خبيران: مواد كيميائية بالمنازل يمكن استخدامها فى صناعة المتفجرات

خبيران: مواد كيميائية بالمنازل يمكن استخدامها فى صناعة المتفجرات
يقول هشام الشرقاوى، الخبير الكيميائى، إن هناك العديد من العناصر والمركّبات الكيميائية التى تستخدم فى الحياة اليومية لها استخدام آمن وأخرى غير آمنة، منها مركب «ثلاثى نيترو فينول» المعروف بـ«حمض بكريك» ويستخدم كمرهم لعلاج الحروق ويدخل فى صناعة المتفجرات.
هناك أيضاً الزيوت المتفجرة التى منها مركب «ثلاثى النيترو جلسرين» المعروف تجارياً باسم «نيترو جلسرين»، وهو مرطب للجلد، ويُعد من الزيوت التى تنشّط المتفجرات، وهذا المركب يمكن تحضيره فى لحظات عن طريق شراء «الجلسرين» من أى صيدلية و«حمض النيتريك» من على أرصفة الشوارع والأسواق، وفى دقائق ستكون بين يديك مادة متفجرة بتعرّضها لدرجة حرارة مرتفعة تنفجر على الفور.. هكذا يوضح «الشرقاوى» قائلاً: «بإضافة بعض الأحماض لتلك المركبات تصبح مواد حارقة شديدة الخطورة، والمركب الأكثر خطورة ضمن تلك المواد المتاحة للاستخدام اليومى بأشكال مختلفة ويدخل بشكل آمن فى صناعة الأحماض العنصرية، مركب (ثلاثى نيترو التولوين) وهو متفجر قوى جداً ويعرف باسم الـ(تى إن تى)، يحتوى على النيترو بنزين، المادة الأساسية التى تستخدم فى شتى أنواع المتفجرات وتدخل فى صناعة القنابل البدائية والذرية».
توجد بالمنزل مواد كيميائية قد تُحور ويعاد تصنيعها، يشير إليها «الشرقاوى» موضحاً أن «هناك مواد توجد فى نطاق الحياة اليومية للأفراد تدخل فى صناعة المفرقعات والمتفجرات بتفاوت نسب تكوينها والمواد التى تضاف إليها، مثل الكحول الإثيلينى المعروف بالسبرتو، والبنزين العطرى، وحمض الكبريتيك (ماء النار)، وحمض النيتريك، ومنها ما يباع فى الصيدليات كالجلسرين، وماء الأكسجين، والأسيتون». يتابع الخبير الكيميائى: «من الصعب السيطرة على المواد الكيميائية ذات الاستخدام المزدوج، التى تدخل فى صناعة المتفجرات؛ لأن غالبية هذه المواد تستخدم فى الصناعة، كما أن وجود مواد علمية مقروءة ومصورة على الإنترنت يجعل الرقابة على صناعة المتفجرات أكثر صعوبة فى الوقت الذى تقدم فيه أسهل الطريق لهؤلاء الإرهابيين لعمل ما يريدون بتكلفة قليلة وفى وقت لا يتعدى الساعات».
عن المواد الكيميائية شديدة الخطورة ومختلفة الخواص، يؤكد الدكتور رأفت ميلاد، مدير مركز التحاليل الدقيقة بجامعة القاهرة، أن هناك العديد من المواد الكيميائية التى نتعامل معها يومياً لها استخدام مزدوج وتدخل فى صناعة المتفجرات، منها مادة اليوريا التى هى فى الأساس سماد للنباتات وتعمل على تخصيب التربة.. يستطيع أى شخص لديه حديقة وضع اليوريا للتربة مرتين سنوياً على الأقل، وسعر الشيكارة منها لا يتعدى 120 جنيهاً وبها 50 كيلو من اليوريا؛ يمكن تحويرها واستخدامها كمتفجرات ويسهل على أى شخص أن يشتريها من تجار الأسمدة ومشاتل الزهور، بجانب برمنجانات الأمونيوم ونترات البوتاسيوم والكبريتات التى أيضاً تستخدم كسماد عضوى للنبات».
ويشير الدكتور «ميلاد» هنا إلى خطورة البنزين كذلك فى صناعة المتفجرات: «يسهل تحويل البنزين فى دقائق إلى (تراى نيترو تولوين)، المعروف باسم مادة (T.N.T) شديدة الانفجار، عن طريق تحويل البنزين إلى مادة تسمى (التولوين) ثم تنشيطها بحامض الكبريتيك وحامض النيتريك، المُركزين، وهذه مادة شديدة الانفجار لأنها مركب يحتوى على مجموعة نيترو كبيرة جداً، حيث يحتوى كل جزء واحد من التولوين على 3 جزيئات نيترو».
«لأن الأحماض تدخل فى كثير من الاستخدامات والصناعات كالمنسوجات والصابون الذى يحتوى على الصودا الكاوية كمكون أساسى له، ومن الممكن استخدامها فى المتفجرات، فهى موجودة بسهولة جداً وتنتشر على أرصفة ميدان العتبة، وأى شخص يستطيع أن يشترى كميات كبيرة منها فى أى وقت»، كذلك حذر أستاذ التحاليل الدقيقة بجامعة القاهرة، متابعا: «هناك أيضاً الزيوت المتفجرة التى منها (النيترو جلسرين)، وهذا المركب يمكن تحضيره فى لحظات، عن طريق شراء الجلسرين من أى صيدلية وحمض النيتريك من على الأرصفة، وفى دقائق ستكون بين يديك مادة متفجرة بتعرّضها لدرجة حرارة مرتفعة تنفجر على الفور».
فى الوقت نفسه، يرى الدكتور رأفت ميلاد أنه «رغم سهولة الحصول على الديناميت؛ لأنه يستخدم فى تحطيم الصخور بالمحاجر وعمليات التنقيب بالمناجم وتستخدمه الدولة فى عمليات إزالة المبانى المخالفة، ويباع بكميات مهولة، فإن الإرهابيين حالياً لا يفكرون فى استخدامه لأن الوسائل الأخرى أسهل بالنسبة لهم وضررها أكبر».