فقد البصر ولم يفقد البصيرة.. الكحلاوي جزار كفيف ببنها: «بشوف اللحمة بقلبي»

فقد البصر ولم يفقد البصيرة.. الكحلاوي جزار كفيف ببنها: «بشوف اللحمة بقلبي»
- القليوبية
- جزار بنها
- جزار القليوبية
- الجزار الكفيف
- لحوم القليوبية
- القليوبية
- جزار بنها
- جزار القليوبية
- الجزار الكفيف
- لحوم القليوبية
«بشوف اللحمة بقلبي» هكذا بدأ محمد الكحلاوي، المعروف إعلاميا بالجزار «الكفيف» ابن مدينة بنها والذي يعمل في الجزارة منذ سنوات طويلة رغم إصابته فقد نور بصره ولكنه لم يفقد البصيرة، حيث أصر على العمل بمهنة أجداده ووالده الجزارة، مرورا بعدة مهن أخرى في مجالات الفراشة والمعمار، ولكنه منذ 4 سنوات قرر فتح محلة الخاص بالجزارة في منطقة الحرس الوطني ببنها في محافظة القليوبية ليعمل فيه عائلا زوجته وأبناؤه الأربعة، بينهم طفلة لها ظروف صحية خاصة.
«الوطن» التقت محمد الكحلاوي الجزار الكفيف بمدينة بنها في محافظة القليوبية حيث تحدث عن ظروف إعاقته وكيف تخطاها وكيفية عمله بالمحل وحفظه لكل شبرا فيها وقدرته الفائقة على التميز بين كل أنواع اللحوم والقطع والمناطق المختلفة للبيع والعمل على تعليق اللحوم بنفسه بالمحل وكذا تقطيع وبيع اللحوم سواء اللحوم العادية أو المفرومة والمصنعات التي يصنعها داخل المحل على ماكينة الفرم الذي يديرها كأنه يرى بالضبط.
الجزار الكفيف ببنها فقد نظره في سن مبكرة
يقول محمد الكحلاوي، الجزار الكفيف، إنه فتح محله الخاص منذ 4 سنوات وقبلها عمل في الجزارة مع والده وتنقل في عدة مهن، منها الفراشة وأضواء الزينة والمعمار وانتهى به المطاف للعودة للجزارة، مشيرا إلى أنه يبلغ من العمر 42 عاما، وفقد نور بصره في سن مبكرة عندما كان الصف السادس الابتدائي، حيث أصيب بشظايا عصا في عينه تسببت في فقدانه نور بصره، ومنذ ذلك الحين قرر التحدي والوقوف في وجه الإعاقة وبدء العمل مع والده وأشقائه في الجزارة وبعض المهن الأخرى ليفتح المحل الخاص به منذ 4 سنوات ويقف فيه يعاون ابنه الأكبر في أولى ثانوي صنايع خلال وقت فراغه.
ماشي بنور الله والمحل والذبائح محفورة في ذهني
وأضاف الكحلاوي، لـ«الوطن»: «أعرف كل شبر بالمحل في منشية الحرس الوطني ببنها مكان الثلاجة وماكينة الفرم والميزان وأقوم بكل الأعمال من رفع اللحوم على الثلاجة وتعليقها أمام المحل والفرم والبيع دون مساعدة أحد»، متابعا: «أرى اللحمة بقلبي»، مشيرا إلى أنه يشتري أيضا اللحوم المطلوبة للمحل من الأسواق ويستطيع ذبح ذبيحة كاملة ويعرف كل قطعة في الذبيحة ويبيع للزبائن دون تدخل أحد، حيث إنه متخصص في اللحوم الضاني والجملي ويقدم كيلو اللحمة الجملي بـ120 جنيها فقط ويستطيع فرم هذه اللحوم في الماكينة وتصنيعها بقدرة يتعجب لها كل من يتعامل معه قائلا «بقطع اللحمة بنور الله وقلبي».
أذبح الذبيحة وأبيع للزبائن دون جرح واحد
وقال الكحلاوي إنه يرد دائما خلال عمله جملة «صلِ على نور النبي وقرب وذوق اللحمة من الكحلاوي» وله زبائن مخصوص ويستطيع تشفية ذبيحة كاملة دون أن يجرح يده أو يلوث ملابسه رغم ظروف نور بصره وسط اندهاش الجميع من الزبائن والعاملين معه في المجال.
وثمَّن الكحلاوي، في نهاية حديثه، جهود الدولة والقيادة السياسية لدعم ذوي الهمم، داعيا الله أن يكرم الرئيس في هذه الجهود ويوفقه لما فيه الخير، متمنيا أن يزور النبي ويؤدي العمرة والحج.