الدكتور كمال الدسوقي يكتب.. صناعة الزراعة مع بداية عام ميلادي جديد

كتب: رنا حمدي

الدكتور كمال الدسوقي يكتب.. صناعة الزراعة مع بداية عام ميلادي جديد

الدكتور كمال الدسوقي يكتب.. صناعة الزراعة مع بداية عام ميلادي جديد

ما زلنا والعالم كله يبحث عن حل للخروج من أزماته الاقتصادية وخفض نسب التضخم وتوفير الغذاء والدواء لما يقارب ٨ مليارات نسمة ومصر من أوائل هذه الدول التى عانت من التضخم لكن بصورة أكبر وأوسع، وأصبح لزاماً علينا أن نبحث عن الإنتاج والصناعة والزراعة، خاصة أن العام المنصرم بكل ما فيه من معاناة وآلام أثبت أن الحرب فى أوكرانيا تؤثر على قرص الطعمية فى مصر وأن أزمة شحن الذرة وفول الصويا من روسيا أثرت على صناعة الدواجن وسعر البيض عندنا، إذن وجب علينا البحث عن حلول عبقرية تعتمد البيانات السليمة التى يتم تحليلها والوصول إلى المشاكل الحقيقية وأفضل الطرق لعلاجها، وحينما أطلقت لفظ صناعة الزراعة لأول مرة كنت أعنى أن الزراعة بنظامها التقليدى الذى توارثناه لم يعد يناسب هذا العصر بدليل أننا يا سادة أصبحنا نستورد الفول والعدس والقمح والذرة ومعظم البقوليات تقريباً حتى الأرز أصبح نادراً ولا يكفى احتياجاتنا على الرغم من أن الأراضى المصرية خصبة الزراعة وتناسب معظم هذه الزراعات الاستراتيجية، ويوجد لدينا ٥٥ مليار م٣ من نهر النيل من أجود أنواع المياه على الكرة الأرضية، إن لم نتحول فوراً من الزراعة بالنظم الأفقية والتقليد إلى نظام الزراعة المميكنة بداية من إنتاج وتهجين البذور والشتلات للحصول على أعلى طاقة إنتاجية إلى ميكنة عمليات الرى الحديث، الذى يعتمد على أحدث التقنيات فى نظم الرى بالرش والتنقيط والتبخير والترطيب للحصول على منتج جيد بأقل طاقة ومياه ممكنة إلى نظم حيوية فى مكافحة الآفات والأمراض إلى نظم الجمع والجنى والفرز والتعبئة والتخزين والتوزيع المميكن وتقليل الفاقد فى كل شىء، واستخدام أحدث النظم فى معالجة كافة مخلفات الإنتاج الزراعى والحيوانى وإعادة تدويرها مرة أخرى سواء أسمدة أو منتجات نهائىة مثل صناعة الورق والخشب وغيرهما.

صناعات الإنتاج الحيوانى والداجنى فى مصر تحتاج إلى ثورة كبيرة حتى ننتقل من الاستيراد إلى التصدير، فالمنظومة تبدأ من زراعة الحبوب اللازمة للعلف من فول صويا وذرة وصناعات إنتاج الدواء والمغذيات وغيرها، إذن الزراعة لم تعد كما كانت من قبل لكنها صناعة وسلسلة متتالية من القيمة المضافة على المدخلات والمخرجات النهائية، وجب علينا أن ندخل عام ٢٠٢٣ وقد تعلمنا الدرس ونبدأ إعداد أنفسنا وأرضنا لإنتاج كافه المحاصيل والبقوليات التى تلبى استهلاكنا وتلبية احتياجات الأنشطة الحيوانية والداجنة. لا بد لنا أن نعظم الاستفادة من كل مواردنا الطبيعية فكل نقطة مياه لها قيمة.

علينا أن نطور وننمى وندرب ونعلم ونثقف كل السكان للوقوف خلف الدولة واعتبار العام الجديد عام التحدى والنجاح للدولة المصرية فى إنتاج غذائها ودوائها ونصدر الفائض منه إلى الخارج.

حمى الله مصر وشعبها


مواضيع متعلقة