«كفيف» يخترع عصا وملعقة وكاميرا بالاستشعار لمواجهة محنته: عيطت لما نجحت

«كفيف» يخترع عصا وملعقة وكاميرا بالاستشعار لمواجهة محنته: عيطت لما نجحت
- كفيف
- استشعار عن بعد
- الإسكندرية
- جهاز استشعار
- كاميرا
- ضمور شبكية العين
- كفيف
- استشعار عن بعد
- الإسكندرية
- جهاز استشعار
- كاميرا
- ضمور شبكية العين
استلقى على سريره مثل كل ليلة، واستيقظ مُختلفًا هذه المرة عن كل صباح، يرى سوادًا أمامه، تحول إلى كفيف بين عشية وضحاها، يتحسس السرير، وكل ما بالغرفة كي يتحرك، بدأ يصرخ بشدة، ربما ظن في البداية أنه كابوس، لكنها حقيقة يعيش بها حتى الآن، ولم يستسلم للظروف، ويجلس قعيدًا يتحرك بمساعدة غيره، ففكرر طويلا، وانتهى به ذهنه إلى اختراع عصا للاستشعار عن بعد.
سامي حسن، مُسن من محافظة الإسكندرية، يعمل فني تكييف وتبريد، لم يعتاد طيلة حياته على الجلوس دون حركة، أو عمل، لكن في صباح لم يطلع فيه الشمس بالنسبة له، منذ 5 سنوات، تقيء قبل النوم، واستيقظ كفيفًا، وأبلغه الأطباء، بأنه يعاني من ضمور في شبكية العين: «قولت الحمد لله، ورضيت بقدر ربنا».
اخترع الكفيف جهازً استشعار عن بعد، يتكون من عصا يمسكها في يده، ترسل إنذارًا عندما يكون أمامه مانعًا، كحائط، شجرة، وأيضًا شخص، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «بقيت كفيف من 5 سنين، وكنت قاعد مع نفسي، ففكرت أني أعمل حاجة، محبتش القعدة، أفكر بحاجة أخفف بيها آلام الناس اللي زيي، أنا راجل فني وفي حاجات كنت عارفها، جبتها وهيأتها، وعملت صندوق صغير حطيت الجهاز فيه».
الإنذار يعمل على بعد 10 سم
جهز «حسن» الأدوات اللازمة لاختراعه، من حساسات وباور وصوت للإنذار، وبدأ بتركيبها، مُعتمدًا على خبرته من عمله كفني، مع محاولات مستمرة لتشغيل الجهاز، إلى أن نجحت أخيرًا، ليصدر الجهاز إنذارا على بعد 10 سنتيمتر من المانع، فيبتعد الكفيف عن المكان، لحين توقف الجهاز عن إصدار الإنذار: «حوالي أقل من سنة، كان الجهاز والعصا شغالين معايا».
مع أول تجربة لعصا «حسن»، لم تتوقف دموعه عن الانهمار، فلم يصدق أنه نجح أخيرًا، مؤكدًا أن جهاز الاستشعار عن بعد، يعمل ببطارية هاتف عادية: «الكهرباء بتاعت الجهاز مش بتخلص، البطارية بتتشحن بشاحن موبايل عادي، عشان متكلفش الناس».
أجهزة أخرى اخترعها الكفيف من وحي الاستشعار
من خلال تجربة الاستشعار عن بعد، استطاع الرجل الكفيف، التوصل إلى أجهزة أخرى، منها ملعقة بالاستشعار، لتنبيه الكفيف أن الكوب قد امتلأ، وجهاز أيضًا لإبلاغه باسم الشخص الواقف أمامه، ويستكمل حكاية اختراعاته، قائلًا: «الخطة الجاية اللي شغال عليها هي كاميرا في نظارة متصلة بسماعة، وجهاز صغير زي فلاشة تخزن مجموعة من صور الناس، وتحت كل صورة مكتوب اسم الشخص، فأول لما الشخص يبقى قدامي يقولي ده فلان، لو في واحد اسمه محمد أحمد، هيقول لي ده اسمه فلان».
وخلال الساعات الماضية، انتشر فيديو للكفيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه عن اختراعه، وحقق انتشارًا وتفاعلًا كبيرًا، مُطالبًا بالدعم النفسي والوثوق به علميًا.