصفر، وتبدأ حتى قبل أن تغسل وجهها بمباشرة عملها: «لو اتأخرت في النوم بصحى على طول ألاقي عربيات بتركن والشغل موجود فببدأ أشتغل، لكن في أيام كتير بصحى بدري وبعمل كوباية الشاي وببدأ أعمل شغلي».

الحاجة منى: بصرف على أخواتي البنات

تعمل الحاجة منى مع أحد الأشخاص هو المسئول عن المكان، فتعطيه ما حصلت عليه من عملها: «لما بيجي الصبح بياخد مني الفلوس، وبيفضل قاعد وشايفني شغالة عشان لو حد عمل معايا مشكلة، ومع الوقت بقيت معروفة في المكان والناس كلها أصحابي، وكل الناس اللي بتركن العربيات بيعاملوني كأني أختهم»، مُضيفة أن عملها كسايس أفضل من عملها في خدمة البيوت: «شغلانة حلوة بس النومة بتاعتها متعبة، أنا بجيب الجنيه بعرقي بدل ما أمد أيدي للناس، بصرف على أخواتي البنات، الصبيان بيشتغلوا فمش بياخدوا مني فلوس».


مواضيع متعلقة