الأسمدة المصرية تتحدى الأزمة العالمية.. وتغزو أهم 10 أسواق في أوروبا

كتب:  صالح إبراهيم

الأسمدة المصرية تتحدى الأزمة العالمية.. وتغزو أهم 10 أسواق في أوروبا

الأسمدة المصرية تتحدى الأزمة العالمية.. وتغزو أهم 10 أسواق في أوروبا

تصدّرت صادرات الكيماويات والأسمدة المشهد الاقتصادى على مدار الأشهر الماضية، مع زيادة أرقام الصادرات وارتفاع معدلات الطلب العالمى، وتحديداً الأوروبى، على المنتجات الكيماوية المصرية، الأمر الذى جاء نتيجة الأزمة الحادة التى تشهدها أوروبا نتيجة الارتفاع الحاد فى أسعار الطاقة، وتعطيل بعض الطاقات الإنتاجية لدى كبار المنتجين فى القارة العجوز.

أحدث البيانات التى تدلل على الطفرة الكبيرة التى شهدتها صناعة الكيماويات المصرية جاء عبر المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية الذى كشف فى تقرير حديث له أن صادرات قطاع الصناعات الكيماوية تصدّرت قائمة الصادرات غير البترولية لمصر بقيمة بلغت 7.1 مليار دولار لتمثل 23% من إجمالى الصادرات، وحقّقت معدل نمو غير مسبوق بلغت نسبته 27% عما تحقق خلال الفترة نفسها من 2021.

صادرات الأسمدة ترتفع 46% بقيمة 2.6 مليار دولار.. واللدائن زادت 7% ووصلت إلى 2.1 مليار

وحسب خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى، فإن أبرز المنتجات التى شهدت زيادة واضحة فى التصدير تمثلت فى صادرات الأسمدة، التى ارتفعت بنسبة زيادة 46% لتبلغ ما قيمته 2.6 مليار دولار، كما نمت صادرات مصر من اللدائن بنسبة 7% لتبلغ 2.1 مليار دولار، وارتفعت قيمة الكيماويات العضوية وغير العضوية والمتنوعة بنسبة 57%، وبقيمة إجمالية بلغت 1.4 مليار دولار.

«أبوالمكارم»: صادرات الكيماويات بلغت 7.1 مليار دولار بنمو 27% فى الـ10 أشهر الماضية.. وارتفعت الصادرات إلى الهند بقيمة 234 مليون دولار

وأكد «أبوالمكارم» أنه رغم التراجع النسبى للصادرات المصرية من الصناعات الكيماوية إلى السوق التركية بنسبة 6%، إلا أنها ما زالت تتصدر قائمة أهم الأسواق المستوردة لمنتجات قطاع الصناعات الكيماوية بما قيمته 775 مليون دولار.

وكشف رئيس المجلس التصديرى عن ارتفاع قيمة الصادرات إلى أهم 10 أسواق بنسبة 54%، منها إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وبلجيكا والبرازيل والمغرب وهولندا، بالإضافة إلى الهند، التى جاءت فى المرتبة الخامسة ضمن قائمة أهم 10 أسواق، حيث ارتفعت الصادرات إليها مما قيمته 234 مليون دولار خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2021، إلى ما قيمته 405 ملايين دولار خلال الفترة نفسها من العام الحالى 2022.

ولعل الدليل الأكبر على قوة ومكانة صناعة الكيماويات المصرية، ما ذكره «أبوالمكارم» بشأن نجاح مصر فى احتلال مكانة روسيا كمصدر للأسمدة إلى أسواق أوروبا، خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالى، حيث ذكر أن تقريراً صادراً عن المفوضية الأوروبية أظهر أن مصر حلت محل روسيا فى صادرات الأسمدة، والتى شهدت زيادة واضحة من 521 مليون يورو خلال العشرة أشهر الأولى من 2021 إلى 1.5 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الحالى بنسبة زيادة تُقدّر بنحو 187.5%. وقال إن فرنسا جاءت كأكبر الدول المستوردة للأسمدة بقيمة 375 مليون يورو، تلتها إيطاليا بقيمة 249 مليون يورو وإسبانيا بقيمة 183 مليون يورو، ثم اليونان بقيمة 149 مليون يورو.

وتأتى تلك القفزة الكبيرة فى صادرات الأسمدة إلى أوروبا نتيجة نقص الغاز الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقف الكثير من المصانع، أو خفض الطاقات الإنتاجية بسبب التكلفة الباهظة، وفى وقت سابق أعلن مصنع «يارا إنترناشيونال»، وهو أحد أكبر مصانع الأسمدة فى أوروبا أنه خفض الطاقة الإنتاجية نتيجة الأزمة الحالية.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة أكبر فى صادرات الأسمدة والمنتجات الكيماوية إلى أوروبا نتيجة استمرار ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى، مع بدء فصل الشتاء، فى ظل بقاء أسعار الغاز فى مصر عند معدلاتها الطبيعية، مما دفع الأسواق الأوروبية إلى تكثيف تحركاتها لاستيراد كميات أكبر من المنتجات المعتمدة على الطاقة.

ونظراً للزخم الضخم الذى يشهده قطاع الكيماويات فى مصر، توقع «أبوالمكارم» أن تصل الصادرات بنهاية العام الحالى إلى ما قيمته 8.5 مليار دولار، موضحاً أن هناك الكثير من العوامل الإيجابية محلياً ودولياً من شأنها المساهمة فى استمرار تحقيق الصادرات المصرية، خاصة الصناعات الكيماوية لمعدلات نمو ملموسة والوصول بالصادرات بنهاية العام إلى ما قيمته 8.5 مليار دولار.


مواضيع متعلقة