نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «التيسير في العبادات»

كتب: إسراء سليمان

نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «التيسير في العبادات»

نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «التيسير في العبادات»

نشر الدكتور محمد مختار جمعة، نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف، بعنوان «الدين يسر.. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات».

وبدأ نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بقول: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ  الْعُسْر)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليهِ وعَلَى آلِهِ وصحيهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين».

وذكر نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف، أنَّ مظاهر العظمة في ديننا الحنيف أكثر من أن تُحصَى أو تعد، وإن من أعظم ما تميز به الدين الإسلامي اليُسر والسماحة، فديننا عدل كله رحمةً كله، تيسير كله سماحة كله، إنسانيةً كله، وكلُّ ما يحقق هذه الغايات الكبرى فهو من صميم الإسلام وما يصطدم بها أو يتصادم معها إنما يتعارض مع الإسلام وغاياته ومقاصده، حيث يقول الحق سبحانه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس)، ويقول سبحانه: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرُ، وَلَنْ يُشَادُ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدَّدُوا وَقَارِبُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أيسره».

الرسول قدوة للإنسانية

واستشهد نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لهم العُسر»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إنّي بُعثتُ بالحنيفيَّةِ السَّمحَةِ»، كما أن المتدبر في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم يدرك يقينًا أنه صلى الله عليه وسلم كان نعم القدوة لأمته وللإنسانية جمعاء في السماحة والتيسير، حيث يقول الحق سبحانه على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ لم يَبْعَثْنِي مُعَدَّنا، ولا مُتَعَنَّنا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا».

اختيار الأيسر

وأضاف نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: مَا خَيْرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَحَدَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثمًا، فَإِنْ كَانَ إِثمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَها، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوِّرُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمَّهِ مِنْ بكائه».

وأكد نص خطبة الجمعة القادمة أن السماحة والتيسير في ديننا الحنيف نَمَطٌ سائد شامل، ففي شأن الصلاة يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:« يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنكُم مُنْفَرِينَ، فمَن أمَّ النَّاسَ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ والكَبِيرَ وذَا الحَاجَةِ»، ووجه نبينا صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين رضي الله عنه عندما كان مريضًا، فقال له: «صَلَّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب».

ومن التيسير في العبادات رخصة جواز الإفطار في السفر، ومن اليسر والسماحة في الحج إعانة الضعفاء في الرمي، والتوسع في وقته، وجواز الإنابة في الرمي لغير القادرين، فما يسر نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء أكثر من تیسیره علی حجاج بيت الله عز وجل في قولته المشهورة: «افْعَلْ وَلا حَرَج».

التيسير في الشريعة الإسلامية 

واستكمل نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «لا شك أن الشريعة الإسلامية قد اتسمت باليُسر والسماحة في جانب المعاملات أيضًا، فرفعت المشقة والحرج بين الناس في البيع والشراء والاقتضاء، حيث يقول الحق سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل إلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضِ مِنْكُمْ ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، ويقول سبحانه (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى».

وتابع: «السماحة في البيع تتطلب ألا يكون البائع مغاليًا في ربحه، أو محتكرا لسلعته أو مطففا وزنه، أو مستغلا  أزمات الناس، كما تقتضي أن يكون المشتري سهلا سمحا مع البائع، فلا يبخس الناس أشياءهم والسماحة في الاقتضاء تعني أن يطلب الرجل حقه أو دينه بلين ويُسر ورفق وسماحة، وقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن اليُسْرَ والسماحة في المعاملات من أسباب النجاة يوم القيامة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْء، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُغْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّه»، وهكذا السماحة في سائر المعاملات مع الناس جميعًا، بيعًا فما أحوجنا إلى الوعي بعظمة الإسلام، فهو دين السماحة واليسر لا التواء فيه، ولا  تعقيد، ولا تقعر، لا لفظا ولا مضمونًا،وشراء، وقضاء واقتضاء، وتعايشا وقبولا للآخر».


مواضيع متعلقة