الأمين العام لمجمع الملك سلمان: نسعى لخدمة اللغة العربية عالميًّا

كتب: ماريان سعيد

الأمين العام لمجمع الملك سلمان: نسعى لخدمة اللغة العربية عالميًّا

الأمين العام لمجمع الملك سلمان: نسعى لخدمة اللغة العربية عالميًّا

«العربية» لغة حية نابضة، طالما حراسها ممسكين بشعلتها، ولم تثنيهم لغة العصر بكل مغرياتها عن عشقها بل راحوا يطورونها لتناسب كل عصر، واقفين في وجه تحدياتها بالمرصاد، وفي 2020 تأسس نبراس جديد للعربية هو مَجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بموجب قرار مجلس الوزراء، للمساهمة في تعزيز دور اللغة العربية إقليميًا وعالميًا، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية، وليكون مرجعية علمية على المستوى الوطني فيما يتعلق باللغة العربية وعلومها.

وقال الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، في حواره لـ«الوطن» إن المجمع يجتهد في ربط اللغة العربية بالثقافة، وإعادة توسيع عناصره وخدمة اللغة العربية عالميًّا، وتعزيز إسهامها الحضاري والعلمي والثقافي وإمكاناتها بالوسائل المختلفة، وإلى نص الحوار.. 

- حدثنا عن جهود مجمع الملك سلمان العالمي في خدمة اللغة العربية.

منذ إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجّه جهوده وبرامجه وسياساته إلى تعزيز اللغة العربية وترسيخ استخدامها في المجالات العلمية والثقافية والحوارية المختلفة، من خلال مجموعة من المشروعات والمبادرات الهادفة إلى خدمة اللغة العربية عالميًّا، وتعزيز إسهامها الحضاري والعلمي والثقافي وإمكاناتها بالوسائل المختلفة، حيث يعمل على الانتقال بالجهود التي تُبذل لخدمة اللغة العربية من مرحلة الانطباعات والمبادرات الفردية إلى مرحلة الخطط والسياسات المنهجية والاستراتيجية، كما أن برامجه المتنوعة تمتد إلى العالم في إعادة لتعريف خدمة اللغة العربية من الأرض التي انطلقت منها.

ويجتهد المجمع في ربط اللغة العربية بالثقافة، وإعادة توسيع عناصرها، فهي تشمل الغناء والنقش والخط واكتساب اللغة وتواصلها الحضاري مع الثقافات والحضارات المتنوعة، وتتمور برامج المجمع في: التخطيط والسياسة اللغوية، والبرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، ومن هنا: نفذنا المؤتمر الدولية عن اللغة العربية في المنظمات الدولية، وأطلقنا الجائزة الدولية، وبرمجان العربية، وتحدي الإلقاء، والبرنامج التدريبي في أفريقيا، وبرامج لتعليم والتدريب عن بعد، ومنصة المستشار اللغوي، ومؤشر اللغة العربية، ونطلق قريبا مجموعة جديدة من البرامج والمشروعات.

- كيف ساهمت السعودية والدول العربية في دفع الأمم المتحدة للاعتراف بالعربية لغة أممية؟

إن اعتماد اللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة كان مرتبطًا بواقع سياسي وثقافي متنوع، وأسهمت المملكة العربية السعودية مع مجموعة أخرى من الدول العربية، بدعم تمكين اللغة العربية في منظمة الأمم المتحدة، وتمكنوا من جعل العربية لغة شفوية تستعمل في دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، ثم أصدرت جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارًا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة ذي الرقم 3190 خلال الدورة المنعقدة بتاريخ 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها. أما مسألة استخدام اللغة العربية لغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب عدة حكومات.

ولعل المرحلة السابقة عالية الأهمية، ولكنها لا تنفصل عن المرحلة الراهنة، فبمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يرعى ويتابع دعم الخيار العربي في عموم المنظمات العالمية، ولذلك نفذ برنامج المتنوع السنة الماضية في الأمم المتحدة بنيويورك بحضور نوعي، وينفذ هذا العام برنامجه العام في مقر الأمم المتحدة وبمشاركة عربية وعالمية متنوعة، وينعقد برعاية كريمة من سمو وزير الثقافة السعودية رئيس مجلس الأمناء الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، كما ينفذ المجمع برامج مع منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة التجارة، ويطلق برنامج المتضمن مشروعات بحثية لغوية لدراسة واقع اللغة العربية في المنظمات الدولية.

- في رأيك ما أهمية اجتماع العرب جميعا بكل اختلافاتهم للاحتفال بيوم واحد للغتهم؟

اللغة العربية مقوّم من مقوّمات الوحدة والترابط الثقافي؛ فهي لغة الثقافة والحضارة؛ بل إنها لغة الدين لشريحة أوسع وهم المسلمون، ونعلم أن عمق اللغة ـ أيًا كانت ـ يستمد قوته ورسوخه من المقومات الداعمة، ويتوفر للغتنا العربية دعم كبير يتثمل بتعدد الدول الناطقة بها، ووجود القومية الجامعة، والحاضن الديني، إضافة إلى العمق التاريخي والثقافي الكبير، واحتفاء العرب جميعهم بهذا اليوم من كل عام دليل على علو شأن اللغة العربية، والعرب يدركون أن اللغة مقوم رئيس في الهوية، وأن بقاء العربي متصل بلغته وثقافته.

والمنتظر في هذه المناسبات التي تتكامل الجهود العربية على الاحتفاء بها أن يكون موسمًا للاحتفاء بسنة من الإنجازات، وإطلاق الجهود والمبادرات لسنة قادمة، ولا يقتصر الاحتفاء على مستوى خطابي فحسب مع أهميته، وإنما يتعين على المختصين والمؤسسات استثمار هذه المناسبة وهذا التفاعل بإطلاق مبادرات دائمة تنمو مع الأيام ويرعاها المهتمون والمختصون، إضافة إلى نشر الوعي لتكون اللغة مسؤولية الجميع وليست وظيفة فرد أو مؤسسة.

 


مواضيع متعلقة