"أحمد" اليتيم.. ماضيه حزين وحاضره بائس.. وحلمه "بنطلون جينز"

كتب: إسراء حامد

"أحمد" اليتيم.. ماضيه حزين وحاضره بائس.. وحلمه "بنطلون جينز"

"أحمد" اليتيم.. ماضيه حزين وحاضره بائس.. وحلمه "بنطلون جينز"

تفتحت عّيناه البريئتان على ظروف قاسية، الأم منفصلة عن الأب ورب الأسرة، بعد أن اكتشفت أنه مدمن للمخدرات، خلافات أسرية لم ينهيها الانفصال، بل كتب لها نهاية أبدية بوفاتهما في عام واحد، تاركين ورائهما "أحمد" ذو الأعوام الخمس، يحبو خطواته الأولى على الأرض دون عائل، سوي جّدة مريضة تعيش من جنيهات معاش التضامن الاجتماعي، في مسكن غير آدمي بمنطقة العصافرة بالإسكندرية. أمنيات "أحمد" تواجهها الجّدة "رضا محمد شاهين"، بالعنف تارة، وباللين تارة أخرى، "نفسه يشتري بنطلون جينز وكوفية صوف، هو احنا لاقيين ناكل"، سؤال وجهته الجدة المكلومة لنفسها، وقلبها يعتصر حُزنًا على حفيدها الصغير، الذي من حقه أن يتمتع بأبسط حقوقه، لولا ضيق ذات اليد، مضيفة "عايشين في غرفة صغيرة وصالة، إيجارها 300 جنيه شهريًا، ومعاشي 350 جنيه، لولا مساعدة القلوب الرحيمة كنا متنا من الجوع". ظروف قاسية لا طائل لصغير في عمر "أحمد" بها، "عارفة انه ملوش ذنب، بس اللي هيتوفر أقدر أساعده السنة اللي جاية يدخل مدرسة"، كلمات الجدة لم تهون عليه مشاعر اليتم، ونهر مطالبه بصفة دائمة، "طبعا نفسه ياكل ويلبس زي العيال اللي في سنه، ناس عرضت عليا تتبناه، بس ده ابن بنتي اللي طلعت بيه من الدنيا، أهل بوه مش سائلين فيه، ومالوش حد غيري دلوقت". قصة حياة "أحمد" تصلح أن تكون عملًا دراميًا مكتمل الأركان، أمه ماتت منذ عامين بسبب مرض في القلب، ومات أبوه بعدها بشهرين في حادث سيارة سقطت في ترعة بمحافظة البحيرة.