«الجهود التنموية في محافظات الصعيد».. دراسة بحثية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

كتب: رنا حمدي

«الجهود التنموية في محافظات الصعيد».. دراسة بحثية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

«الجهود التنموية في محافظات الصعيد».. دراسة بحثية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

وضعت مصر استراتيجية التنمية المستدامة لتعزيز رؤية مصر 2030 من خلال التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الوطني، الذي بدأ في نوفمبر 2016، ومن خلال هذا البرنامج نفذت مصر العديد من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية مع العمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، والسيطرة على السياسة المالية والنقدية، وإجراء الإصلاح الهيكلي في العديد من القطاعات، وتحسين بيئة الأعمال، وتكثيف الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، وتحفيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام الذي يحركه القطاع الخاص كشريك فعال للحكومة تعمل على تحقيق التنمية ، مع التوسع أيضًا برامج الحماية الاجتماعية للتخفيف من تأثير تدابير الإصلاح على من هم في أمس الحاجة إليها.

في قلب كل هذه الجهود يأتي الهدف الاستراتيجي المتمثل في تحسين نوعية الحياة للمواطنين في محافظات صعيد مصر من خلال تكثيف الجهود والاستثمارات الموجهة إلى المنطقة، كما تم تطبيق عدد من منهجيات الاستهداف من خلال برنامج تكافل وكرامة، والذي يهدف إلى تحقيق هدف العدالة الجغرافية من خلال معالجة الفوارق الإقليمية التي تؤثر على المناطق الريفية مثل صعيد مصر، ليغطي البرنامج محافظات صعيد مصر وهي الأفقر في البلاد، من توفير فرص عمل لأبناء تلك المحافظات، والاستهداف المباشر للأسر الفقيرة والاستهداف القاطع للنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ويعمل البرنامج في 34 مركزًا في الصعيد ضمن مبادرة حياة كريمة، باعتبارهم الأكثر احتياجا، بتكلفة 155 مليار جنيه يتم خلالها تطوير شامل وكامل للبنية التحتية وتوفير خدمات التعليم والصحة للمواطنين، وتهدف الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها في الصعيد لتقليل الفجوة الموجودة بين ريف الصعيد وريف الوجه البحري.

كما يعمل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر أيضًا على استهداف المناطق الأكثر ضعفًا في صعيد مصر والوصول إلى الفقراء في هذه المناطق، وخاصة الشباب والنساء.

التوجه نحو الصعيد

منذ 8 أعوام والدولة تضخ 1.1 تريليون جنيه سنوياً لمشروعات تنموية في مختلف القطاعات بمحافظات الصعيد المختلفة، ونفذت الدولة برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر والذي ينفذ في محافظتي سوهاج وقنا، وجار الإعداد للتوسع الجغرافي في محافظتين إضافيتين هما أسيوط والمنيا، ليستفيد من البرنامج حوالى 5.4 مليون مواطن حتى الآن، نصفهم من السيدات، وذلك من مشروعات تحسينات البنية التحتية المحلية وتقديم الخدمات، كما استفادت حوالى 80 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة من تحسينات البرنامج منذ إطلاقه، وساهم في تحسين بيئة الأعمال المحلية بنسبة 9.3% في محافظتي سوهاج وقنا.

وبإلقاء نظرة على مشاريع التنمية في محافظة سوهاج فقد حظيت المحافظة باهتمام من خلال مشروعات البنية التحتية التي تستهدف المراكز وقرى المحافظة، من خلال أعمال رصف الطرق والإنارة وإنشاء البوابات الخاصة بالمدن وتغطية الترع وغيرها، وتعد مدينة طهطا واحدة من المدن التي تتوالى فيها أعمال إنشاء المشروعات الجديدة بمختلف الأماكن، وتكلفة مشروعات البنية التحتية التي تنفيذها بالمدينة تجاوزت 128 مليون و500 ألف جنيه.

كما تم إنشاء مدينة سوهاج الجديدة والتي تعد إحدى المدن الجديدة التي تم إنشائها طبقاً لقرار جمهوري منذ عام ٢٠٠٠، وهي إحدى مدن الجيل الثالث، ويطلق عليها أيضاً اسم “الكوامل” لأنها تعد قريبة جداً من قرية الكوامل وتحتوي على جزأ منها. ومن المستهدف أن يصل حجم السكان في المدينة إلي ٨٢٠٠٠٠ نسمة حتى عام ٢٠٥٠، يبعد موقع مدينة سوهاج الجديدة 8 كم فقط عن سوهاج الحالية، حيث تقع جنوب غرب مدبنة سوهاج غرب النيل، تبلغ المساحة الكلية للمدينة حوالي 29,000 فدان، حيث تنقسم المدينة إلى: مناطق سكنية، مناطق خدمية، مناطق صناعية، مناطق تعليمية، مناطق ترفيهية. كما يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات في سوهاج الجديدة: 3.1 مليار جنيه تنقسم كالآتي: قطاع الإسكان: 1.1 مليار جنيه، قطاع الخدمات: 234.7 مليون جنيه، قطاع المرافق: 1.7 مليار جنيه، قطاع الزراعة: 26.1 مليون جنيه.

تبلغ عدد شقق مدينة سوهاج الجديدة 686 وحدة من الإسكان الحر، تم تنفيذ وتخصيص 686 وحدة بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة سوهاج، تم تنفيذ 7200 من شقق سوهاج الجديده في 300 عمارة سكنية، جاري تنفيذ 456 وحدة سكنية في 19 عمارة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، يبلغ عدد اراضى سوهاج الجديده 2,489 قطعة أرض ضمن مشروع ابني بيتك – 152 قطعة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، ويبلغ عدد أراضي الإسكان المتميز 196 قطعة، تحتوي سوهاج الجديدة علي خدمات متميزة مثل: جامعة سوهاج الجديدة، محطة أتوبيس، نادي اجتماعي، مباني ترفيهية، سينمات، مطاعم، هايبر ماركت، مستشفى.

وبشكل عام فإن من أهم المشروعات بمحافظة سوهاج هي:

أولاً: الانتهاء من طريق "بنجا" بطول 3 كيلو متر، وبتكلفة 800 ألف جنيه، ضمن خطة المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة"، شاملة أعمال تغطية الترعة المجاورة، ورفع كفاءة الطرق الفرعية، ورفع المستوى البيئي، وإنشاء سور حول نقطة التجميع الخاصة بمخلفات المدينة.

ثانياً: تشغيل لوحة توزيع كهرباء بنجا بتكلفة 55 مليون جنيه ضمن الخطة الذكية لقطاع كهرباء سوهاج؛ لرفع مستوى الكهرباء والجهد العالي، وتخدم مناطق غرب وشمال طهطا، ومجلس قروي بنجا والقرى المجاورة، بناء الطريق الغربى طهطا / طما، والذي يربط بين ثلاث مركز هى "طهطا وطما والمراغة"، بطول 33 كيلو متر، وبتكلفة 55 مليون جنيه، بتمويل من جهاز التعمير والبناء، ويعتبر الشريان الذى يربط طهطا بالمنطقة الصناعية بغرب طهطا.

ثالثاً: إنشاء الطريق الدائرى "بحر أبو كحلة"، بطول 4 كيلو متر بتكلفة 7 ملايين جنيه، ويشمل تغطية الترعة المجاورة وأعمال الرصف وازدواج الطريق، ويشمل أيضا 2 كوبرى بتكلفة 7 ملايين و500 ألف جنيه؛ لربط شبكة الطرق الحديثة، وتطوير 2 حديقة عامة بجوار كوبرى طهطا، وتطوير ميدان رفاعة الطهطاوي، بتكلفة 750 ألف جنيه، وذلك ضمن خطة الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا.

رابعاً: إنشاء بوابة مدخل مدينة طهطا البحرى بتكلفة 2 مليون جنيه، ضمن مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، حيث شملت أعمال البوابة " تجميل ورصف وازدواج الطريق، وتغطية الترعة المجاورة، وأعمال اللاند سكيب، وتركيب البردورات، وأعمال الإنارة والكهرباء.

أهم المشروعات المنفذة في محافظات الصعيد

قطاع النقل والمواصلات والسكك الحديدية: تم تخصيص 225 مليار جنيه لمشروعات السكك الحديدة خلال الفترة من 2014 وحتى 2024، وتم إنشاء وتطوير 6600 كم من الطرق وإنفاق 32 مليار جنيه في تطوير منظومة السكة الحديد، وتم أيضًا تنفيذ 365 كوبري ونفقًا، كما تم افتتاح عدد من مشروعات محاور الطرق والنقل ومنها محور قـوص بمحافظة قنا بطول 19 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوي غرباً عبر نهر النيل، ومحور عدلي منصور بمحافظة بني سويف بطول 7 كيلومترات ويربط بين البر الشرقي للنيل (طريق الصعيد الحر عن طريق وصلة بياض العرب) وبين البر الغربي للنيل (طريق الفيوم بني سويف)، محور سمالوط بمحافظة المنيا النيل بطول 24 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوي غرباً عبر نهر النيل، أيضاً تم افتتاح محور كلابشة بمحافظة أسوان بطول 23 كيلومترا ويربط الطريق الزراعي شرقاً بالطريق الزراعي الغربي والطـريق الصحراوي غرباً عابراً نهر النيل جنوب كلابشة، محور ديروط الفرافرة المرحلة الأولى بطول 15 كيلومترا ويربط بين شرق وغرب النيل.

إضافة إلى تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي (القاهرة/ المنيا) بطول 230 كيلومترا، ازدواج طريق (سفاجا- القصير- مرسى علم) بطول 200 كيلومتر، بالإضافة إلى عدد من الكباري والمزلقانات ومنها: كوبري میدان المديرية بمحافظة بني سويف، كوبري البلينا بمحافظة سوهاج، كوبري أعلى مفيض توشكي، ويشارك في تنفيذ مشروعات الطرق 125 شركة منها 122 شركة قطاع خاص يعمل بها ما يزيد على 80 ألف موظف وعامل، وبما ينعكس على تشغيل الشباب، وبالتالي خفض معدلات نسب البطالة.

قطاع الإسكان: تم تنفيذ 14 مدينة جديدة و188 ألف وحدة سكنية، وتم افتتاح عددا من مشروعات الإسكان في صعيد مصر شملت المشروعات: مدينة أسوان الجديدة، والمرحلة الأولي بمدينة غرب قنا، والمرحلة الأولى من مدينة ناصر غرب أسيوط، والإسكان الاجتماعي بقنا الجديدة، وإسكان جنة بالمنيا الجديدة، والإسكان الاجتماعي بأسيوط الجديدة، والإسكان الاجتماعي بالمنيا الجديدة.

قطاع المياه والصرف الصحي: تم تنفيذ 121 مشروعًا لمياه الشرب و224 مشروعًا لخدمات الصرف الصحي.

قطاع الكهرباء والطاقة: تمت إضافة حوالي 8.8 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، كما تم تنفيذ مشروع بنبان في محافظة أسوان وهو واحد من أكبر مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة على مستوى العالم، أيضاً تم توصيل الغاز الطبيعي إلى حوالي 1.1 مليون وحدة سكني، تنفيذ مشروعات لتنمية حقول البترول والتكرير والتصنيع وتوصيل الغاز الطبيعي، ففي مدينة أسيوط تم افتتاح مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول بهدف تأمين إمدادات البنزين لأهالي محافظات الصعيد، وتوفير تكلفة نقله من معامل التكرير القائمة بالقاهرة والإسكندرية والسويس لمناطق الصعيد المختلفة.

قطاع المياه والصرف: فقد تم إقامة مشروعات لتوفير مياه الشرب ورفع نسبة تغطية الصرف الصحي ومعالجتها، بتكلفة 45 مليار دولار، فقد تم تنفيذ 121 مشروع مياه شرب بطاقة 1.81 مليون متر مكعب/ يوم، ليغطي 97.8% من محافظات الصعيد، كما تم تنفيذ 224 مشروع صرف صحي بطاقة 1.29 مليون متر مكعب/ يوم بتكلفة 15.6 مليار جنيه، ليغطي 33.3% من محافظات الصعيد، ومن المتوقع عند إنهاء مشروع “حياة كريمة”، أن تقترب هذه النسبة من 100%.

قطاع التعليم والصحة: تم تطوير القطاع بإنشاء وتطوير المدارس والمستشفيات، وذلك بإنشاء وتطوير 34 ألف فصل، كما تم إنشاء 2320 مدرسة جديدة، و219 مدرسة تعليم فني، بالإضافة إلى مدارس المتفوقين والمدارس اليابانية في أسيوط الجديدة والمنيا الجديدة، وقد تم محو أمية 1.5 مليون مواطن، كما تم إنشاء 7 جامعات جديدة، 2 حكومية، وهما جامعة أسيوط التكنولوجية، وجامعة طيبة الجديدة التكنولوجية و5 جامعات خاصة وأهلية بمدن (بني سويف، أسيوط، المنيا، الوادي الجديد)، بالإضافة إلى إنشاء 105 كلية ومعهد، فضلاً عن الجامعات التكنولوجية، ككلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف.

أيضاً تم إنشاء وتطوير 27 مستشفى، و23 مشروع بالمستشفيات الجامعية، ورفع كفاءة 13 مستشفى، بتكلفة 42 مليار جنيه، وقد قدمت نحو 1457 قافلة طبية خدماتها لنحو 1.9 مليون مواطن، بالإضافة إلى إنشاء “المركز الإقليمي لمشتقات البلازما” بالمنيا، وجاري إنشاء مركزين بسوهاج والبحر الأحمر، فضلاً عن الاستفادة من المبادرات الرئاسية للكشف عن فيروس سي ودعم صحة المرأة المصرية.

وتم تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظتي الأقصر وأسوان، كما تم تطوير 169 وحدة ومركز صحي بتكلفة 22 مليار جنيه، وتم تسجيل 2 مليون مواطن، وإجراء أكثر من 500 ألف فحص طبي.

قطاع الصناعة: تم وجارى تنفيذ 10 مجمعات صناعية بإجمالي 2628 وحدة صناعية توفر 26 ألف فرصة عمل، فضلاً عن إنشاء 11 منطقة صناعية بإجمالي استثمارات 72.5 مليار جنيه على مساحة 9.3 ألف فدان، والتي وفرت 127 ألف فرصة عمل.

قطاع الزراعة: تجري إنشاء مجمع الخدمات الزراعية والذي يتكون من (وحدة زراعية – وحدة بيطرية – مكتب إرشاد زراعي – مركز تجميع الألبان)، حيث بلغت تكلفة الإنشاء نحو 12 مليون جنيه، أيضاً تم افتتاح افتتاح مشروعات استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية في منطقة توشكي بمحافظة أسوان، من بينها المشروع القومي "توشكى الخير"، وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية متكاملة. ويعد "توشكى الخير" أكبر مشروع استصلاح زراعي في منطقة الشرق الأوسط، وتم تطوير واستصلاح وزراعة أكثر من 2 مليون نخلة فضلا عن شق الترع وحفر الأبار لتوفير المياه اللازمة للزراعة، كما تم افتتاح محلج الفيوم المطور، والذي يخدم الصناعات القائمة على زراعة القطن في إطار حرص الدولة على تعظيم القيمة الماضية وزيادة العائد.

دراسة بحثية للباحثين أسماء فهمي ومحمد صبري بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية


مواضيع متعلقة